استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أرقام قياسية مصرية

الجمعة 18 ديسمبر 2015 04:12 ص

منذ قفز العسكر على السلطة في مصر، تحولت البلاد إلى واحدة من أسوأ بلدان العالم في المجالات كافة، خصوصاً في ما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان وقمع الحريات. وتشير أرقام كثيرة إلى حالة التدهور التي وصلت إليها كل المؤسسات في مصر. خذ مثلاً الانهيار في منظومة التعليم، والتي جعلت مصر تحتل المرتبة قبل الأخيرة (قبل غينيا) حول العالم في جودة التعليم، في المرتبة 139 من 140 دولة.

كذلك ضربت مصر الأرقام القياسية على صعيد انتهاكات حقوق الإنسان وكبت الحريات، بعد أن وصل عدد المعتقلين في سجونها إلى أكثر من 40 ألفاً، مع مئات الحالات من القتل داخل السجون، ومثلها من حالات التعذيب داخل أقسام الشرطة، فضلاً عن حالات الاختفاء القسري التي تجاوز عددها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني وحده 40 حالة، حسب التقرير الجديد لمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب. 

عالمياً، تنافس مصر غيرها من الديكتاتوريات، في ما يخص سجل الحريات وحقوق الإنسان. فحسب تقرير لجنة حماية الصحافيين الدولية في نيويورك، الذي صدر أخيراً، فإن مصر تحتل المرتبة الثانية بعد الصين، في ما يخص سجن الصحافيين، حيث وصل عددهم إلى حوالي 23 صحافياً في عام 2015، في حين يقدّر مراقبون في مجال حقوق الإنسان العدد الإجمالي للصحافيين المعتقلين خلال هذا العام أنه يتجاوز ثلاثين صحافياً، كان آخرهم الصديق إسماعيل الاسكندراني.

هذا ناهيك عن عدد المحبوسين احتياطياً أكثر من عامين، من دون أية محاكمة أو أن توجه لهم تهمة، فضلاً عن عدد الأطفال والقصَّر المعتقلين، والذين يتجاوز عددهم ثلاثة آلاف طفل، تراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً، وبعضهم أمضى أكثر من عامين وراء القضبان، من دون محاكمة، وأبرزهم الطفل صهيب عماد الذي اعتقل قبل حوالي عامين، وعمره 13 عاماً، وهو مصاب بخلع في الركبة، ويكاد أن يُصاب بالشلل نتيجة الإهمال الطبي. 

على مستوى الصورة، يبدو الأمر أكثر فزعاً ووحشية. فقبل يومين، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة الطفل عبادة جمعة مقيداً بالأغلال، وهو يحتضن رضيعة صغيرة لا يتجاوز عمرها أشهراً. ويزداد المرء تعجباً حين نقرأ تفاصيل اعتقال عبادة، والتي تشير إلى حجم الإجرام الذي تمارسه السلطة في مصر، فقد تم اعتقال عبادة واحتجازه عدة مرات، وفي كل مرة، يجري تعذيبه وضربه وصعقه بالكهرباء، من أجل الاعتراف بتهم لم يرتكبها.

وتقابل هذه الصورة واحدة أخرى مقززة، وتثير الاشمئزاز، يظهر فيها طفل مصري يرتدي زياً عسكرياً يقف بجوار الجنرال عبد الفتاح السيسي، وتحتها عبارة «طفل معه جيشه»، في مقابل صورة للطفل السوري عيلان الذي غرق على شواطئ تركيا قبل أشهر، وتحتها عبارة «طفل فقد جيشه». وهي الصورة التي تم وضعها على إحدى مداخل مدينة الإسكندرية، في لوحة ساقطة وغير أخلاقية، تعكس حالة الهستيريا التي تعيشها مصر. 

أما الأنكي، وكما أشرنا في مقالنا السابق، فهو تعاطي المجتمع مع هذه الأرقام القياسية في التدهور، وكأنها أمر عادي. بل وسعى بعضهم، خصوصاً ممن يقدمون أنفسهم باعتبارهم مثقفين تنويريين، لتبريرها باعتبارها أمراً طبيعياً. وهنا، تتم تبرئة السلطة الحالية من كل هذه الجرائم، وهو ما يزيد من قمعها وتجاهلها هذا الواقع المؤسف. 

تحولت مصر، خلال عامين فقط، إلى بلد عجوز شائخة تنتقل من السيئ إلى كل ما هو أسوأ، وقد حطمت الأرقام القياسية في التدهور والتراجع والانحطاط، وهذا هو الحصاد الطبيعي لحكم العسكر.

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي الانقلاب العسكر حكم العسكر القمع الحريات الثورة المصرية الجيش المصري

فشل «السيسي» وحديث المؤامرة

مصر في عهد السيسي .. قمع بلا حدود

استثناءات الموازنة وتقنين فساد العسكر بمصر

«يد السيسي الممدودة»: دور شرطي المنطقة مقابل المساعدات المالية

«السيسي» وزيارة موسـكو: تصـفير الدور المصري

القمع في مصر من «مبارك» إلى «السيسي»

حاشية على حوار مصري مطلوب