بعد 27 عاماً على ارتكابها.. دفن رفات 50 من ضحايا الإبادة في سريبرينيتسا

الاثنين 11 يوليو 2022 01:57 م

توجه آلاف الأشخاص إلى سريبرينتسا الاثنين لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية التي ما زال الصرب وقادتهم يرفضون الاعتراف بها بعد 27 عامًا على ارتكابها.

وستدفن الإثنين رفات 50 شخصاً تم تحديد هويتهم من ضحايا المجزرة الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية في مقبرة مركز بوتوكاري التذكاري حيث يرقد الآن 6671 من الضحايا.

في يوليو/تموز 1995، قبل أشهر قليلة من انتهاء الحرب، قامت القوات الصربية باعتقال وقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى مسلمين بعد استيلائها على مدينة سريبرينتسا، في جريمة اعتبرتها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة إبادة جماعية.

كرم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" والمفوض المكلف سياسة الجوار والتوسع "أوليفر فارهيلي" ذكرى الضحايا في الوقت الذي جلب فيه الغزو الروسي لأوكرانيا "الحرب الهمجية إلى قارتنا".

واضاف "من واجبنا أكثر من أي وقت مضى أن نتذكر الإبادة الجماعية في سريبرينتسا" و "الحاجة إلى الدفاع عن السلام والكرامة الإنسانية والقيم العالمية".

واشارا إلى أنه "في سريبرينتسا، أوروبا فشلت ونحن نواجه عارنا".

في السنوات الأخيرة، أصبح العثور على بقايا هياكل عظمية أمرًا نادرًا للغاية، بينما ما زال يجري البحث عن 1200 ضحية، بحسب المعهد البوسني للمفقودين.

 

انتظار

 

وعملية تحديد الهوية معقدة لأنه خلال الأشهر القليلة التي أعقبت المجزرة، نبشت جثث الضحايا بجرافات ونقلت إلى مقابر جماعية أخرى للتغطية على الجريمة.

تُنظم مراسم دفن جماعية لأشخاص تم التعرف عليهم كل عام في 11 تموز/يوليو، الموافق لذكرى الاستيلاء على المدينة من قبل قوات صرب البوسنة بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش الذي حكمت عليه المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بالسجن مدى الحياة.

عثر على رفات أحد الضحايا الذين سيواروا الثرى الاثنين متناثرة في ثلاث مقابر جماعية، على ما ذكر أمور ماسوفيتش، خبير الطب الشرعي الذي شارك في استخراج الجثث من عشرات المقابر الجماعية في سريبرينتسا.

وأضاف أنه تم العثور على رفات غالبية الباقين مبعثرة في مقبرتين.

جاءت هجرة عليش، وهي سيدة في الستينيات من عمرها، فجر الاثنين للصلاة على امام قبري ابنها وزوجها الذي دفنت رفاته زوجها مرتين، في عامي 2007 و 2016.

قالت لوكالة فرانس برس "عندما سقطت سريبرينتسا، عبروا الغابة وذهبت مع ابنتيّ إلى توزلا".

واضافت "كان ابني يبلغ من العمر 17 عامًا. الألم ما زال يعتصر قلبي. أفكر في ابني وزوجي كل يوم، ليس في 11 تموز/يوليو هذا فحسب، ولكن في كل 11 تموز/يوليو، أشعر بالضيق كما يحدث الآن".

 

أبطال

 

لكن بعد أكثر من ربع قرن على المجزرة، ما زال الزعيمان السابقان لصرب البوسنة "رادوفان كرادجيتش" و"راتكو ملاديتش" اللذان حُكم عليهما بالسجن المؤبد، "أبطالاً" بالنسبة لكثير من الصرب.

يمكن مشاهدة صور ملاديتش معلقة على العديد من الجدران في جمهورية صربسكا، الكيان الصربي في البلاد التي تضم أيضًا فدرالية كرواتية-مسلمة.

ينكر الزعماء الصرب في البوسنة وصربيا المجاورة، مثل عدد كبير من السكان الصرب، الاعتراف بوقوع إبادة في سريبرينتسا خلال الحرب التي تسببت في مقتل حوالي مئة ألف شخص. فهم يصفونها بأنها "جريمة كبرى".

اعربت "منيرة سوباسيتش"، رئيسة إحدى الجمعيات النسائية في سريبرينتسا، عن استيائها قائلة "نحن نحارب منذ 27 عاما من أجل الحقيقة ونطالب بالعدالة، لكنهم ينكرون الحقيقة منذ 27 عاما، إنهم ينكرون الإبادة الجماعية".

قبل أسبوع من مغادرته منصبه، أصدر الممثل الأعلى السابق للأمم المتحدة في البوسنة فالنتين إنزكو في تموز/يوليو 2021، قراراً يحظر إنكار الإبادة الجماعية في البلاد. ينص قانون العقوبات الآن على فرض عقوبة السجن لهذه الجريمة.

رفض الممثلون السياسيون الصرب في البوسنة، وعلى رأسهم العضو الصربي في مجلس رئاسة البوسنة ميلوراد دوديك الذي أطلق منذ ذلك الحين سلسلة من المبادرات لفصل جمهورية صربسكا عن البوسنة، هذا القرار مما أثار مخاوف من تهديد السلام.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

سريبرينتسا القوات الصربية جوزيب بوريل رادوفان كرادجيتش راتكو ملاديتش

مجزرة سريبرينتسا: دروس للضحايا أم للمجرمين؟