استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخصام المصري الإسرائيلي: زبد يذهب جفاء؟

الأحد 28 أغسطس 2022 05:05 ص

الخصام المصري الإسرائيلي: زبد يذهب جفاء؟

تفاصيل الخصام وسواها من ملفات مشابهة أقرب إلى زبد يذهب جفاء في عباب محيط من العلاقات الوطيدة بين نظام السيسي ودولة الاحتلال!

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنّ طائرات مقاتلة إسرائيلية نفذت أكثر من 100 ضربة جوية في شمال سيناء بين أعوام 2015 و2018.

في علاقات نظام السيسي الراهنة مع إسرائيل تفاصيل تدور حول التعاون العسكري والأمني بالمناطق الشمالية الشرقية من سيناء لمواجهة تنظيم ولاية سيناء.

ما يُشاع من خصام بين نظام السيسي وإسرائيل يبدو أقرب إلى "حرد" مؤقت يمزج العتاب بالحرج جراء عدم الوفاء إسرائيل بتعهدات مصر كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة.

استطلاع رأي في 2020 أشار لمعارضة 85% من المصريين الاعتراف بإسرائيل وأكثر من 75% يعتبرون قضية فلسطين تخصّ العرب أجمعين وليس الفلسطينيين وحدهم. وهذا ما يمكث في الأرض.

*   *   *

يعود بناء كنيس النبي إلياهو في الإسكندرية إلى سنة 1325، ولهذا فهو بين معابد اليهود الأقدم في المنطقة؛ فضلاً عن احتوائه على مكتبة زاخرة بالمخطوطات والمؤلفات النادرة.

مفارقة أولى تكتنف الكنيس شاءت أن يكون بونابرت هو الذي أمر بقصفه خلال الحملة الفرنسية في مصر.

وشاءت مفارقة ثانية أن تتولى أسرة محمد علي باشا إعادة ترميمه سنة 1850.

وأما المفارقة الثالثة فتعود إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وجّه بمزيد من أعمال الصيانة لهذا الكنيس وسواه الكثير من المعابد المصرية في مواقع مصرية مختلفة.

هذا تفصيل ليس أقلّ مغزى، في رصد علاقات نظام السيسي الراهنة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، من تفاصيل أكثر وضوحاً وإثارة للاهتمام؛ عناوينها تدور حول التعاون العسكري والأمني في المناطق الشمالية الشرقية من شبه جزيرة سيناء لمواجهة تنظيم ولاية سيناء، وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قد نقلت أنّ طائرات مقاتلة إسرائيلية نفذت أكثر من 100 ضربة جوية بين أعوام 2015 و2018.

أو في ميدان الغاز الطبيعي، سواء عبر أنبوب مارّ بسيناء إلى منشآت إسالة الغاز في مصر، أو لتصدير كميات كبيرة منه إلى أوروبا، وكانت زيارة وزير الطاقة المصري إلى دولة الاحتلال في شباط (فبراير) 2021 مناسبة لتوثيق هذا التعاون الواسع.

ولن يطول الوقت حتى رأى النور «منتدى غاز شرق المتوسط» الذي جمع مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي مع إيطاليا واليونان وقبرص والأردن، وأُضيفت السلطة الوطنية الفلسطينية من باب رفع العتب.

قطاع العلاقة السياسية/ الأمنية الذي اتخذ تسمية "الوساطة المصرية" بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس كان، في المحتوى الفعلي الذي لا تخطئه بصيرة، صيغة تعاون مشترك لاحتواء الحركة التي تحكم قطاع غزّة منذ 2007، من جهة أولى؛ وإبقاء تعبيرات المقاومة، ما يُراد بها من حقّ أو باطل، تحت ضوابط مصرية وإسرائيلية محكمة، متبادلَة المصالح، من جهة ثانية؛ واستغلال الخلافات الفلسطينية عموماً، وبين فتح وحماس خاصة، من جهة ثالثة. ولقد توفرت أيضاً جهات أخرى رابعة وخامسة وسادسة… ليست، هنا أيضاً، أقلّ مغزى وإنْ كانت أصداؤها أقلّ إثارة للضجيج والعجيج.

وعلى خلفيات مثل هذه، فإنّ ما يُشاع اليوم من خصام بين نظام السيسي ودولة الاحتلال الإسرائيلي يبدو أقرب إلى «حرد» مؤقت يمزج العتاب بالحرج جراء الإحجام الإسرائيلي عن الوفاء بتعهدات سارعت مصر إلى إعلانها كجزء من صفقة وقف إطلاق النار الأخيرة في غزّة؛ سواء ما اتصل بالأسيرين بسام السعدي وخليل العواودة، أو ما أدرجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تحت بند «الشدّ والجذب بين الأصدقاء»، أو حتى تلكؤ الاحتلال عن موافاة القاهرة بتفاصيل ما تكشّف عن قبر جماعي لجنود مصريين قُتلوا قرب دير اللطرون في ظاهر مدينة القدس خلال حرب 1967.

هذه، وسواها من ملفات مشابهة، أقرب إلى زبد يذهب جفاء في محيط عباب من العلاقات الوطيدة بين نظام السيسي ودولة الاحتلال، وليس أقرب الأدلة أنّ تبديد الضباب الذي اكتنف الأجواء مؤخراً لم يتطلب أكثر من زيارة يتيمة قام بها مدير استخبارات «شين بيت» الإسرائيلية للاجتماع مع زميله المصري عباس كامل؛ وإذا كان إعلام السيسي قد عتّم على أنباء هذه الزيارة، لأسباب لا تخفى، فإنّ الصحافة الإسرائيلية تولّت تسليط الأضواء عليها… لأسباب لا تخفى، هنا أيضاً !

يبقى العنصر الأهمّ في مجمل معادلات هذه الحال أنّ استطلاع رأي يعود إلى سنة 2020، أجراه «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» في الدوحة، أشار إلى معارضة 85% من المصريين الاعتراف بدولة الاحتلال؛ وأكثر من 75% يعتبرون أنّ قضية فلسطين تخصّ العرب أجمعين وليس الفلسطينيين وحدهم. وهذا، أغلب الظنّ، ما يمكث في الأرض.

* صبحي حديدي كاتب سوري مقيم في باريس

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الخصام المصري الإسرائيلي مصر إسرائيل فلسطين نظام السيسي التعاون العسكري والأمني سيناء تنظيم ولاية سيناء الوساطة المصرية وقف إطلاق النار

غضب بمصر بعد زيارة سفيرة إسرائيل مقهى تاريخيا بذكرى وفاة نجيب محفوظ (صور)