المغرب.. صادرات سلاح إسرائيلية من بيغاسوس إلى مسيّرات انتحارية

الأربعاء 20 يوليو 2022 12:48 م

صادرات سلاح إسرائيلية إلى المغرب.. من بيغاسوس إلى مسيّرات انتحارية

زار مستشارون عسكريون إسرائيليون المغرب لمساعدته ضد جبهة البوليساريو التي كانت تحارب من أجل استقلال الصحراء الغربية.

طوال عشرات السنين كانت هناك علاقات أمنية سرية بين المغرب وبين إسرائيل وكان بإمكان السياح الإسرائيليين زيارة المغرب بِحُرّية.

منظومة التجسس بيغاسوس، التي تصنعها شركة "إن أس أو" الإسرائيلية، تحولت إلى رمز إشكالي للصناعة السيبرانية الهجومية الإسرائيلية في العالم.

تاريخ طويل من التعاون الأمني والاستخباراتي إذ شغّل الموساد مكتباً له بالرباط وبعد حرب 1967 باعت إسرائيل المغرب فائض سلاحها الفرنسي من دبابات ومدافع.

كتاب "علاقات إسرائيل مع دول عربية.. من عشيقة سرية إلى رفيقة علنية" للمؤرخ الإسرائيلي إيليه بوديه، كرّس فصلاً لعلاقات استخباراتية واقتصادية بين إسرائيل والمغرب.

* * *

تزامناً مع زيارة ووصول رئيس أركان جيش الاحتلال اللواء أفيف كوخافي، يوم الإثنين الماضي، إلى المغرب كُشف النقاب عن حجم وتشكيلة صادرات الأسلحة الإسرائيلية للرباط من بيغاسوس إلى مسيّرات انتحارية.

وزيارة كوخافي هذه هي الأولى من نوعها إلى هذه الدولة منذ تطبيع العلاقات بينهما في سنة 2020. وتوضّح صحيفة "هآرتس" العبرية أنه طوال عشرات الأعوام، كانت هناك علاقات أمنية سرية بين المغرب وبين إسرائيل، وكان بإمكان السياح الإسرائيليين زيارة المغرب بِحُرّية.

وقالت إن العلاقات الثنائية بينهما توطدت بعد اتفاقات أوسلو عام 1993، وانقطعت مع نشوب الانتفاضة الثانية عام 2000، وعادت واستؤنفت بنهاية سنة 2020، عندما كان المغرب الدولة الرابعة التي انضمت إلى اتفاقات أبراهام.

واستذكرت أنه منذ ذلك الحين، افتُتحت رحلات مباشرة بين الدولتين، وقام وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك يائير لبيد ووزير الأمن بيني غانتس بزيارة المغرب. وتضيف "هآرتس":

"لإسرائيل والمغرب تاريخ طويل من التعاون الأمني والاستخباراتي، إذ شغّل الموساد مكتباً له في الرباط، وبعد حرب 1967 باعت إسرائيل المغرب فائض السلاح الذي كان لدى جيشها من إنتاج فرنسي، في الأساس دبابات ومدافع، كما زار مستشارون عسكريون المغرب لمساعدته ضد جبهة البوليساريو التي كانت تحارب من أجل استقلال الصحراء الغربية".

تشكيلات السلاح الإسرائيلي

وفيما يلي بعض أنواع السلاح الذي باعته إسرائيل للمغرب في الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى المسيّرات والأسلحة السيبرانية الهجومية، وفق ما جاء في تقرير صحيفة "هآرتس" العبرية: "في العام 2014، اشترى المغرب ثلاث طائرات من دون طيار من طراز هارون، ومن إنتاج الصناعة الجوية، بقيمة 50 مليون دولار.

وهذه الطائرة من دون طيار وُضعت في السوق للمرة الأولى في سنة 2000، وهي قادرة على البقاء في الجو 45 ساعة، والتحليق على علو 35 ألف قدم. واستناداً لـ "هآرتس" فقد تحدث الصحفي حاييم ليفنسون في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 عن بيع الصناعة الجوية الإسرائيلية مسيّرات من طراز "هارون" للمغرب.

وبعكس المسيّرات غير المزوّدة بالسلاح، المُعدّة لجمع المعلومات الاستخباراتية والرصد أو الهجوم، ثم العودة إلى قواعدها، فإن مسيّرة هاروب تُعتبر “سلاحاً متجولاً أو مسيّرة انتحارية. ونجاح المسيّرة في مهمتها معناه تدمير الهدف وتدميرها هي أيضاً، وإذا لم يحدث ذلك، فتعود إلى قواعدها. كذلك في شباط/ فبراير هذه السنة، ذكرت الصناعات الجوية الإسرائيلية أنها ستزوّد المغرب بمنظومة باراك، وهي منظومة مضادات جوية ضد أنواع مختلفة من التهديدات الجوية، من طوافات وطائرات، مروراً بالمسيّرات، وصولاً إلى صواريخ كروز. وقد أعربت دول الخليج عن اهتمامها بالحصول على هذه المنظومة ضمن إطار حلف الدفاع الجوي مع إسرائيل.

وتقول "هآرتس" إن هذه المنظومة طُوّرت في الأساس كي تُركَّب على السفن، واستُخدمت في اعتراض مسيّرات "حزب الله" التي أُطلقت في اتجاه منصة كاريش قبل أسبوعين، لكنها ملائمة أيضاً للاستخدام الأرضي.

موضحة أن الصفقة التي تبلغ قيمتها مئات ملايين الدولارات جرى التوصل إليها خلال زيارة وزير الأمن بني غانتس إلى المغرب، حيث جرى الاتفاق أيضاً على بيع المغرب رادارات "ألتا" ومنظومات دفاعية ضد الحوامات من إنتاج سكاي- لوك. بالإضافة إلى ذلك، جرت بلورة مشروع لتحسين طائرات أف5 القديمة التابعة لسلاح الجو المغربي.

منظومة بيغاسوس للتجسس والتعقب

وتشير صحيفة "هآرتس" إلى أن منظومة التجسس بيغاسوس، التي تصنعها شركة “ان اس او” الإسرائيلية، تحولت إلى رمز إشكالي للصناعة السيبرانية الهجومية الإسرائيلية في العالم.

ونبهت إلى أن برامج التجسس التي تباع فقط إلى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الرسمية، بموافقة شعبة الرقابة على الصادرات الأمنية في وزارة الأمن، تسمح بالجمع عن بُعد كل المعلومات الموجودة في الهاتف الخليوي للضحية، بما في ذلك الصور والمراسلات واستخدام الكاميرا والمايكروفون عن بُعد، من دون معرفة الضحية، والتجسس عليه.

ونوهت بأن بعض الدول سبق واستخدمت هذه البرمجية الإسرائيلية للتجسس على صحفيين وناشطي حقوق إنسان ومعارضين سياسيين وبعض الزعماء في العالم تعرضوا أيضاً للتعقب من قبل جهات مختلفة بواسطة هذه التقنية الإسرائيلية، مما أثار ضجة دبلوماسية في العالم قبل سنوات.

وتقول "هآرتس" إن الولايات المتحدة سبق ووضعت الشركة الإسرائيلية المذكورة على لائحة الشركات "التي تهّدد المصالح الأميركية"، بعد أن اكتشفت شركة آبل في العام الماضي أن هواتف خليوية لموظفين في الخارجية الأميركية في افريقيا تعرضت للتجسس بواسطة برمجية بيغاسوس.

وتتابع: "تسبّب بيع برنامج بيغاسوس التجسسي للمغرب بمشكلة دبلوماسية مع فرنسا، بعد أن اتضح أن من بين أهداف الهجمات التجسسية وزراء في حكومة إيمانويل ماكرون. وكشفت تقارير سابقة أن بيغاسوس استُخدم ضد صحافيين وناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب".

يشار إلى أن كتابا إسرائيليا جديدا بعنوان "علاقات إسرائيل مع دول عربية من العشيقة السرية إلى الرفيقة العلنية" للمؤرخ إيليه بوديه، الصادر قبل شهرين بالعبرية، قد كرّس فصلا للعلاقات الاستخباراتية والاقتصادية وغيرها بين إسرائيل وبين المغرب، علاوة على دول عربية أخرى.

وفي هذا المضمار التقى أفيف كوخافي، الثلاثاء، بالوزير المغربي المنتدب المكلف بالدفاع، عبد اللطيف لوديي، وذلك خلال زيارة الأول للمغرب على رأس وفد أمني كما التقى كوخافي بالمفتش العام للقوات المسلحة الملكية، بلخير فاروق، ومن المقرر أن يلتقي كذلك برئيس شعبة المخابرات، إبراهيم حسني.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إسرائيل، أفيف كوخافي، البوليساريو، التطبيع، إيران، العرب، المؤرخ إيليه بوديه، بيغاسوس، حقل كاريش، فلسطين، سلاح إسرائيلي، علاقات أمنية،

المغرب يوقع اتفاقية مع إسرائيل لشراء طائرات "كاميكازي" المسيرة

رئيس الأركان الإسرائيلي يزور قاعدة عسكرية مغربية ومواقع يهودية

المغرب: الإسرائيليون الأكثر إقبالا على تأشيراتنا الإلكترونية

لأغراض التجسس.. المغرب يحصل على 150 مسيرة إسرائيلية