فايننشال تايمز: تأثير ألكسندر دوجين يتجاوز رئيس روسيا إلى يمين العالم المتطرف

الثلاثاء 23 أغسطس 2022 01:24 م

سلطت صحيفة "فايننشال تايمز"، الثلاثاء، الضوء على مدى تأثير المنظّر الأيديولوجي الروسي "ألكسندر دوجين"، الذي اتهمت السلطات الروسية المخابرات الأوكرانية باغتيال ابنته "داريا" (29 عاما) وهي تقود سيارتها في موسكو، نهاية الأسبوع الماضي.

ونشرت الصحيفة الأمريكية مقالا للكاتب "جدعون راتشمان"، ذكر فيه أن أغلب المراقبين يعتقدون أن الهجوم الذي استهدف "داريا" كانت يستهدف أبيها بالأساس، مؤكدا أن قرار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بغزو أوكرانيا كان ثمرة لأفكار "دوجين"، التي روجها منذ بداية العقد الأخير من القرن العشرين.

 ففي كتابه الصادر عام 1997 "أسس الجيوسياسية"، المقرر على طلاب أكاديمية الأركان المشتركة، ناقش المفكر الروسي أن "أوكرانيا كدولة، ليس لها معنى جيوسياسي"، وعندما سُئل عن تأثير أفكاره على "بوتين"، في محاضرة ألقاها عام 2018 بجامعة فودان في شنجهاي، كان رده خجلا، لكنه أشار إلى أنه يدعو لضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا منذ التسعينات من القرن الماضي، وقبل  فترة طويلة من حكم "بوتين".

ونوه المقال إلى أن "دوجين" تحول، في الصين وتركيا وإيران، إلى متحدث رسمي باسم من يريد القضاء على الهيمنة الأمريكية، ونسق في أوروبا والولايات المتحدة مع القوى اليمينية المتطرفة، وقدم نفسه كحليف لمن يريدون مواجهة العولمة.

وفي سلسلة محاضرات ألقاها بجامعة فودان، ناقش المفكر الروسي ضرورة تعاون الصين وروسيا معا لبناء "نظام عالمي متعدد الأقطاب" والقضاء على الهيمنة الأمريكية.

وفي لقاء بين وزيري خارجية روسيا والصين في أبريل/نيسان الماضي، ظهرت آثار تفكير "دوجين"، حيث أكد وزير الخارجية الروسي، "سيرجي لافروف" لنظيره الصيني "وانج يي"، أن البلدين "سيتحركان معا نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، عادل وديمقراطي".

وأشار "راتشمان" إلى تطرف أفكار "دوجين" مشيرا إلى أن رؤية المفكر الروسي تعتبر الدول القارية في أوراسيا والمتركزة في روسيا "معارضة وبشكل طبيعي لقوة بحرية تقودها الولايات المتحدة وقبل ذلك البريطانيين".

وسبق أن مدح "دوجين" المفكر النازي "كارل شميدت" لأنه "فهم وبشكل واضح طبيعة العدو الذي يواجه أوروبا وروسيا وآسيا، وأنه هو الولايات المتحدة وحليفتها الجزيرة، إنجلترا".

ونوه "راتشمان" إلى أن أفكار "دوجين" المعادية لليبرالية وجدت جمهورا في إيران، كان زائرا منتظما لها، لافتا إلى أن المفكر الروسي حظي بشعبية بين العناصر المتشددة الداعمة للنظام الإيراني.

كما لفت "راتشمان" إلى أن "دوجين" زار تركيا كثيرا، وحل ضيفا على حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأقام علاقة مشتركة مع القوى المعادية للغرب في الحكومة التركية.

وفي أوروبا، أقام "دوجين" والممول الرئيسي له، المصرفي "قنسطنين مالوفيف"، علاقات مع الأحزاب اليمينية المتطرفة، مثل حزب الحرية النمساوي، ورابطة الشمال الإيطالية والتجمع الوطني الفرنسي، محافظا على العلاقات من خلال المحاضرات والمؤتمرات واللقاءات في روسيا وأوروبا الغربية.

وحتى في الولايات المتحدة، وجد "دوجين" زملاء لأفكاره من أنصار اليمين المتطرف، بحسب المقال، الذي أورد أن "دوجين" عبر في الأيام الأولى لرئاسة "دونالد ترامب" عن تمنياته له بالتوفيق، وقال: "أدعمه من كل قلبي"، داعيا أنصار "ترامب" و"بوتين" إلى "الاتحاد معا ضد العدو المشترك.. دعاة العولمة" حسب تعبيره.

وفي السياق، ارتبط المتطرف الأمريكي "ريتشارد سبنسر"، الذي صُوّر بالفيديو وهو يصرخ "يحيا ترامب" ويطلق  ذراعه في الهواء على طريقة النازية، بـ"دوجين"، إذ ترجمت زوجته أعمال المفكر الروسي إلى الإنجليزية.

واتهمت المخابرات الروسية نظيرتها الأوكرانية بالوقوف وراء تكليف القاتلة، التي فرّت من روسيا، وقطعت الحدود إلى إستونيا، بعملية اغتيال ابنة "دوجين".

ونفت أوكرانيا أي علاقة بالهجوم، في وقت ارتفعت الأصوات داخل روسيا الداعية للانتقام من أوكرانيا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فلاديمير بوتين ألكسندر دوغين اليمين المتطرف

انفجار موسكو.. تفاصيل مقتل ابنة أليكسندر دوجين "عقل" بوتين (فيديو)