أين تقود معادلة بايدن "5 مقابل واحد" النظام الدولي؟
لدى روسيا خيارات بدأت في اللجوء لها مبكرا وعلى رأسها القصف الكثيف الذي لا يكاد ينقطع على مدن أوكرانيا وعاصمتها كييف.
حرب أوكرانيا نحو تصعيد دموي خاصة بعد اجتماع الناتو وشركائه بقاعدة رامشتاين بألمانيا؛ وتتسرب أنباء عن إمكانية تولى بولندا حماية غرب أوكرانيا.
فرص التعافي تتراجع مع تراجع أفق الحل والتسوية أو الحسم بأوكرانيا، ثمن سيقوض نفوذ القوى الدولية التقليدية تنفق فوائض على السلاح لا التعافي الاقتصادي أو التنمية.
الحرب تنزلق لصراع إقليمي خطير فتذهب أقل التوقعات تشاؤما للقول بأن مولدوفا جارة أوكرانيا الجنوبية الغربية ستصبح ساحة حرب جديدة على يد انفصاليي إقليم ترانسنيستريا.
* * *
قدم الرئيس الأمريكي طلبا للكونغرس برفع قيمة المساعدات المقدمة لأوكرانيا لتبلغ 33 مليار دولار. وبحسب الرئيس الأمريكي فإن الولايات المتحدة قدمت خمسة مضادات للدروع مقابل كل دبابة ومدرعة روسية.
المصادر الأمريكية أكدت حصول أوكرانيا على خمسة آلاف قاذفة من طراز جافلين لتدمير الدبابات الروسية؛ إلى جانب أعداد هائلة من منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف والذخائر والآليات الثقلية التي وصل آخرها من أسبانيا على متن سفينة أسبانية حطت رحالها في موانئ بولندا على البلطيق.
حرب أوكرانيا مرشحة لجولة تصعيد دموية خصوصا بعد اجتماع لويد أوستن بوزراء دفاع الدول الحليفة والشريكة للناتو بقاعدة رامشتاين في ألمانيا؛ وبعد أن تسرب أنباء عن إمكانية تولى بولندا حماية الجزء الغربي من أوكرانيا في حين تدرب قوات أمريكية جنود أوكرانيا على مختلف أنواع الذخائر؛ ضباط قدموا من قواعد الجيش والبحرية الأمريكية في فلوريدا التي تضم اهم القواعد والمنشآت العسكرية الأمريكية.
روسيا في المقابل لديها خيارات بدأت في اللجوء لها مبكرا وعلى رأسها القصف الكثيف الذي لا يكاد ينقطع على عاصمة أوكرانيا كييف؛ لدرجة ان هذا القصف تواصل خلال جولة الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش في كييف قبل ايام قليلة.
حرب أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة يتوقع أن تهمش فيها عمليات التفاوض أسابيع تواصل خلالها روسيا عملياتها شرق أوكرانيا؛ وقصفها الكثيف لغرب أوكرانيا مع تركيز أكبر على ميناء أوديسا الذي سيتحول إلى هدف كبير ومهم للقاذفات الاستراتيجية الروسية تمهيدا للسيطرة على المدينة الساحلية الأخيرة على البحر الأسود.
الحرب تنزلق لتتحول إلى صراع إقليمي بآفاق خطيرة إذ تذهب اكثر التوقعات تفاؤلا إذ ما قورنت بهواجس الحرب النووية للقول بأن مولدوفا المحاذية لحدود أوكرانيا الغربية الجنوبية ستتحول إلى ساحة حرب جديدة على يد الانفصاليين في إقليم ترانسنيستريا شرق مولدوفا.
ما يعني المزيد من موجات اللجوء والاضطراب شرق القارة الأوروبية؛ والمزيد من الأسلحة المتدفقة إلى ساحات القتال التي ستجد طريقها عاجلا أو آجلا إلى أسواق السلاح السوداء.
الموازنات الكبيرة والأسلحة المبعثرة في المخازن وساحات القتال وحول منشآت التخزين المدمرة ستتحول إلى هدف مغر لتجار الحروب والسلاح للمتاجرة بشحنات السلاح التي ستغرق أوكرانيا ومولودفا؛ شحنات لن تعرف وجهتها على وجه الدقة.
والاهم من ذلك كله أن الأزمة الاقتصادية العالمية وفرص التعافي ستتراجع مع تراجع افق الحل والتسوية أو الحسم في أوكرانيا؛ وهذا ثمن سيقوض نفوذ القوى الدولية التقليدية التي ستنفق الفوائض على السلاح لا على التعافي الاقتصادي أو التنمية في الدول الفقيرة والمتعثرة؛ متغير سيرفع بطريقة غير مباشرة كلف الهيمنة الدولية فالتصعيد في أوكرانيا سيكون له ارتدادات على النظام الدولي اذ يتوقع ان يزداد ضعفا وهشاشة من ناحية اقتصادية وأمنية وسياسية.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
