3 تكتيكات ميدانية.. هكذا دحر الأوكرانيون الغزو الروسي خارج كييف

الاثنين 9 مايو 2022 11:44 ص

كيف تمكنت المقاومة الأوكرانية من دحر الغزو الروسي خارج العاصمة كييف بعد نحو 10 أسابيع من العمليات العسكرية؟

سؤال سلطت شبكة "سكاي نيوز" الضوء على إجابته، مشيرة إلى 3 تكتيكات ميدانية استخدمها المقاومون، هي: الكمائن الليلية، والهجمات بطائرات دون طيار، إضافة إلى التخريب المتعمد للجسور والطرق والسكك الحديدية.

وذكرت الشبكة البريطانية، في تقرير لها، أن التكتيكات غير التقليدية للأوكرانيين ساعدت على منع القوات الروسية من تنفيذ ما كان من المفترض أن يكون ضربة صاعقة على العاصمة في المرحلة الأولى من الهجوم، حتى باتت أي محاولة من قبل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لإعلان نجاح الغزو في يوم النصر السنوي، الإثنين، فاشلة تماما.

وأضافت أن المعركة الأولى، التي بدأتها روسيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، من أجل السيطرة على كييف، كانت شرسة للغاية واستمرت 5 أسابيع حشدت فيها القوات الأوكرانية وحرس الحدود والمتطوعون ضد أحد أقوى الجيوش في العالم، بعد أن كان خبراء الدفاع يتوقعون سقوطها في غضون أيام.

لكن فشل القوات الروسية في اقتحام العاصمة الأوكرانية دفعها لتغيير خططها والانسحاب من مواقع عدة لإعادة تجميع الصفوف، والتوجه شرقا.

وتشير الشبكة البريطانية إلى أن القوات الروسية تواجه حرب استنزاف مكلفة حتى في المناطق التي احتلتها في جنوب وشرق أوكرانيا، لافتة إلى ما فعله الضابط الأوكراني "أرتيم لازوتين" ورفاقه من المقاومين على الحدود مع بيلاروسيا.

وبحسب التقرير، فإن فرقة المقاومين اتخذت مواقع دفاعية بجوار جسر رئيسي على طريق سريع وجسر للسكك الحديدية، كلاهما يؤدي إلى بيلاروسيا عبر نهر دنيبرو، ثم قامت بتفجير الجسر بالألغام لمنع أي مركبات روسية من العبور.

فالجيش الروسي استهدف كييف وشمال أوكرانيا عن طريق البر من نقاط دخول متعددة، بالانتقال من بيلاروسيا، ونزولا عبر منطقتي تشيرنوبيل وتشرنيهيف في الشمال، والدخول من روسيا، عبر منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا، كما شن هجوما جويا على مطار في منطقة تسمى "هوستوميل"، على بعد حوالي 12 ميلا شمال غرب كييف.

وأراد الروس الاستيلاء على المطار المدني، حتى تكون لديهم القدرة على هبوط طائرات النقل الخاصة بها، التي ستحمل مئات الجنود الذين سيشاركون بعد ذلك في الهجوم على كييف، لكن القوات الأوكرانية كان لديها خطط أخرى.

فعندما رصد المقاومون المروحيات الروسية تنقض على ارتفاع منخفض حوالي الساعة 11 صباحا، فتحوا نيرانهم، ما أدى إلى تحطم 3 طائرات هليكوبتر على الأقل كانت لا تزال في السماء، ثم واجهوا المظليين الذين هبطوا.

وأصبح المطار والمنطقة المحيطة به في ضواحي العاصمة خطا أماميا حرجا خلال الأسابيع الخمسة التالية مع احتدام معركة كييف.

وبينما ضغط صف كبير من المركبات المدرعة الروسية، يبلغ طوله 40 ميلا، على كييف، في بداية المعركة، وسط تحذيرات من اقتراب سقوط العاصمة، توقف الطابور لعدة أيام ثم تفرق بعد أن تعرض لهجمات وكمائن على شاكلة "حرب العصابات".

وبحسب القائد الأوكراني المطلع على المهمات "ياروسلاف هونشار"، فإن المقاومين الأوكرانيين استخدموا الألغام التي يتم التحكم فيها عن بعد لاستهداف عدد من المركبات المدرعة الروسية، فيما استخدمت مجموعات صغيرة من المقاتلين بعضها يستخدم دراجات رباعية ونظارات للرؤية الليلية وطائرات من دون طيار وبنادق قنص، تغامر بالوصول إلى المواقع الروسية، وتضربها ثم تسرع في الهرب.

وقال "هونشار": "مثل أبطال فيلم "ماد ماكس" استخدمنا الدراجات الرباعية، لأنها متحركة بشكل فعال، يمكنك الاقتراب من بعض المواقع والعودة بسرعة."

واستهدفت تلك الهجمات اللوجستيات وخطوط الإمداد الروسية على غرار مخازن الغذاء والوقود لأن من دون الوصول إلى الإمدادات الحيوية، "لن يقوى أقوى جيش على الاستمرار".

و"هونشار" هو المؤسس المشارك لمنظمة مدنية غير حكومية، تسمى "إيرورزفيدكا" أي (الاستطلاع الجوي) باللغة الأوكرانية، تم إنشاؤها بعد احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014، وتستخدم المهارات التقنية للمدنيين، الذين لديهم خلفية في مجالات مثل الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، لتعزيز دفاعات أوكرانيا من خلال تطوير تكنولوجيا ذكية.

وتعد منظمة "هونشار" ورفافه مثالا على كيفية تقديم المتطوعين المدنيين دورا حيويا في المجهود الحربي الأوكراني، جنبًا إلى جنب مع الأفراد العسكريين المحترفين، حيث كانت الطائرات من دون طيار المزودة بكاميرات والمسلحة بالمتفجرات سلاحا مهما لمواجهة قوة النيران الروسية المتفوقة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا روسيا كييف بوتين

150 قتيلا في يوم.. حصيلة أوكرانية جديدة لخسائر الجيش الروسي

مرحلة حاسمة.. سيناريوهات صعبة أمام روسيا في أوكرانيا