الصين... أكتوبر موعداً لمؤتمر الحزب الشيوعي و"تتويج" شي

الأربعاء 31 أغسطس 2022 04:01 م

الصين... أكتوبر موعداً لمؤتمر الحزب الشيوعي و"تتويج" شي

تحت حكم شي، أصبحت الصين، أكثر حضوراً على الساحة الدولية كقائدة لدول العالم النامية.

عزّز شي جن بنغ (69 عاماً) سلطته منذ أن أصبح السكرتير العام للحزب قبل عقد من الزمن.

"بعدما وضع الأوفياء له في مراكز قوة داخل مؤتمر الحزب، فإنه سيكون لشي تفويض أوسع للدفع بأي أجندة يريدها".

هناك إشارات قليلة حول تحضير المجتمع الصيني لأي رد فعل غربي على أي غزو محتمل، مثل فرض عقوبات غربية قاسية.

بعد المؤتمر ستكون الصين محل مراقبة لمعرفة السياسات التي ستعتمدها لإصلاح الاقتصاد، كتخفيف قيود كوفيد وكيفية تأقلم الصين مع علاقات متراجعة مع الغرب.

*   *   *

أعلنت لجنة المكتب السياسي الدائم للحزب الشيوعي الصيني، أمس الثلاثاء، تاريخ 16 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، موعداً لبدء انعقاد مؤتمر الحزب العام الذي يجرى كل خمس سنوات، والذي يتوقع فيه التمديد لشي جين بينغ، رئيساً للبلاد، لولاية ثالثة، وتثبيت نفسه كأقوى زعيم للصين، بعد ماو تسي تونغ، مؤسس جمهورية الصين الشعبية (حكم من 1949 حتى 1976).

وأعلنت لجنة المكتب السياسي، والتي تعد أقوى كيان في الحزب، 16 أكتوبر موعداً لبدء انعقاد المؤتمر، والذي يستمر عادة لنحو أسبوع، ويجرى بشكل كبير خلف أبواب مغلقة، في "قاعة الشعب الكبرى" الحكومية في بكين، على الجانب الغربي من ساحة تيانآنمين.

وعزّز شي (69 عاماً) سلطته منذ أن أصبح السكرتير العام للحزب قبل عقد من الزمن، من خلال التخلص من أي جناح معارض لحكمه. ومن المتوقع أن يمارس سيطرة تامة على التعيينات الأساسية وتوجهات السياسة العامة للحزب خلال المؤتمر الذي يرى فيه الكثير من المتابعين لصناعة السياسة في الصين تتويجاً لشي.

ورغم الرياح المعاكسة التي واجهت طريقه إلى ولاية ثالثة، من الاقتصاد المتباطئ إلى جائحة كوفيد-19 إلى احتجاجات نادرة، وصولاً إلى التوترات المتصاعدة مع الغرب والتوتر الأخير مع تايوان، فإن شي يتجه إلى تأمين تفويض باستمرار رئاسته، ولمواصلة رؤيته الضخمة لـ"تجديد الأمة الصينية" لسنوات مقبلة.

تعزيز دور الحزب الشيوعي في كل شيء

ومنذ توليه السلطة (في عام 2013)، عمل شي، وهو ابن ثوري شيوعي، على تقوية الحزب، ودور الحزب الشيوعي الصيني في المجتمع. كما أطاح أي محاولة للاعتراض والتمرد.

وتحت حكم شي، أصبحت الصين أكثر حضوراً على الساحة الدولية كقائدة لدول العالم النامية، وكبديل للنظام العالم الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

وقال ستيف تسانغ، وهو مدير معهد الصين في جامعة لندن، في حديث لوكالة "رويترز"، إنّ شي "سيتبع مقاربة بالسياسة العامة، بمركزية أكثر للصين، خصوصاً بما يتعلق بالسياسة الخارجية". وأضاف: "سيعزّز الرئيس الصيني أهمية الحزب في قيادة كل شيء في الصين، وسيتبع الحزب زعيمه بشكل كامل".

شي جن بنغ والتمهيد لولاية ثالثة

وكان شي قد مهّد لولاية ثالثة له، تمتد أيضاً لخمس سنوات، وربما أكثر، حين ألغى في عام 2018 حدود الرئاسة بولايتين، وهو ما سيجرى التأكيد عليه خلال المؤتمر البرلماني (مجلس الشعب الصيني) في مارس/ آذار المقبل.

واليوم الأربعاء، نشر موقع الحزب الرسمي رسماً بيانياً، حول رؤية شي، بما فيها أحد تصريحاته الشهيرة: "الحزب، الحكومة، الشعب، التعليم، الشرق، الغرب، الجنوب، الشمال، الوسط، الحزب يقود كل شيء".

وبعد يوم من انتهاء مؤتمر الحزب الـ20 في أكتوبر المقبل، يتوقع أيضاً أن يتسلم شي مرة أخرى منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس اللجنة المركزية العسكرية.

ومع غياب متوقع لأي تغييرات على صعيد التوجهات السياسية العامة، فإن أبرز مخرجات المؤتمر (عدا التمديد لشي)، ستتمحور حول من سينضم إلى شي في لجنة البوليتبورو، ومن سيخلف رئيس الوزراء لي كيغيانغ، والذي من المقرر أن يتقاعد في مارس المقبل.

ومن الأسماء المطروحة لخلافة رئيس الوزراء الحالي، وهو منصب يهتم خصوصاً بإدارة الاقتصاد، وانغ يانغ (67 عاماً)، الذي يقود حالياً لجنة استشارية سياسية، وهو شونهوا (59 عاماً)، نائب رئيس الوزراء حالياً. والرجلان شغلا في وقت سابق رئاسة الحزب في مقاطعة غواندونغ. وهناك أيضاً شين مينر (61 عاماً)، الذي يرأس الحزب في مدينة تشونغتشينغ.

كما أن تركيبة لجنة البوليتبورو المقبلة ستكون محل اهتمام. وتضم اللجنة حالياً 7 أعضاء، مع اثنين منهما بلغا سن التقاعد.

ورأى ألفرد وو، وهو أستاذ مساعد في معهد لي كوان يو للسياسات العامة في الجامعة الوطنية في سنغافورة، في حديث لـ"رويترز"، إنه "بعدما وضع الأوفياء له في مراكز قوة داخل مؤتمر الحزب، فإنه سيكون لشي تفويض أوسع للدفع بأي أجندة يريدها".

وعندما ينتهي المؤتمر ستكون الصين محل مراقبة، لمعرفة السياسات التي ستعتمدها لإصلاح الاقتصاد المتعثر، والتي من شأنها تخفيف قيود كوفيد التي تفرضها بكين. كما سينظر المراقبون إلى كيفية تأقلم الصين مع علاقات مستمرة في التراجع مع الغرب.

وفي هذا الإطار، تعتقد قلة من المراقبين بأن الصين ستتحرك عسكرياً في أي وقت قريب، لغزو تايوان، وهناك إشارات قليلة حول تحضير المجتمع الصيني لأي رد فعل غربي على أي غزو محتمل، مثل فرض عقوبات غربية قاسية. لكن، بالنسبة لشي، فإن إنهاء المسألة التايوانية سيؤمن له موقعاً دائماً في تاريخ الصين إلى جانب ماو.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

الصين شي جن بنغ الحزب الشيوعي الصيني مؤتمر الحزب العام الغرب تايوان كوفيد الاقتصاد

الصين تضمن معارضة استقلال تايوان في الدستور وتمدد لـ"شي" بمؤتمر الشيوعي