اليمن.. هدنة الشهرين تقترب من نهاياتها دون التوصل لتمديدها

الأربعاء 1 يونيو 2022 11:49 ص

تقترب هدنة الشهرين في اليمن الغارق في الحرب من نهايتها، من دون اتفاق على تمديدها، رغم مساهمتها في خفض العنف في البلد الفقير، وسماحها لليمنيين بالتنقل من مطار صنعاء للمرة الاولى منذ 6 سنوات في رحلات تجارية، آخرها بين العاصمة اليمنية والقاهرة الاربعاء.

وكانت الهدنة دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل/نيسان، بوساطة من الامم المتحدة، على أن تنتهي مفاعيلها الخميس.

وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.

وبينما أعلن المتمردون والحكومة عدم ممانعتهم في التمديد، إلا أنّ الفشل في تنفيذ كامل بنود الهدنة الاولى وخصوصا رفع حصار الحوثيين عن مدينة تعز جنوب غرب البلاد، يحول دون التوصل إلى اتفاق جديد، حسبما أفاد مسؤول في الحكومة اليمنية.

وقال إنّ مجلس القيادة الرئاسي اليمني أبلغ المبعوث الاممي بانّ السلطة المعترف بها "تطالب بتطبيق كامل بنود الهدنة، بما في ذلك رفع الحصار عن تعز، للموافقة على تمديدها".

وفي اتصال بين رئيس المجلس الرئاسي "رشاد العليمي" والأمين العام للأمم المتحدة "انطونيو جوتيريش"، دعا المسؤول اليمني الى "مضاعفة الضغط على الميلشيا الحوثية للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة، وفي المقدمة فتح معابر تعز"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ".

وفي واشنطن، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "ليندا توماس-غرينفيلد"، إن المحادثات الرامية إلى تمديد مفاعيل وقف إطلاق النار "لم تنته بعد لكن يبدو أنها تواجه بعض الصعوبات".

وأشارت إلى أن بلادها تعتبر وصول المحادثات إلى مأزق مشكلة، قائلة "أشجع الفرقاء في الجانبين على مواصلة تلك الجهود وعلى إيجاد سبيل سلمي لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب اليمني".

ومنذ 2014، يدور النزاع في اليمن بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.

وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.

ويتهم الحوثيون المدعومون من إيران، الرياض بفرض "حصار" على اليمن، خصوصا عبر إغلاق المطار أمام الرحلات الجارية منذ 2016، في حين يقول السعوديون إنهم يريدون منع تهريب الأسلحة إلى المتمردين.

وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون اتهامات بخرق وقف اطلاق النار، كما أنّ الاتفاق لم يطبّق بالكامل وخصوصا ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

وبموجب اتفاق الهدنة، كان يفترض السماح برحلتين تجاريتين من صنعاء اسبوعيا، لكن خلافات حول مصادر جوازات السفر قلّصت أعداد هذه الرحلات.

والأربعاء، نقلت طائرة تابعة للخطوط اليمنية عشرات المسافرين من صنعاء إلى القاهرة في أول رحلة تجارية بين العاصمتين منذ 2016.

وأفاد المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي لليمن بأنّ 77 شخصا استقلوا الطائرة التي أقلعت صباحا من المطار المغلق أمام الرحلات التجارية منذ نحو 6 سنوات.

وهذه سابع رحلة تجارية تنطلق من العاصمة صنعاء منذ بدء سريان الهدنة، والرحلات الست الأخرى كانت بين صنعاء وعمّان في الاردن ونقلت غالبيتها مرضى يمنيين.

ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.

ويعتمد نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

وكانت منظمات إغاثية عاملة في اليمن دعت أطراف النزاع الثلاثاء، إلى تمديد الهدنة، في وقت أعرب المتمردون والحكومة عن عدم ممانعتهم إنما من دون التوصل إلى اتفاق فعلي بشأن ذلك.

وقالت المنظمات وعددها أكثر من ثلاثين بينها "المجلس النروجي للاجئين" في بيان: "رأينا الآثار الانسانية الايجابية للهدنة، ففي الشهر الاول من الهدنة فقط انخفض عدد القتلى او الجرحى في اليمن بأكثر من 50%، ونظرا للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير".

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

هدنة اليمن الحرب في اليمن الحوثيون

انخفاض عدد الضحايا المدنيين في اليمن أكثر من النصف منذ بدء الهدنة

هدنة اليمن في شهر.. ما تم إنجازه وما لم يُنجز

الأمم المتحدة: مؤشرات إيجابية أولية حول تمديد الهدنة في اليمن

الأمم المتحدة تعلن تمديد الهدنة في اليمن لشهرين إضافيين

السعودية: ندعم الجهود الأممية للوصول إلى حل سياسي باليمن