غزة: المعابر البرية على حالها والصيادون عادوا إلى بحر غزة

الاثنين 1 سبتمبر 2014 10:09 ص

ذكرت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» أن تحسنًا لم يطرأ على عمل المعابر الحدودية بين قطاع غزة و(إسرائيل)، وذلك بعد أيام من بدء سريان اتفاق التهدئة النهائي بين فصائل المقاومة والجيش الإسرائيلي.

ونقلت الوكالة عن مدير المعابر في السلطة الوطنية الفلسطينية،«نظمي مهنا»، القولَ بأن معبري كرم أبو سالم (كيرم شالوم) وبيت حانون (إيرز) ما زالا على حالهما دون أي تحسن أو تغيير يذكر؛ فما زال المنفذ التجاري الوحيد للقطاع منذ مطلع ٢٠١٢ - معبر كرم أبو سالم - مقتصرًا على إدخال ٢٥٠ - ٣٠٠ شاحنة فقط يوميًا محملة بالمواد الغذائية.

وكانت إسرائيل قد واصلت فتح هذا المنفذ خلال فترة العدوان على غزة، إلا أنه لم يعمل إلا بما يشكل ٥٠٪ مما كان يجري إدخاله قبل العدوان، وقد عاد الآن فقط لما كان عليه الوضع قبل بدء الحرب دون تحسن في طاقة العمل.

يذكر أن الجهات الإسرائيلية قد أغلقت معبر كرم أبو سالم بشكل طارئ عدة مرات أثناء العدوان.

وأشار «مهنا» إلى أن السلطة ما زالت تجري اتصالاتها لإدخال مواد البناء إلى غزة من أجل البدء في عمليات إعادة الإعمار، إلا أن ردًا من السلطات الإسرائيلية لم يصلها.

ومع بدء سريان اتفاق الهدنة، كان من المتوقع أن يتم فتح جميع معابر قطاع غزة والعمل على إعادة إعمار القطاع بعد حرب استمرت ٥٠ يومًا، وخلّفت أكثر من ٢١٤٠ شهيدًا وأكثر من ١١ آلاف جريح، فيما قتل حوالي ٦٥ إسرائيليًا؛ إلا أن تغيرًا لم يطرأ على أوضاع المعابر البرية مع القطاع الذي يعاني حصارًا إسرائيليًا وعربيًا مشددًا منذ منتصف يونيو ٢٠٠٧ بعد سيطرة حماس على مقاليد السلطة هناك.

وفي سياق آخر، فقد تحسنت ظروف الصيد على شواطئ القطاع بعد اتفاق التهدئة الذي أبرم برعاية مصرية يوم الثلاثاء الماضي.  فقد سُمح لصيادي غزة بالدخول إلى البحر مسافةَ ٦ أميال لأول مرة منذ بدء الحرب بداية يوليو الماضي.

وقد ذكر الصياد الفلسطيني«مصطفى السلطان» إلى أن دخول البحر والصيد لم يكن مسموحًا به أثناء الحرب، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية قامت في يونيو الماضي - قبيل بدء الحرب - بتقليص مسافة الصيد من ٦ أميال إلى ٣ أميال فقط، مما جعلت جعل مساحة الصيد المتاحة تزدحم بالصيادين والمراكب فلا يعودون إلا بالقليل الذي بالكاد يغطي تكاليف الرحلة ووقود المراكب.

وأشار«السلطان» إلى أن بعض الصيادين حاولوا أحيانًا تجاوزَ مسافة الثلاثة أميال، مما عرضهم لنيران الزوارق الإسرائيلية أو الاعتقال ومصادرة مراكبهم؛ مؤكدًا أن العودة لمسافة ٦ أميال من شأنها تحسين ناتج الصيد كمًّا ونوعًا.

يذكر أن اتفاقية أوسلو التي وقعتها السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام ١٩٩٣ تحدد مسافة الصيد ب ١٢ ميلاً، إلا أن إسرائيل تخلت عن هذه التفاهمات وقامت  بتقليص المسافة إلى ٣ أميال، إثر تشديد الحصار على قطاع غزة عقب سيطرة حماس على الأوضاع فيه منتصف ٢٠٠٧. وفي أعقاب عدوان ٢٠١٢، الذي استمر لمدة ٨ أيام، سُمح للصيادين بالإبحار مسافة ٦ أميال وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم برعاية مصرية في نوفمبر من العام نفسه.

وقد عادت إسرائيل وضيّقت على صياديّ غزة منتصف يونيو الماضي بتقليص مسافة الصيد إلى ٣ أميال إثر التصعيدات الأخيرة.

وأبدى الصيادون فرحتهم بإبرام اتفاقية وقف إطلاق النار في هذ التوقيت الذي يعتبر موسمًا للصيد، بعد خسائر استمرت ٥٠ يومًا هي مدة العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر. ويرى صيادو غزة خطوة العودة إلى الإبحار مسافة ٦ أميال خطوةً جيدة، إلا أنهم يأملون أن تلتزم السلطات الإسرائيلية بالدعوة المصرية للسماح لهم بالإبحار مسافة ٩ أميال وصولاً إلى العودة إلى تفاهمات أوسلو بالإبحار مسافة ١٢ ميلاً، والذي من شأنه أن يساهم في تحسين ناتج الصيد في غزة والإسهام في زيادة أنواع وكمية الأسماك.

يشار إلى أن قطاع غزة به ما يقرب من ٤ آلاف صياد، يعملون على ٧٠٠ مركب تقريبًا؛ فيما يعمل في قطاع الصيد بشكل عام حوالي ٧٠ ألف مواطن فلسطيني.

وفي تصريحات لوكالة«شينخوا»، ذكر نقيب الصيادين في غزة،«نزار عيّاش»، أن الصيادين لم يتعرضوا لأية مضايقات من قوات البحرية الإسرائيلية بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنهم تمكنوا من صيد ما يقرب من ٢٠ طنًا من الأسماك على مستوى شواطئ قطاع غزة. وأكّد عيّاش أنه بعد مرور أسبوع على دخول الاتفاق حيز التنفيذ سيتم توسيع مسافة الصيد إلى ٩ أميال، كما أبلغت نقابة الصيادين؛ معربًا عن أمله أن تصل في القريب إلى ١٢ ميلاً، داعيًا المؤسسات الدولية والحقوقية لإلزام إسرائيل بهذا، من أجل رفع العب عن كاهل الصيادين.

وعن خسائر قطاع الصيد في غزة، أكّد عياش لوكالة الأنباء الصينية أن الهجوم الإسرائيلي دمّر ٦٠ مركبًا و٥٥ غرفة تابعة للصيادين، وخسائر مالية مباشرة تقارب ٦ ملايين دولار.

يذكر أن اتفاق التهدئة كان قد أبرم بوساطة مصرية من أجل وقف الحرب على غزة التي استمرت ٥٠ يومًا، ودخل حيّز التنفيذ في الساعة السابعة من مساء يوم ٢٦ أغسطس ٢٠١٤، وقد نص الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين «مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار والصيد البحري انطلاقا من 6 ميل بحري». مع استمرار المفاوضات بشأن بقية الأمور خلال شهر من وقف إطلاق النار.

المصدر | وكالات + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية تفرج عن 73 صيادا مصريا بعد احتجازهم لمدة شهر

تقرير حقوقي يرصد انتهاكات الاحتلال بحق صيادي غزة