استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا فشلت قمة طوكيو في إبعاد بكين عن موسكو؟

الأحد 29 مايو 2022 03:55 م

لماذا فشلت قمة طوكيو في إبعاد بكين عن موسكو؟

اجتماع دول تحالف "كواد" في طوكيو لم يقنع بكين بالابتعاد عن موسكو، بل أسهم في زيادة التعاون والتقارب بين البلدين.

العالم يتجه بشكل مؤكد نحو مزيد من التعقيد والانسداد الذي سيفاقم من عمق وقوة الأزمات الأمنية والجيوسياسية التي تعصف بالاقتصاد العالمي.

دورية مشتركة لقاذفات استراتيجية صينية وروسية رافقتها طائرات F-2 اليابانية، وF-15 الكورية الجنوبية رفعت مستوى التوتر في قاعة اجتماعات قمة طوكيو.

الدورية الاستراتيجية الروسية الصينية جاءت لتذكر بالحضور الروسي الصيني بالمحيط الهادئ ردًّا على تشكيل شراكة المحيطين الهندي والهادئ للتوعية بالمجال البحري.

تحالفات دولية جديدة بالمحيط الهادئ ستفاقم، إنْ فُعِّلت، تعقيد المشهد الأمني والسياسي والاقتصادي وله انعكاساته على منظومات تعاون دولي ستحل مكانها تحالفات وشراكات أمنية واقتصادية.

* * *

التقى قادة دول التحالف الرباعي (كواد) Quad في طوكيو مساء الثلاثاء، في حين التقت قاذفة القنابل الاستراتيجية الروسية من طراز "تو-95 أم أس" بالصينية من طراز "خون-6 كا" فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي في دورية مشتركة أقرتها خطة التعاون العسكري الصيني الروسي للعام 2022.

الدورية المشتركة الروسية الصينية ألقت بظلالها على المجتمعين في طوكيو (رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، والرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا)؛ فالدورية المشتركة الصينية- الروسية التي رافقتها طائرات "F-2" اليابانية، و"F-15" الكورية الجنوبية رفعت مستوى التوتر في قاعة الاجتماعات، وفرضت نفسها على طاولة المجتمعين في طوكيو.

اجتماع دول تحالف "كواد" في طوكيو لم يقنع بكين بالابتعاد عن موسكو، بل أسهم في زيادة التعاون والتقارب بين البلدين؛ فالدورية الجوية رغم أنها الأولى من نوعها فقد سبقتها دورية بحرية جمعت البحرية الروسية والصينية شمال المحيط الهادئ، معززة بذلك الشراكة الاستراتيجية المعلنة بين البلدين بإظهار إصرار كل من موسكو وبكين على تطوير التعاون الأمني والاقتصادي في حوض الهادئ وآسيا كاستجابة للتحديات التي تفرضها امريكا على البلدين.

فالدورية الاستراتيجية الروسية - الصينية جاءت للتذكير بالحضور الروسي الصيني في المحيط الهادئ؛ ردًّا على تشكيل شراكة المحيطين الهندي والهادئ للتوعية بالمجال البحري (IPMDA) التي اشار اليها رئيس وزراء الهند مودي في خطابه الصحفي؛ فالشراكة الجديدة تعزز سيطرة دول "كواد" على المحيطين الهادئ والهندي؛ عبر تتبع "الشحنات المظلمة" (أي: المهربة التي لا تخضع لرقابة أو التي تتحدى العقوبات الغربية) إلى جانب أنشطة على المستوى التكتيكي، مثل: الالتقاء في البحر لتحسين قدرة دول "كواد" على الاستجابة للأحداث المناخية والإنسانية، وحماية مصائد الأسماك التي تعتبر حيوية للعديد من اقتصادات المحيطين الهندي والهادئ.

أجواء التوتر في أوروبا الشرقية انتقلت الى المحيط الهادئ والهندي؛ فالرئيس الامريكي وخلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه برئيس الوزراء الياباني كيشيدا اكد أن بلاده ملزمة بالدفاع عن تايوان في حال تعرضها هجوم صيني؛ إذ لن يُسمَح بتكرار ما حدث في أوكرانيا، نافيًا في الآن ذاته ان يكون موقفه رفض مبدأ: "الصين الواحدة" التي تتبناها بكين، وتتحقق عبر الحوار والتفاوض، وليس عبر الحرب والاجتياح، بحسب زعم بايدن.

تصريحات الرئيس الامريكي دفعت الخارجية الصينية الى تحذير بايدن من اللغة التي يستخدمها، مؤكدة أن الصين لا تنقصها العزيمة والإصرار على تحقيق أهدافها الممثلة بـ"صين واحدة".

ختامًا.. ما حدث مساء الثلاثاء 24 أيار/ مايو في بحر الصين الشرقي وبحر اليابان مؤشر جديد على أن التحالفات الدولية الجديدة في المحيط الهادئ إنْ فُعِّلت، فإنها ستزيد من تعقيد المشهد الامني والسياسي والاقتصادي؛ الامر الذي سيكون له انعكاساته على منظومات التعاون الدولي التي ستحل مكانها التحالفات والشراكات الامنية والاقتصادية.

فالعالم يتجه بشكل مؤكد نحو مزيد من التعقيد والانسداد الذي سيفاقم من عمق وقوة الأزمات الأمنية والجيوسياسية التي تعصف بالاقتصاد العالمي.

* حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

قمة طوكيو، الصين، روسيا، التحالف الرباعي، كواد، صين واحدة، اليابان، أمريكا، بايدن، المحيط الهادئ، الأزمات الأمنية والجيوسياسية،