استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما حقيقة الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وواشنطن؟

الثلاثاء 24 مايو 2022 07:04 م

ما حقيقة الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وواشنطن؟

أطلقت أمريكا ببيان سفارتها أولى محاولاتها للضغط على تركيا لإقناعها القبول بطلب السويد وفنلندا.

اقترن سياق التوتر بالموقف التركي المعارض لانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو موقف بلغ حد رفض تركيا السماح بمناقشة الطلب الذي تقدمت به فنلندا.

أكد أردوغان خلال الاتصالات على التمسك بمطالب بلاده ضرورة نزع الشرعية عن جماعات إرهابية وانفصالية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني في السويد وفنلندا.

مواجهة دبلوماسية لن تضيق هامش المناورة التركي لكنها سترفع وتيرة التوتر، وستزيد الجدل في الناتو صخبا والكلف ارتفاعا، وفتح النقاش حول جدوى انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو.

* * *

قامت وزارة الخارجية التركية، اليوم الأحد، باستدعاء السفير الأمريكي، وأبلغته استياءها من بيان أصدرته السفارة يوم السبت، قبيل انطلاق تجمع سياسي للمعارضة التركية في إسطنبول.

الاستدعاء جاء بعد قيام السفارة الأمريكية في أنقرة بدعوة مواطنيها إلى الابتعاد عن أماكن تجمعات سياسية للمعارضة في إسطنبول، بدعوى استخدام الشرطة التركية خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في حالات سابقة.

الخارجية التركية لم تكتفِ باستدعاء السفير الأمريكي، بل ردت بالمثل بتحذير رعاياها في أمريكا من التعرض للصعق والضرب بالهراوات، في حال كان هناك فعاليات وتجمعات بالقرب من أماكن سكنهم في الولايات المتحدة.

كان بالإمكان تصنيف التوتر الدبلوماسي كسوء فهم وسحابة صيف عابرة بين أمريكا وتركيا ناجم عن سوء تقدير موظفي السفارة الأمريكية في أنقرة؛ إلا أن السياق الذي الذي جاء فيه اقترن بالموقف التركي المعارض لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو؛ موقف بلغ حداً رفض تركيا السماح للناتو مناقشة الطلب الذي تقدمت فيه فنلندا قبل أيام.

بيان السفارة الأمريكية رسالة أمريكية للحكومة التركية بأن الإدارة الأمريكية قادرة على التصعيد والضغط بإطلاق حملة من التحريض واستهداف حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المزمعة في يونيو 2023؛ فأمريكا ببيان سفارتها أطلقت أولى محاولاتها للضغط على تركيا لإقناعها القبول بطلب السويد وفنلندا.

اكتسب بيان السفارة الامريكية أهمية خاصة، إذ جاء بعد ساعات قليلة من الاتصال الهاتفي الأول الذي جمع الرئيس التركي أردوغان ونظيره الفنلندي سولي نينيستو ورئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون؛ لبحث مسألة انضمام البلدين إلى الناتو؛ اتصالات جاءت بعد أيام من رفض الرئيس التركي استقبال المسؤولين الاسكندنافيين في أنقرة، مؤكداً أنه لا جدوى من الزيارة في حينها.

الاتصالات بهذا المعنى تمثل الخطوة الأولى من عملية التفاوض المباشر بين تركيا وفنلندا والسويد؛ إذ أكد الرئيس التركي طيب رجب أردوغان خلال الاتصالات على التمسك بمطالب بلاده ضرورة نزع الشرعية عن الجماعات الإرهابية والانفصالية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في كل من السويد وفنلندا.

الاتصالات بين رؤساء الدول الثلاث رغم أنه مثل خطوة متقدمة وبداية فعلية لإمكانية الحوار والتفاوض حول شروط تركيا للقبول بعضوبة البلدين في الناتو، الأمر الذي أكده الرئيس الفنلندي، إلا أنها خطوة متأخرة وشديدة البطء.

فالاتصالات الأولية بين تركيا وكل من فنلندا والسويد؛ لم ترضِ الجانب الأمريكي الذي يرغب بتسريع خطوات انضمام البلدين إلى الناتو، خاصة أن فنلندا بدأت فعلياً بدفع ثمن انحيازها للناتو بقطع إمدادات الكهرباء والغاز الروسي فخطوة الانضمام المتعثرة ستقوي التيار المعارض للانضمام إلى الناتو في السويد وفنلندا وأوروبا.

ختاماً.. الزمن بات عاملا حاسما ومهما في المواجهة الدائرة في أروقة الناتو حول انضمام فنلندا والسوبد؛ خاصة أنها خرجت إلى العلن من أروقة الناتو المغلقة إلى فضاء الدبلوماسية الواسع؛ مواجهة دبلوماسية لا يتوقع أن تضيق هامش المناورة التركي لكنها سترفع من وتيرة التوتر، وستزيد الجدل في الناتو صخباً والكلف ارتفاعا، ما سيفتح النقاش مجدداً حول جدوى انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو.

* حازم عياد كاتب وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الأزمة الدبلوماسية، تركيا، أمريكا، السويد، فنلندا، الناتو، حزب العمال الكردستاني،