تحارب التهميش بالموسيقى.. فرقة سودانية تنقل صوت شعوب البجا للعالم

الأحد 5 يونيو 2022 09:05 ص

يضبط "نورالدين جابر" آلته الفريدة المكونة من نصف ججيتار ونصف دف، ليعزف مع فرقته ألحان وإيقاعات شعوب شرق السودان المهمشة التي يريد أن ينقل صوتها للعالم من خلال موسيقاه.

وكل تدريب بالنسبة لـ"جابر" البالغ من العمر 47 عاما هو بمثابة حلم يتحقق مع فرقته المكونة من عازفي جيتار وساكسفون وعازفي إيقاع بالدف والطبلة.

ويقول "جابر" المعروف بـ"نوري" وسط أفراد فرقة "دروبا" التي تعني بلغة البجا المحلية "فرقة الجبال": "أبناء البجا مهمشون بالسودان ويسعون لعمل أي شيء من أجل تغيير وضعهم".

ويضيف: "الموسيقى لها دور بارز في تقوية وتعزيز وتسليط الضوء على قضيتهم، ونحن نسعى إلى إيصال صوتهم عن طريق الموسيقى".

وتعيش مجموعات من البجا حياة بدوية في جبال البحر الأحمر في شرقي السودان يمتهنون الرعي، كما أن لهم امتدادات في كل من مصر وإريتريا.

وعانوا تمييزا وحرمانا من حكومات السودان المتعاقبة خصوصا إبان حكم "عمر البشير" الذي استمر 3 عقود قبل الإطاحة به في العام 2019 بعد احتجاجات شعبية استمرت أشهرا عدة، وذلك على الرغم من أنهم يقطنون منطقة غنية بالموارد، فموانئ البحر الأحمر هي الرئة الاقتصادية للسودان التي تمر عبرها كل تجارة السودان تصديرا واستيرادا كما أنها المنفذ الذي يتم كم خلاله تصدير نفط جنوب السودان إلى الخارج.

ويتحدر "جابر" من قبيلة بجاوية في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر التي بستهلم موسيقاه من ألحانها التراثية التي تعزف تقليديا على الدفوف والطبول. وبعد تشكيل فرقته في عام 2006، أدخل آلات جديدة وتوزيعا موسيقيا جديدا لتحديث ألحان البجا.

ثقافة مغيبة

أثناء التدريب، يقود الفرقة وهو يعزف على آلة مهجنة صنعها بنفسه من دفّ خاص بوالده وعنق جينار كهربائي.

وينتمي أفراد فرقته الي مجموعات إثنية من مناطق مختلفة في السودان المتعدد الأعراق يقول بعضهم إن التعرف إلى موسيقى البجا وثقافتهم المغيبة استغرق منهم سنوات.

ويقول عازف الطبول "محمد عبدالعظيم": "ظلت ثقافة المركز العربي هي المهيمنة والقبائل الأخرى مغيبة، ونحن نحاول إظهار تنوعنا".

ويشير "جابر" إلى أن موسيقيي البجا جابهوا قيودا على مدى عقود، ويروي: "اعتدنا على إيقاف عروضنا بذريعة عدم وجود تصاريح عكس عروض الموسيقى العربية".

بالنسبة لعازف الباص جيتار "عبدالحليم آدم" الذي تعود جذوره الى قبيلة الفولاني في دارفور، الانتماء إلى الفرقة حالة عاطفية خاصة.

ويعيش إقليم دارفور منذ العام 2003 في حالة اضطراب بعد أن حملت مجموعات تنتمي إلى أقليات أفريقية السلاح ضد حكومة البشير والميليشيات العربية الموالية لها. وقتل جراء النزاع قرابة 300 ألف شخص وتهجّر ما يزيد على 2ـ5 مليون من أبناء دارفور من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.

ويقول "آدم": "البجا ناضلوا مثلما فعلت قبائلنا في شمال دارفور وهم مهمشون".

ويعتبر شرق السودان الأكثر فقرا في بلد هو بدوره بين أفقر دول العالم.

شكل فعال

وشارك البجا، كما غيرهم من المجموعات العرقية في مناطق مختلفة في السودان، في الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بـ"البشير".

خلال الفترة الانتقالية التي تقاسم خلالها قادة الاحتجاج المدنيون السلطة مع العسكر الذي أطاحوا بـ"البشير" تحت ضغط شعبي، أغلقت قبائل البجا شرق السودان لأسابيع احتجاجا على توقيع الحكومة اتفاقا سياسيا عام 2020 مع مجموعة قالوا إنها "لا تمثلهم".

بعد ذلك بوقت قصير، نفذ رئيس المجلس العسكري "عبدالفتاح البرهان" انقلابا أطاح بالمدنيين من السلطة.

ولا يزال البجا يطالبون بتوسيع تمثيلهم في حكم البلاد.

أما "جابر" فيؤمن بأن فموسيقاه تعدّ له الطريق للفت أنظار العالم نحو نضال أبناء الإثنية التي ينتمي إليها. ويقول: "موسيقى البجا نافذة، هي وسيلة فعالة لانتقال قصتنا وجذب انتباه العالم إلى ما يحدث لأهل البجا".

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

فرقة موسيقى البجا تهميش سودان

الأزمة تتصاعد.. تهديدات بانفصال شرق السودان وإعلان "دولة البجا"

مسلحو شرق السودان يتعهدون بتحرير شعب البجا