النزاع حول تايوان.. هل تعلمت الولايات المتحدة الدرس من حرب أوكرانيا؟

الخميس 28 يوليو 2022 12:37 ص

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تكثيف الحوار الذي كان ساخنا بالفعل في الأوساط الإستراتيجية الأمريكية، حول احتمالية تحرك الصين للسيطرة على تايوان بالقوة، وحول الطريقة الأفضل لردع بكين عن القيام بذلك.

وركز النقاش بشكل طبيعي على ما قد تتعلمه الصين حول محاولة الاستيلاء على أراضي مجاورة؛ وحول ما قد تتعلمه تايوان بشأن طريقة الرد المناسبة، وكذلك حول فعالية استراتيجية الغرب لردع روسيا عبر فرض تكاليف اقتصادية من خلال العقوبات وغيرها من الإجراءات.

وتعد هذه الموضوعات مهمة من أجل تجنب حرب أخرى لا داعي لها. ومع ذلك، فقد استبعدت هذه المناقشات النظر في التفاعل الاستراتيجي الممتد لعقود بين روسيا والغرب والذي انتهي بقرار الغزو في فبراير/ شباط، وفائدة ذلك في منع الحرب.

وفي أوروبا، تم رفض ادعادات "بوتين" حول عملية التطويق التي تجري لبلاده، وتم رفض اعتراضاته على توسع الناتو، وخاصة في أوكرانيا، على أساس عدم السماح له بأي شيء. وكان من أسباب "بوتين" لشن حربه في أوكرانيا تجاهل الغرب لهذه المخاوف والاعتراضات.

ويطرح ذلك تساؤلا حول الاستراتيجية الأمريكية للتعامل مع اعتراضات الصين بشأن تايوان التي تنظر إليها بشكل جاد باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية.

وتشير سياسة "الصين الموحدة" التي أغلنتها بكين إلى أن موقف الولايات المتحدة على مدى 5 عقود هو خلق مثبطات للصين للعمل بالقوة أو لتايوان لإعلان استقلالها، وضمان حل ثنائي للنزاع عبر وسائل غير عنيفة.

وكانت الصين دقيقة في مراقبة سلوك الولايات المتحدة، وتتضمن سياسة "الصين الموحدة" تقييد نطاق الأنشطة الدبلوماسية والعسكرية بين الولايات المتحدة وتايوان، بما في ذلك بيع طائرات مقاتلة من طراز "إف16"، وزيارات كبار المسؤولين الأمريكيين إلى تايبيه، وعبور مجموعات حاملة الطائرات الأمريكية عبر بحر الصين الجنوبي.

وترى واشنطن أن طبيعة دبلوماسيتها ونوع وحجم عمليات نقل أسلحتها وأنشطتها العسكرية تتفق مع التزاماتها، وتوازي التطور العسكري للصين، وضرورية للرد على ما تراه مغامرات واستفزازات صينية في المضائق.

بعبارة أخرى، يعتقد الطرفان أن أفعالهما مبررة وأن مواقفهما صحيحة.

ووسط هذا الموقف توجد حلول دبلوماسية سلمية كما توجد نهايات حربية كارثية، وكان التطور الجيوسياسي في أوكرانيا درسا في هذا الوسط الفوضوي، مع حالات متكررة من نزع فتيل الأزمة على المدى القصير دون حل النزاع على المدى الطويل. وينطبق الشيء نفسه على وضع تايوان وربما بشكل أكثر حدة، حيث أصبحت الجزيرة حجر الأساس لفكرة التنافس بين الولايات المتحدة والصين على النظام العالمي.

ويضيف ذلك ضغطًا على العلاقة مما يجعل كل تفاعل محفوف بالمخاطر بشكل أكبر. ومن المؤكد أن الولايات المتحدة بإمكانها الاستمرار في موقفها بأن اعتراضات الصين بشأن سلوك الولايات المتحدة تجاه تايوان غير معقولة ولا أساس لها من الصحة. ومع ذلك، يجب أن يذكر غزو "بوتين" لأوكرانيا واشنطن بأن هذا لا يغير حقيقة أنها مظالم من وجهة نظر الصين.

ويجب أن تكون حرب أوكرانيا درسا للولايات المتحدة يمنحها التواضع بشأن قدرتها على التنبؤ، بمعنى آخر يجب أن تتصرف واشنطن بناءً على اعتقاد الصين أنها تتعرض لمظالم تاريخية، وإذا لم يحدث ذلك فرن مسار زوكرانيا لن يكون بعيدا عن الحالة الصينية.

وعلى مدار 50 عامًا، نجحت واشنطن في إحداث توازن سلمي، وإن كان غير مستقر، والحفاظ عليه، ويمكن البناء على ذلك واستكشاف استراتيجيات لنزع فتيل التوتر قبل اندلاع صراع أكبر.

المصدر | ميلاني سيسون/ ريسبونسبال ستيتكرافت -  ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تايوان الصين العلاقات الصينية الأمريكية أوكرانيا

الجيش الصيني: طائرة أمريكية في مضيق تايوان عرضت السلام للخطر

الصين تكشف تعزيز قدراتها النووية وتؤكد: سنقاتل حتى النهاية لمنع استقلال تايوان

بيلوسي تبدأ جولة آسيوية الجمعة.. وترقب صيني لموقفها من زيارة تايوان