سفير أمريكي سابق: تركيا حليف من الصعب العيش معه وبدونه

الثلاثاء 9 أغسطس 2022 05:29 م

علّق السفير الأمريكي السابق لحلف شمال الأطلسي، "إيفو دالدر"، على دعوات البعض لتعليق عضوية تركيا في حلف "الناتو"؛ بسبب علاقتها بروسيا ودعم قادة لا يحبهم الغرب.

ورأى "دالدر" الذي يشغل حاليا منصب رئيس "مجلس شيكاغو للشؤون الدولية"، في مقال مطول نشره بموقع "بوليتكو"، أن تركيا بشكل عام ورئيسها "رجب طيب أردوغان" حليف "من الصعب العيش معه وبدونه"، مؤكدا على الأهمية الاستراتيجية الواضحة لأنقرة.

واستشهد "دالدر" بمصافحة باجتماع الشهر الماضي في طهران جمع "أردوغان" ونظيريه الروسي والإيراني "فلاديمير بوتين" و"إبراهيم رئيسي"، اللذين يعدان عدوين لدودين للغرب.

وبعد يومين جلس "أردوغان" إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" ليوقعان صفقة تسمح بتصدير القمح الأوكراني عبر البحر الأسود، وظهر الرئيس التركي "كبطل وشرير؛ مما يجعله حليفا معقدا".

واستعرض السفير الأمريكي السابق، أهمية تركيا الاستراتيجية بالنسبة لحلف الناتو، قائلا إنه "من الناحية الجغرافية، تقع على الطرف الجنوبي للبحر الأسود، وتمثل جسرا بين أوروبا وآسيا، في الجنوب الشرق الأوسط والشرق وسط آسيا والقوقاز في الشمال".

وبالنسبة للدول الواقعة حول البحر الأسود، فالمضائق التركية هي المعابر الوحيدة المتوفرة لها إلى بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط والمحيطات الواقعة خلفها.

ومن الناحية السياسية، تعتبر تركيا أكبر بلد مسلم في حلف الناتو، ويمكن أن تلعب دور المحاور المفيد مع العالم العربي والفارسي.

وفي وقت تبدو فيه دبلوماسيتها معرقلة، إلا أن علاقة أنقرة القريبة مع عدد من اللاعبين توفر لها تأثيرا سياسيا، كما أظهرت اتفاقية القمح الأوكراني.

وأخيرا، تعتبر تركيا من الناحية العسكرية ثاني قوة في الناتو، ولدى جيشها خبرات قتالية ضد التهديدات الداخلية والخارجية، كما أنها مقر القوات الأمريكية وقدرات عسكرية مهمة ضرورية للدفاع عن الناتو والولايات المتحدة.

ورأى الكاتب أن هناك عدة مشاكل في المقترح الذي يدعو لتعليق عضوية تركيا في الناتو، سواء من الناحية العملية أو الاستراتيجية؛ فمن الناحية العملية يحتاج الناتو لموافقة تركيا كي يخرجها من التحالف، فهو حلف قائم على التوافق الذي استخدمته أنقرة وبشكل ناجح لتحقيق ما تريده.

وفي الوقت الذي يمكن فيه لتركيا الانسحاب من الناتو، كما فعلت فرنسا عام 1966، يحتاج الحلف للإجماع كي يخرج عضوا منه، و"هذه معضلة، فقاعدة التوافق لا تتغير إلا بإجماع كافة الأعضاء"، وفقا لـ"دالدر".

ويضيف أن "هناك اعتبار استراتيجي للحفاظ على تركيا في الناتو واستخدام الدبلوماسية والإقناع والضغط لدفع أنقرة للعب في نفس الملعب، فمن الداخل والخارج، تحتل تركيا موقعا حيويا واستراتيجيا للناتو وبعلاقات وثيقة مع الشرق الأوسط والقوقاز ولا يملكها أي حليف أو يقلدها".

وتلعب أحيانا دورا مفيدا في جمع الأطراف المتصارعة، كما في علاقاتها مع كييف وموسكو. ويمكنها أن تلعب كما فعلت في الدفاع المشترك عن الناتو.

وخلص الكاتب إلى أنه وبعبارات أخرى، "تركيا هي حليف معقد من الصعب العيش معه ومن المستحيل العيش بدونه، ومن الأفضل الحفاظ عليه داخل الخيمة يسبب المشاكل بدلا من خارجها وهو يفتعل المشاكل".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا الناتو تعليق عضوية تركيا فى الناتو

تركيا تدعو الناتو للوقوف بجانبها ضد تنظيمات بي كا كا وجولن والدولة