مخلفات الحرب المتفجرة.. قاتل خفي يلاحق آلاف السوريين

الاثنين 11 يوليو 2022 01:20 م

لم يتخيّل "عبدالعزيز العقاب" أن تتحوّل نزهة إلى مأساة سيعاني من تداعياتها طويلا، بعدما فقد 21 فرداً من عائلته جراء انفجار لغم في وسط سوريا التي تُسجل العدد الأكبر من ضحايا مخلفات الحرب عالمياً.

ويقول العقاب (41 عاماً): "كان نهار فرح وتحوّل إلى مأساة، حتى بتّ أكره الخروج للتنزه".

ويروي الوالد لعشرة أطفال كيف أن "الناس يشعرون دائماً بالخطر من قاتل مجهول لا يعرفون مكانه".

وتعد الأجسام المتفجرة وضمنها الألغام من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية المستمرة منذ مارس/آذار 2011.

ورغم الهدوء على جبهات القتال، لا يزال ضحايا تلك الأجسام القاتلة في ارتفاع، إذ توثّق الأمم المتحدة مقتل أو إصابة 5 أشخاص يومياً بسببها.

ذات يوم في فبراير/شباط 2019، استعدت عائلة العقاب وبعض الأقارب للخروج في نزهة انطلقت من مسقط رأسهم في قرية السعن في ريف حماة في وسط البلاد.

لكنّ النزهة غيّرت حياة العائلة الكبيرة الى الأبد. إذ قضى 21 فرداً منها، بينهم زوجة العقاب واثنان من أبنائه وأربعة من أشقائه وشقيقاته وعمّه. وأصيب آخرون إصابات حرجة، منهم من بات مقعداً ومنهم من بُترت أطرافه.

ويقول "العقاب" الذي ارتدى جلباباً أبيض اللون ووضع نظارة شمسية أثناء تجوله برفقة أبناء أشقائه الأيتام، "عائلة بالكامل دُمرت".

ويضيف متحسراً "لم تكن هناك معارك أو حرب عام 2019، لكن الموت كان ينتظرنا من داخل الأرض، هذا هو قدرنا".

ويشرح بحزن: "في الحرب تعرف عدوك من صديقك، تعرف أين يتواجد أعداء مسلحون ولا تقترب منهم، أما اللغم فعدو خفي لا تعرف مكانه".

منذ عام 2015، وثّقت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام مقتل أو إصابة 15 ألف شخص جراء الذخائر المتفجرة، بما يعادل مقتل أو إصابة خمسة أشخاص يومياً.

ويقول مدير الدائرة في سوريا "حبيب الحق جاويد": "إنه رقم ضخم"، مضيفاً "تُسجّل سوريا اليوم أكبر عدد من الضحايا جراء الذخائر المتفجرة عالمياً".

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

سوريا مخلفات الحرب حبيب الحق جاويد عبدالعزيز العقاب