استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في ذكرى استقلال الأردن.. الإخوان والدولة والوحدة الوطنية

الأربعاء 1 يونيو 2022 10:06 ص

في ذكرى استقلال الأردن.. الإخوان والدولة والوحدة الوطنية

يواجه الأردن تحديات لا بد من مواجهتنا لها حتى ندحر أي كيد أو تربّص به يفقده جزءاً من قوته ومنعته.

في ذكرى الاستقلال، تتضح الحاجة الحقيقية اليوم لروافع سياسية واجتماعية قوية وصادقة لتمتين الوحدة الوطنية.

دعمت الجماعة نظام الحكم واستقراره حتى في الربيع العربي عندما رفعت شعار إصلاح النظام، ورفضت تبنّي شعارات دول أخرى بإسقاط النظام.

كانت الجماعة في مختلف المفاصل والمنعطفات حجر الزاوية في الوحدة الوطنية والوقوف في مواجهة العواصف والتحديات الداخلية والخارجية.

اعتبر الإخوان الأردنّ السند الشامخ لنضال شعب فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني ومحاولاته إنشاء وطن بديل في الأردن على حساب الأردنّ والحقوق الفلسطينية.

تحديات متجددة وضغوط خارجية على الأردن دفعت الجانب الرسمي لاتخاذ سياسات، يفسرها بالاضطرارية، أحدثت شرخاً غير مسبوق بين الجماعة والحكومة خاصة بعد إجراءات 2015 القاسية ضدها.

* * *

شكّلت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن تاريخياً، وحتى هذه المرحلة، القوة الاجتماعية والسياسية الأهم في تعزيز الاستقرار والوقوف في وجه التحديات المختلفة أمام الوطن.

وقد واجهت العلاقة بين هذه الجماعة والدولة عدداً من التحديات، تمثّل معظمها بقراءات جزئية لمواقف الجماعة وسياساتها في لحظات تاريخية معيّنة، مثل الربيع العربي ومقاطعة الانتخابات النيابية في بعض المحطات وغيرها.

لكنّ مراقبةً دقيقة لمسار الجماعة يؤكد بقاءها متمسّكة بوطنيّتها وداعمة للاستقرار السياسي ولنظام الحكم، حتى حين اختلفت معه في سياسات داخلية وخارجية، ولم يُؤثَر عنها التفكير، ناهيك عن التصريح أو الممارسة، لأي أعمال عنف أو إخلال بالنظام.

كما حافظت على سلوكها الوطنيّ بالانتماء والولاء للأردن دوما، ووصفت الأردن مراراً بالقلعة الصامدة في وجه المخاطر، وعلى رأسها الخطر الصهيوني، واعتبرت الأردنّ كذلك السند الشامخ لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني ومحاولاته إنشاء وطن بديل في الأردن على حساب الأردنّ والحقوق الفلسطينية.

كما دعمت الجماعة نظام الحكم واستقراره حتى في الربيع العربي عندما رفعت شعار إصلاح النظام، ورفضت تبنّي شعارات دول أخرى بإسقاط النظام.

وظلّت مهتمة باستمرار الأردن واحة للاستقرار والأمن بمفهومه الشامل، ولكن تعرّض المملكة لتحديات متجددة وضغوط خارجية ربما دفع الجانب الرسمي لاتخاذ سياسات، يفسرها بالاضطرارية، أحدثت شرخاً بين الجماعة والحكومة بشكل غير مسبوق، خصوصاً بعد الإجراءات القاسية ضدها عام 2015.

ورغم احتواء النظام السياسي للكثير من القوى الاجتماعية والسياسية، غير أن ذلك لم يمكّنه بعد من تشكيل حالة وحدة وطنية عصيّة لمواجهة الضغوط الخطرة التي تستهدف وجود الأردنّ واستقراره، خاصة في ظل ضعف العلاقة مع جماعة الإخوان وتوترها.

فقد كانت الجماعة في مختلف المفاصل والمنعطفات حجر الزاوية في الوحدة الوطنية والوقوف في مواجهة العواصف والتحديات الداخلية والخارجية.

وبقراءة المشهد الأردني الشامل على الصعيد السياسي الداخلي والخارجي، وعلى الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، تتضح الحاجة الحقيقية اليوم، وفي ذكرى الاستقلال العزيزة، لروافع سياسية واجتماعية قوية وصادقة لتمتين الوحدة الوطنية.

الأمر الذي يتطلب سعة الصدر من الطرفين للانتقال من التلاوم والخلاف نحو إعادة ترسيم العلاقة وفق أسس وقواعد جديدة واضحة تخدم تحقيق المصالح العليا في البلاد بالاستقرار والازدهار والأمن ومواجهة التحديات، وتدعيم استقرار النظام السياسي وزيادة قوته.

كما تخدم المجتمع بعودة حيوية وفاعلة لجماعة الإخوان لاستئناف القيام بأدوارها التاريخية الاجتماعية والسياسية والفكرية والدينية، وهو الأمر الذي طالما دعم الاستقرار والأمن، ولتكون سنداً للسياسة الداخلية والخارجية الراشدة المستندة إلى ظهر وظهير وطنيّ قوي وقادر.

ولا شك أن الأردنّ، بنظامه ومجتمعه ومؤسساته، استطاع خلال العقود القليلة الماضية تحقيق منجزات متعددة، وتجاوز عقبات أخرى، لكنه اليوم، وفي هذه اللحظات التاريخية من عمر المملكة المديد، ومن تطورات الأوضاع الإقليمية وتطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي على رأسها، يواجه تحديات لا بد من مواجهتنا لها حتى ندحر أي كيد أو تربّص بالأردنّ يفقده جزءاً من قوته ومنعته، وأهم هذه التحديات:

1. محاولات تحجيم الأردن والوقوف أمام تطوير وتقوية دوره الإقليمي وفق مصالحه العليا في ظل تربّص البعض لاختطاف أدوار الأردن الاستراتيجية.

2. التعرض لضغوط وتهديدات اقتصادية لأسباب متعددة، من بينها الضغوط الخارجية للابتزاز السياسي لمواقف المملكة التي أعلنها الملك مراراً وتكراراً، خاصة خلال محاولة زجّ الأردن في صفقة القرن أو في اتفاقات أبراهام.

3.الضغوط المستمرة على الأردن للتخلي عن دوره وموقفه تجاه القضية الفلسطينية عموماً، وتجاه القدس والمسجد الأقصى خصوصاً.

4. الضغط على الأردن لدفع فاتورة الحل الإسرائيلي للقضية الفلسطينية، والذي أساسه تطبيق الوطن البديل كما تعلن قوى اليمين الإسرائيلية على الدوام.

5. تنامي العدمية في محاكمة الإنجازات الوطنية من قبل رموز سياسية واجتماعية وشبابية، من خارج جمهور النظام وداخله.

6. إعادة تقييم علاقات الأردنّ بالقوى الفلسطينية السياسية الرئيسية في ظل التحولات التي تشهدها الساحة الفلسطينية والقضية، وطبيعة الصراع الساخن في كل فلسطين، وخصوصا مع كل من حركتي حماس وفتح.

ونظرا لما تملكه جماعة الإخوان المسلمين في الأردن من فكر إسلامي وطني مشهود له بالاعتدال والاستنارة المقدرة، ومصداقية في الانتماء الوطني الحقيقي ومواقفها من حماية الأردن،

وفي ظل تاريخها السابق في العمل السياسي والشعبي والاجتماعي المميز،

ونظراً لرؤيتها الواعية الواضحة للقضية الفلسطينية وللخطر الصهيوني على الأردن والأمة،

فإنها تمثل طرفاً أساسياً ومهماً وفاعلاً في تعزيز الوحدة الوطنية من جهة، وفي إسناد الدولة بمواجهة هذه التحديات الداخلية والخارجية من جهة أخرى، والوقوف في وجه الأطماع الصهيونية في الأردن وضد جرائمها في فلسطين من جهة ثالثة.

ولعل التفكير المتّزن والتوزين الهادئ، بعيداً عن التربّص بالأخطاء الفردية أو التأويل للمواقف عن بعد أو عبر وسائط، ربما يُفضي إلى استدارة وتحوّل مهم في علاقة الدولة والجماعة معاً، وبالتالي الانتقال إلى عملية بناء حالة من الوحدة الوطنية والولاء والانتماء للبلاد، والتخندق مع الوطن ضد كل الأخطار الداخلية والخارجية.

انتهى.

* جواد الحمد كاتب وباحث من الأردن

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الأردن، الدولة الأردنية، الاخوان المسلمين، فلسطين، استقلال، الوحدة الوطنية، الصراع العربي الإسرائيلي، الصهيونية، وطن بديل،