كشف "جاريد كوشنر"، صهر الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" عن تفاصيل رضوخ الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" لضغوط أمريكية من قبل إدارة "ترامب" بعد فوزه بالانتخابات واستعداده لتسلم السلطة من سلفه "باراك أوباما".

وفي كتابه "breaking History"، الذي يسرد مذكراته خلال عمله في البيت الأبيض، قال "كوشنر" إن الأمور بدأت عندما نما إلى علمهم بأن مصر تقود مساع داخل الأمم المتحدة للتنديد بالممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس والتي تتعلق بهدم بيوت والسيطرة على ممتلكات فلسطينية بأوامر قضائية مزعومة.

وكان البيان الذي صاغته تلك الدول، بقيادة القاهرة، يعتبر أن تلك الممارسات "غير شرعية وغير قانونية"، وحينها تحدثت تقارير مؤكدة عن اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته آنذاك "باراك أوباما" الامتناع عن التصويت على القرار داخل الأمم المتحدة، وهي الخطوة التي كانت تعني تخليا أمريكيا عن موقف واشنطن الراسخ برفض أي قرار يدين إسرائيل داخل المنظمة الدولية.

ويبدو أن إدارة "أوباما" كانت غاضبة من تصاعد الممارسات الإسرائيلية وأثرها السلبي على مسار إحياء عملية السلام مع الفلسطينيين.

وأوضح "كوشنر" أن السفير الإسرائيلي بواشنطن "رون ديرمر" هاتفه وطلب منه التدخل، بوصفه صهرا لـ"ترامب".

واعتبر "كوشنر" أن هذه الخطوة من إدارة "أوباما" ستهدد جهود واشنطن المستقبلية لتحقيق السلام من خلال إمالة المفاوضات تجاه الفلسطينيين وثنيهم عن التفاوض مباشرة مع الإسرائيليين.

وأشار "كوشنر" إلى أن "ترامب" تحرك بالفعل ضد هذه الخطوة، رغم أنه من النادر أن يعلق الرئيس المنتخب على سياسة الرئيس المنتهية ولايته، لكن "ترامب" كسر البروتوكول من أجل إسرائيل وأصدر بيانا وعممه على مواقع التواصل، وقال فيه: "لن يتحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين وليس من خلال فرض شروط من قبل الأمم المتحدة. هذا يضع إسرائيل في موقف تفاوض سيئ للغاية وهو غير عادل للغاية لجميع الإسرائيليين".

وأضاف "كوشنر": "في اليوم التالي، اتصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإبلاغنا أن فريقه لم يكن يعمل تحت إشرافه وأن مصر ستلغي القرار".

وعلق "كوشنر" على الأمر قائلا، في كتابه: "للحظة، بدا الأمر كأننا نجحنا وكان لنا تأثير بالفعل".