استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخيار الأمثل للأردن وأمريكا

الأربعاء 11 مايو 2022 02:15 م

الخيار الأمثل للأردن وأمريكا

التعيينات في المسجد الأقصى حق خالص لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، وبالتنسيق مع دائرة أوقاف القدس.

التفكير خارج الصندوق يقول بأن شلل الحياة السياسية في الكيان الصهيوني عبر انتخابات لا نهائية هو الخيار الأمثل للحد من ضررها وأذاها.

الرهان على بقاء الائتلاف الحاكم خاسر اذ سيؤدي لعودة نتنياهو، كما تظهر استطلاعات الرأي التي تؤكد أن استمرار الحكومة الحالية يعني مزيداً من التطرف والشعبية لصالح نتنياهو.

إسقاط حكومة الاحتلال يعني شلل المؤسسات التشريعية والسياسية بالكيان، وهو الخيار الأمثل الممكن لفلسطين والأردن، والأمريكان الذين يستعدون لانتخابات كونغرس نصفية.

تصريحات بينيت فاقمت التوتر والاحتقان بين حكومة الائتلاف والأردن وأثارت رد فعل غاضباً داخل اليمين الذي سعى لاسترضائه لتصبح المناورة كارثة سياسية لكافة الأطراف داخل الكيان وخارجه.

* * *

ليست المرة الأولى التي تنسب فيها قرارات تمس الوصاية الاردنية على المسجد الأقصى لوزير الأمن الداخلي عومير بارليف؛ ذلك أن الصحافة العبرية كشفت عن اتفاق توصل إليه بارليف خلال زيارته السرية لعمّان الشهر الماضي تسمح بإدخال السجاد الذي تبرع به الملك عبد الله الثاني للمسجد القبلي.

الصحافة الإسرائيلية في حينها زعمت توصل الوزير الى تفاهمات مع الأردن لخفض التصعيد في المسجد الأقصى قبيل رمضان؛ ما يعني أن الإعلان عن قرار تعيين الحراس جاء منسجما مع هذا الادعاء، إلا أن تنفيذ القرار المزعوم جاء بعد يوم واحد من تصريحات نفتالي بينيت التي اعلن فيها سيادة حكومة الاحتلال على القدس وأقصاها.

مناورة بينيت التي سبقت تمرير قرار وزير الأمن الداخلي بارليف لم تنجح، بل أثارت مزيدًا من اللغط؛ فتصريحات بينيت رفعت من مستوى التوتر والاحتقان في بين حكومة الائتلاف والأردن، وأثارت رد فعل غاضباً داخل اليمين الإسرائيلي الذي سعى لاسترضائه لتتحول المناورة إلى كارثة سياسية لكافة الأطراف السياسية داخل الكيان وخارجه.

حالة التخبط الإسرائيلي دفعت حكومة الرئيس بشر الخصاونة للرد على لسان وزير الأوقاف محمد الخلايلة بالقول بأن التعيينات في المسجد الأقصى حق خالص لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وبالتنسيق مع دائرة أوقاف القدس، نافيًا بذلك الحاجة لموافقة إسرائيلية على تعيين حراس وموظفين، خاصة أن قرارات تعيين كثير منهم تعود إلى سنوات، مؤكداً (أي: الخلايلة) أن تنفيذ الوصاية على المقدسات حق حصري لوزراة الأوقاف الأردنية، وتنفذ توجيهات الملك عبدالله الثاني.

رد حكومي رسمي قدمه الوزير على قناة المملكة للتعاطي مع حكومة الائتلاف التي يفترض أن تكون اكثر مرونة من سابقتها بقيادة نتنياهو، إلا أنها تحولت إلى كارثة سياسية وأمنية ضيقت من حدود المناورة الأردنية، وعززت اليمين الإسرائيلي.

التضارب المعلن في سياسات حكومة الاحتلال كشف جانبا من حالة التعارض في رسم السياسيات والاستراتيجيات داخل حكومة الائتلاف الحاكم؛ فهي تتشكل من عدد شبه متساو من الأحزاب من حيث عدد المقاعد، والتأثير في الكنيست الإسرائيلي.

فأركان حكومة الاحتلال كل يبحث عن إنجاز سياسي وأمني يقدمه للجمهور اليميني المتعطش لتهويد القدس والضفة الغربية؛ ففي الوقت الذي انشغل فيه بينت المرتبك في تمرير خطابه السياسي، وترجمته على ارض الواقع بصيغة مرتبكة كان وزير الحرب بيني غانتس، ووزيرة الداخلية أيليت شاكيد يعملان على تشكيل مجلس استيطاني جديد في مستوطنات "عيتس أفرايم" و"شعاري تيكفا".

المرة الاولى التي يشكل فيها مجلس استيطاني في الضفة الغربية منذ 25 عاما ليسجل كإنجاز لغانتس وشاكيد.

الرهان على حكومة الاحتلال خاسر؛ ما يجعل تفكيك التحالفات السياسية، وإسقاط الحكومة والدفع نحو انتخابات تتبعها على الأرجح انتخابات الخيار الأفضل بإعادة الكيان إلى النفق ذاته الذي دخله قبل اشهر عشر مضت، عجز فيها عن تشكيل حكومة أو الاحتفاظ ببرلمان.

استمرار الرهان على بقاء الائتلاف الحاكم خاسر؛ اذ سيقود لعودة نتنياهو، وهو ما تكشفه استطلاعات الرأي في الكيان الصهيوني التي تؤكد أن استمرار الحكومة الحالية تعني مزيداً من التطرف ومزيداً من الشعبية لصالح نتنياهو، في حين أن إسقاطها يعني شللًا في المؤسسات التشريعية والسياسية في الكيان، وهو الخيار الأمثل الممكن الحصول عليه في المدى المنظور للفلسطينيين والأردنيين، بل للأمريكان الذين يستعدون لانتخابات كونغرس نصفية.

ختامًا.. التفكير خارج الصندوق يقول بأن شلل الحياة السياسية في الكيان الصهيوني عبر انتخابات لا نهائية هو الخيار الأمثل للحد من ضررها وأذاها.

* حازم عياد كاتب وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

أمريكا، الأردن، الكيان الصهيوني، شلل الحياة السياسية، الوصاية الأردنية، المسجد الأقصى، إسرائيل، عودة نتنياهو، بينيت، شاكيد، غانتس،