هل يمكن للسياسات الداخلية المشحونة بالهند أن تعرقل تحول البلاد إلى قوة عالمية رائدة؟

سؤال طرحته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها، لافتة إلى النزعة القومية الهندوسية المتصاعدة لحزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم، التي تشعل العداء الديني داخل البلاد، والتي يبدو أنها تُعقد، أيضا، علاقات البلاد الخارجية.

وتطرقت الصحيفة، في هذا الصدد، إلى التصريحات المسيئة للنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، التي أدلى بها عدد من مسؤولي "بهاراتيا جاناتا"، قبل أيام، والتي أثارت غضب الدول ذات الأغلبية المسلمة في الخليج العربي، وأماكن أخرى في العالم، والتي تسعى الهند إلى توثيق العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها.

وأشارت إلى أن نحو ثلثي مواطني الهند في الخارج (8.9 ملايين من 13.6 مليونا) يعيشون في دول مجلس التعاون الخليجي الست.

ووفقا لمعهد سياسة الهجرة، وهو مركز أبحاث في واشنطن، استأثرت دول مجلس التعاون الخليجي في السنوات الأخيرة بأكثر من نصف تحويلات الهنود في الخارج، البالغة 87 مليار دولار تقريبا.

واتخذت التصريحات الهندية المسيئة للنبي بعدا دوليا عندما استدعت قطر والكويت وإيران، الأحد الماضي، سفراء الهند لديها لتقديم إيضاحات.

 وبدأت وسوم "مقاطعة المنتجات الهندية" و"أوقفوا الإساءة للنبي" في الظهور على تويتر بدول الخليج.

كما بدأت المحلات التجارية في البحرين والسعودية بإزالة المنتجات الهندية من رفوفها.

وأعلن مفتي عُمان "أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي" أن "الوقاحة والفظاظة الفاحشة" لمسؤولي حزب "بهاراتيا جاناتا" ترقى إلى "حرب ضد كل مسلم في شرق الأرض وغربها".

واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن الهند ستظل تواجه الواقع الصارخ المتمثل في أنها لا تستطيع تحمل عداء العالم الإسلامي؛ بسبب مصالحها الاقتصادية الكبيرة معه.

فالخليج يعد من بين أكبر الشركاء التجاريين للهند. إذ بلغت التجارة البينية بين الجانبين في العام الماضي 87.4 مليار دولار؛ أي أكثر من التجارة البينية للهند مع الاتحاد الأوروبي أو دول جنوب شرق آسيا.

كما يوفر الشرق الأوسط أكثر من نصف واردات الهند من النفط والغاز.

ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى لو لم يكن من النفاق أن ينتقد أنصار حزب "بهاراتيا جاناتا" معاقبة المسؤولين عن الإساءة للإسلام والمسلمين، فسيكون من الغباء أن يسيء مسؤولو الحزب الحاكم للشخصيات الدينية الإسلامية.

واختتمت تقريرها قائلة إنه قد يكره القوميون الهندوس المتشددون فكرة تملق الهند لقطر والسعودية، لكن رئيس الوزراء "ناريندرا مودي" يدرك جيدا أن ذلك أفضل من اختيار معركة لا يمكنه الفوز بها.