اتهم الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الاتحاد الأوروبي بالابتعاد عن قيمه التأسيسية، مشيرا إلى أن الأزمة الحاصلة في أوكرانيا بمثابة تحذير للتكتل. 

جاء ذلك في رسالة بعثها "أردوغان"، الإثنين، بمناسبة "يوم أوروبا"، الذي يتم الاحتفال به في التاسع من شهر مايو/أيار الجاري، نشرتها رئاسة دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وقال "أردوغان" إن "الوقت قد حان كي يدوّن الاتحاد الأوروبي الذي ابتعد عن قيمه التأسيسية وخضع لتأثير السياسات قصيرة المدى للدول الأعضاء، قصة جديدة بالتزامن مع الحرب الأوكرانية".

وشدد على حاجة أوروبا الماسة للتضامن والتعاون ومنظور ثاقب وشجاع، كما في الفترة التي تم فيها إرساء أسس التكامل الأوروبي.

وأضاف أن المأساة الحاصلة في أوكرانيا أمام أنظار العالم بأسره، تعد بمثابة تحذير للاتحاد الأوروبي.

وأردف قائلا: "تركيا قدمت مساهمة ملموسة للتغلب على التحديات الحالية، ليس فقط كدولة مرشحة وحليف في الناتو، ولكن أيضًا كشريك في مكتسبات الاتحاد الأوروبي العميقة والقوية".

وأشار إلى أن الآثار السلبية للحرب الأوكرانية التي وصلت إلى أبعاد عالمية، أكدت مرة أخرى مدى الأهمية الاستراتيجية لتركيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات، لا سيما الأمن والهجرة وسلاسل التوريد والطاقة.

وتابع: "في المرحلة التي تتسم بالتعقيد، من مصلحة تركيا والاتحاد الأوروبي التركيز على القواسم المشتركة بدلاً من الخلافات، وعلى القيم الأساسية التي ندافع عنها بدلاً من تضارب المصالح".

وشدد على وجوب تشجيع مسيرة انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي والتي تسيرها أنقرة بكل صبر ونهج بناء رغم كافة العوائق.

وعلى نفس المنوال، أعلن وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"  أن الأزمة الأوكرانية تعد نذيرا بتغيير هيكل الأمن الأوروبي.

وأضاف في رسالة صدرت عنه بمناسبة يوم أوروبا: "يبدو أن الأحداث التي تقع في وسط أوروبا في القرن الـ21 تعيدنا إلى منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، مما يعد نذيرا بالنسبة لنا".

وتابع: "هذه هي الحرب التي ستغير بشكل جذري هيكل الأمن الأوروبي ما بعد الحرب الباردة، تعد نقطة تحول بالنسبة لأوروبا".

والخميس، قال البرلمان الأوروبي إن تركيا "قضت على كل أمل" في استئناف عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك في تعليقه على صدور حكم بالسجن المؤبد على رجل الأعمال التركي "عثمان كافالا".

في نهاية مارس/ آذار، طلب "أردوغان" الذي يسعى للعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا من الاتحاد الأوروبي "فتح فصول مفاوضات الانضمام بسرعة... دون الانجرار وراء حسابات ضيقة".

وتوقفت المفاوضات بشأن عضوية تركيا المحتملة في الاتحاد الأوروبي، والتي بدأت في عام 2005؛ بسبب التوترات الشديدة بين أنقرة وبروكسل بشأن ملفات عدة.

وتوترت العلاقات بين بروكسل وأنقرة بعد الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016.