أنجزت الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» اليوم الخميس تبادل مئات من الأسرى وسط وقف هش لإطلاق النار يتزامن مع مباحثات سلام في سويسرا دخلت يومها الثالث.
وقال الشيخ «مختار الرباش» عضو لجنة شؤون الأسرى التابعة لـ«المقاومة الشعبية» الموالية في عدن «أتممنا بنجاح عملية تبادل الأسرى».
وبحسب «الرباش»، شملت عملية التبادل المنجزة 370 عنصرا من الميليشيات الحوثية مقابل 285 عنصرا من الموالين للحكومة.
وأنجزت عملية التبادل في مديرية يافع بمحافظة لحج الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الحكومة، على الحدود مع محافظة البيضاء التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم من الموالين للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح».
وكان «الرباش» أفاد مساء الأربعاء عن تباطؤ في إنجاز العملية نتيجة مخاوف أمنية حول سلامة الطريق الذي يربط نقطتي التسلم والتسليم.
وبدلا من إنجاز العملية دفعة واحدة، أوضح المسؤول اليمني أمس أن التبادل كان يتم عبر نقل مجموعات صغيرة من 20 أسيرا بشكل متتال.
وأتى إنجاز التبادل مع دخول المباحثات بين طرفي النزاع برعاية الأمم المتحدة في سويسرا يومها الثالث، وسط تعتيم إعلامي وشح في المعلومات المتعلقة بمسار التفاوض أو أي نتائج تم التوصل اليها.
ومثلت صفقة تبادل السجناء التي توسط فيها زعماء قبليون يمنيون واحدة من أهم المؤشرات الإيجابية في الصراع حتى الآن.
وغالبية السجناء الحوثيين أعمارهم بين 13 و16 عاما احتجزوا لدى استعادة الجنوبيين السيطرة على عدن في يوليو/ تموز الماضي.
ولا يوجد أرقام معلنة عن إجمالي عدد الأسرى بين الطرفين بسبب تشتت مجاميع الأسرى لدى المقاومة والميليشيات على مستوى المحافظات، لكن يتركز معظم أسرى الميليشيات في محافظتي تعز ومأرب، حيث كشف سابقا عن أسر المقاومة لأكثر من 1800 عنصر من الميليشيات.
فيما يقبع في سجون الميليشيات ما يقارب 5000 معتقل من السياسيين وعناصر المقاومة والأكاديميين والصحفيين والمواطنين العاديين ومعظمهم من محافظات تعز والحديدة وإب والبيضاء وصنعاء وعمران بالإضافة إلى المحافظات الجنوبية.
ولم يعرف الكثير عن سير المحادثات الدائرة في سويسرا بوساطة الأمم المتحدة لكن الوفود التي أمكن الوصول إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدت متفائلة بعد أول يومين من التفاوض.
ومع بدء المحادثات، دخل اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين الحوثيين وقوات هادي المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية. إلا أنه تشوبه منذ الثلاثاء خروقات في مناطق متعددة.
وأعلنت قيادة التحالف أن المتمردين الحوثيين خرقوا الاتفاق «منذ الساعات الأولى»، وأنها قامت «بالرد» على ذلك.
وأدى النزاع منذ آذار/ مارس الماضي إلى مقتل قرابة ستة آلاف شخص، يشكل المدنيون نحو نصفهم، وجرح زهاء 28 الفا، بحسب أرقام الأمم المتحدة.