استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تبعات الانسحابات الروسية من سورية

الأحد 22 مايو 2022 06:44 ص

تبعات الانسحابات الروسية من سورية

تعزيز الوجود الإيراني سيزيد استهدافه من قبل أميركا والتحالف الدولي والاحتلال الإسرائيلي.

الأردن عبّر عن قلقه من تموضع ميليشيات إيران بالجنوب السوري، لما يشكّله ذلك من مخاطر أمنية على حدوده الشمالية.

أظهرت الانسحابات الروسية قلق الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدأ يكثّف هجماته على مواقع يفترض أنها تتبع لإيران داخل سورية.

انسحاب روسيا سيضعف دعمها للنظام، وعلى المعارضة استغلال الواقع الجديد لتحسين موقعها العسكري والتفاوضي بدل الندب والتخوف من تمدد إيراني أكبر.

هل يؤمّن وجود قوات إيرانية مكان الروسية بمواجهة المعارضة دعما غربيا أكبر للأخيرة بمواجهة تلك القوات؟ علماً أن المعارضة قبل تدخّل روسيا دحرت ميليشيات إيران وسيطرت على معظم سورية.

* * *

تتوالى انسحابات القوات الروسية من المناطق الداخلية والجنوبية في سورية، وانتقالها إلى جبهات القتال في أوكرانيا. في المقابل، تقوم ميليشيات إيران بالحلول مكانها والاستيلاء على المواقع التي تتركها، لتثير الانسحابات الروسية مخاوف العديد من الأطراف التي بدأت تحذر من مخاطرها.

فالأردن عبّر عن قلقه من تموضع المليشيات الإيرانية في الجنوب السوري، لما يشكّله ذلك من مخاطر أمنية على حدوده الشمالية. كذلك، أظهرت الانسحابات الروسية قلق الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدأ يكثّف هجماته على مواقع يفترض أنها تتبع لإيران داخل سورية.

واللافت أن بعض مؤيدي الثورة السورية بدأوا ينظرون إلى تلك الانسحابات على أنها مصلحة إيرانية بالدرجة الأولى، وأنها ستسمح لطهران بالتمدد أكثر في سورية، وتمكّنها من الاستيلاء على كل المناطق التي تؤمن لها خط طهران-بيروت مرورا بالعراق وسورية، والذي يمر بمعظم المناطق التي انسحبت منها القوات الروسية.

كما سيزيد من تحكّمها بقرارات نظام بشار الأسد، ويمكّنها من تسريع تنفيذ مشروعها العسكري والثقافي في سورية.

ولكن رغم الانسحابات الروسية، إلا أنها لن تكون انسحاباً من سورية، وانما إعادة تموضع لقواتها مع سحب بعض القوات إلى أوكرانيا. ومن المتوقع أن تتخلى روسيا عن بعض قواعدها في الداخل السوري، مثل حمص وحماة ودير الزور، وكذلك في الجنوب السوري، إلا أنها بالتأكيد لن تتخلى عن قواعدها في الساحل السوري الذي بات يشكل قاعدة استراتيجية لها في شرق المتوسط.

كما أن انسحاب موسكو لصالح طهران في سورية قد يمنح الأخيرة فرصة لتعزيز وجودها العسكري فيها، ولكنه في المقابل سيضعها أمام الكثير من التحديات. وسيمنح ذلك المعارضة الكثير من الفرص، فزيادة الوجود الإيراني سيشكّل قلقاً للجانب الأميركي، وبالتالي سيزيد من استهدافه من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي، وكذلك سيزيد من استهدافه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

كما أن وجود قوات إيرانية مكان الروسية في مواجهة المعارضة قد يؤمّن للأخيرة دعماً غربياً أكبر بمواجهة تلك القوات، علماً أن المعارضة كانت قد تمكنت قبل تدخّل موسكو من دحر المليشيات الإيرانية والسيطرة على معظم الأراضي السورية.

وبالتالي، فإن انسحاب روسيا، وإن كان جزئياً، سيضعف دعمها العسكري والسياسي للنظام، وعلى المعارضة استغلال هذا الواقع الجديد لتحسين موقعها العسكري وموقفها التفاوضي، بدل الندب والتخوف من تمدد إيراني أكبر.

* عبسي سميسم كاتب صحفي سوري، رئيس تحرير صحيفة صدى الشام الأسبوعية.

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

سورية، الانسحابات الروسية، روسيا، إيران، ميليشيات، إسرائيل، المعارضة، الأردن،