إسرائيل تدرس خيارات مواجهة إيران في حال التوصل إلى اتفاق نووي

الأربعاء 6 يوليو 2022 01:40 م

قبل أيام، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "أفيف كوخافي" مقرات الوحدة 8200، وهي ذراع الاستخبارات العسكرية المسؤولة عن التجسس الإلكتروني عن طريق جمع الإشارة وفك الشفرة وكذلك قيادة الحرب الإلكترونية.

وبعد الزيارة، نشرت وسائل الإعلام مقطع فيديو قالت إن الوحدة المذكورة عرضته على "كوخافي" وأنه يوثق هجوم 27 يونيو/حزيران السيبراني الذي أشعل النار في أجزاء من مصنع تديره شركة "خوزستان للصلب" التي تملكها الحكومة الإيرانية.

وفي حين لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم، فإن جميع القرائن تشير إلى أن إسرائيل تقف وراد هذا الهجوم وغيره من العمليات المماثلة. ويأتي الهجوم في وقت تنخرط فيه إسرائيل وإيران في حرب سيبرانية تسببت في أضرار كبيرة لإيران أكثر من إسرائيل.

انقسام إسرائيلي عميق

تصف التقييمات التي أجرتها شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (التي تدير الوحدة 8200) الاتفاق النووي المحتمل بين القوى العالمية وإيران بأنه الخيار الأقل سوءًا من الخيارات السيئة والبدائل الموجودة حاليًا على الطاولة.

ويتبنى هذا الرأي رئيس الاستخبارات العسكرية "أهارون حاليفا"، وسلفه الجنرال "تامير هايمان"، وكذلك رئيس الأركان السابق "غادي أيزنكوت" ورئيس الشعبة السياسية في وزارة الدفاع "درور شالوم".

ومع ذلك، فإن وجهة النظر المعارضة تهيمن حاليًا على الساحة الأمنية الإسرائيلية، ويتصدر المدافعين عنها رئيس الموساد الحالي "ديفيد بارنيا" الذي خلف سلفه البارز "يوسي كوهين" قبل عام. وخلافًا لكل التوقعات، فقد تجاوزه في تبني الآراء المتشددة حيال الكثير من الملفات.

ويقود "بارنيا" مقاربة متشددة لمواجهة المدافعين عن إحياء الاتفاق النووي. وتبنى رئيس الوزراء السابق "نفتالي بينيت" وجهة نظره بكل إخلاص، لكن هل سيتبع خطاه خليفته الذي تولى المنصب حديثًا "يائير لابيد"؟ سوف تكون هذه القضية عنصرًا رئيسيًا على أجندة زيارة "بايدن" إلى إسرائيل الأسبوع القادم.

تنبؤات بحتمية إحياء الاتفاق

وبالرغم من موقف الموساد من الاتفاق النووي، فإنه يعتقد إن الأمور تسير نحو توقيع اتفاق، ويعتقد "بارنيا" أن السؤال ليس ما إذا كان سيتم توقيع اتفاق، وإنما متى؟ ويعتمد هذا التقييم على منطق بسيط وهو أن كلا الجانبين ليس لهما خيار آخر.

ووفقًا لهذه الحجة، فإن الإيرانيين في أمس الحاجة للأموال التي سيفرج عنها بمجرد التوصل إلى اتفاقية، في حين أن "بايدن" يحتاج إليها قبل الانتخابات النصفية للوفاء بتعهده بشأن خفض أسعار الوقود. ومع تلاقي المصالح واقتراب موعد الانتخابات (نوفمبر/تشرين الثاني) سوف يتم إبرام الاتفاقية، وفقًا لتقييم الموساد.

وعلاوة على ذلك، يميل الموساد إلى التقليل من شأن التقارير الأخيرة عن الجمود في المفاوضات واستبعاد تحقيق إنجاز، كما إن التأكيدات الأمريكية لطمأنة الجانب الإسرائيلي لم تغير من تقييم الموساد.

وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع لموقع "مونيتور" بشرط عدم الكشف عن هويته: "لا نهتم بالكلام بل بالأفعال فقط.. نرى بوضوح رغبة محمومة في التوصل إلى اتفاق واستعدادا من كافة الأطراف لتقديم تنازلات من أجل الوصول إلى هذا الهدف".

وأضاف: "يجب التأكيد مرة أخرى على أن الاتفاق النووي خيار سيئ لإسرائيل وأنه يشكل تهديدًا وجوديًا لأنه يعطي إيران ترخيصًا بالقتل في غضون بضع سنوات ويصل بها إلى عتبة أن تكون دولة نووية. يجب أن توضح إسرائيل أنها لن تلتزم بمثل هذا الاتفاق".

إحباط عمليات الاغتيال الإيرانية

ادعى الموساد انتصارًا آخر هذه الأيام في حملته ضد إيران، حيث قال إنه أحبط عمليات إيرانية تتضمن قتل أو اختطاف الإسرائيليين الذين يزورون تركيا، وذلك انتقامًا من العمليات الإسرائيلية على الزراضي الإيرانية.

وقال مسؤولون كبار لموقع "مونيتور" إن "بارنيا" كان مسؤولاً عن قرار الشهر الماضي بالكشف عن هوية المسؤول الإيراني وراء المؤامرة؛ وهو رئيس استخبارات الحرس الثوري "حسين طائب".

وتم عرض اسم "طائب" وصورته على وسائل الإعلام الإسرائيلية في 17 يونيو/حزيران، في إشارة إلى أنه سيكون هدف الموساد القادم إذا لم يتوقف عن استهداف الإسرائيليين. وفي 23 يونيو/حزيران، أعلن الحرس الثوري إعفاء "طائب" من منصبه وتعيين الجنرال "محمد كاظمي" بديلا له.

وبحسب التقارير، فقد أشرف "بارنيا" بنفسه على الملاحقة الإسرائيلية لـ 3 خلايا قيل إن إيران أرسلتها لإيجاد أهداف إسرائيلية. وتلقى بعض الإسرائيليين في إسطنبول تحذيرات شخصية بأنهم كانوا على قائمة الاغتيال الإيرانية وتم نقلهم من تركيا. وكان أحدهم دبلوماسيًا إسرائيليًا يقضي إجازته مع شريكته في نفس الفندق الذي أقام فيه بعض أعضاء فريق الاغتيال.

ومع ذلك، فلم يحن موعد احتفال الموساد بالنصر بعد، حيث حذرت مصر قبل أيام إيران من تنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين على أراضيها.

وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع لموقع "مونيتور": "في الوقت الحالي، فشلت الجهود الإيرانية في تركيا لكنها مستمرة في أماكن أخرى. ليس لديهم نية للاستسلام، وبالتالي يجب ألا نكتفي بما حققناه".

خطط إسرائيل

في غضون ذلك، تخطط لمجموعة من الإجراءات الدبلوماسية لزيادة الضغط على إيران وخلق نفوذ يجبرها على التخلي عن برنامجها النووي، وسيتم عرض هذه الخيارات على "بايدن" خلال زيارته. وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي: "هناك طرق لعرقلة المشروع النووي دون أن تكون وسائل عسكرية".

وأضاف: "حتى الآن، لم يستخدم الغرب والولايات المتحدة جميع الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية المتاحة لهم، بل إنهم بعيدون عن ذلك، والإيرانيون يعرفون ذلك. وبالنظر إلى موقفهم الصعب حاليا، فلن يستطيع الإيرانيون مقاومة هذه الإجراءات. نعتزم التحذير من اتفاق نووي جديد وسنقدم بديلًا واضحًا له".

من الصعب حاليًا توقع رد "بايدن" على هذه البدائل. ويتكهن بعض المسؤولين الإسرائيليين بأن حكم المحكمة العليا الأمريكية التاريخي ضد عمليات الإجهاض قد ولّد آمالًا جديدة بين الديمقراطيين قبل الانتخابات النصفية، وهو ما قد يهدئ من رغبة الإدارة في إحراز نقاط بصدد الاتفاق النووي الإيراني.

وحتى وصول "بايدن"، سيستمر الانقسام الإسرائيلي حول التعامل مع القضية النووية الإيرانية، وسيواصل كل جانب - الموساد والاستخبارات العسكرية - صقل حججهم. وسيترك لـ"لابيد" أن يقرر أي منهج سيتبنى.

المصدر | بن كاسبيت | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي إيران الولايات المتحدة المفاوضات النووية إسرائيل الاستخبارات الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي لابيد بينيت زيارة بايدن حرب أوكرانيا أسعار النفط الانتخابات النصفية

بـ"عقيدة الأخطبوط".. إسرائيل توسع استهداف قدرات إيران النووية والعسكرية

لبيد: إيران في صلب زيارة بايدن للشرق الأوسط

وكالة الطاقة الذرية ترى تقدما في تخصيب إيران لليورانيوم

الرئيس الإيراني يتوعد بـ"رد قاس" على أي خطأ من أمريكا أو حلفائها

الجيش الإيراني يحذر أمريكا من التهديد باستخدام القوة