استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أميركا ولعبة المصالح في السودان

الخميس 1 سبتمبر 2022 12:52 م

أميركا ولعبة المصالح في السودان

ربما تندفع أميركا أكثر نحو التطبيع مع انقلاب أكتوبر 2021 خاصة أن حلبة المنافسة على النفوذ في السودان تشمل لاعبين كثرا، دوليين وإقليميين.

تبقي معارضة أميركا لانقلاب البرهان، أكتوبر 2021، على مستوى خطاب سياسي يرضي الرأي العام لكن جماعات الضغط وخاصة إسرائيل لها شأن آخر!

دعمت أميركا الثورة السودانية وعارضت انقلاب 25 أكتوبر الماضي، وهددت بإجراءات قوية ضد الفاعلين فيه، ولا تزال تطالب بعودة المسار الديمقراطي في البلاد.

أرسلت أميركا أخيرا جون غودفري سفيرا في الخرطوم بعد أكثر من 25 عاماً من غياب سفيرها، ما أثار تساؤلات عن مصداقية وجدية معارضتها لانقلاب البرهان!

بمقارنة تاريخية لموقفها من انقلابي 1989 و2021، يبدو أن واشنطن ستكرر تجربتها في السودان بالتظاهر بمعارضة حكم العسكر بينما تغلّب مصالحها وتتماهى مع الواقع.

*   *   *

في مطلع تسعينيات القرن الماضي، سحبت أميركا سفيرها في الخرطوم، لتدهور علاقتها مع نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، لأنه أولاً جاء عبر انقلاب عسكري، ولاستضافته مجموعات مصنّفة لدى واشنطن كمجموعات إرهابية، ومعاداته الواضحة للسياسات الأميركية في المنطقة، وغيرها من الأسباب.

لم تكتف الإدارة الأميركية حينها بتقليص مستوى التمثيل، وإبقائه على مستوى قائم بأعمال السفارة في الخرطوم، بل أصدرت معه مجموعة من القرارات والعقوبات، أهمها تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب في 1993، وفرض عقوبات اقتصادية عليه في 1997، ومحاصرته إقليمياً ودولياً، ودعم المجموعات السياسية والعسكرية المعارضة له.

رغم تلك المواقف الظاهرية، إلا أن الولايات المتحدة أبقت تحت الطاولة جسور تواصل قوية مع نظام البشير، تحديداً على المستويات الأمنية والاستخبارية. وتكشّف ذلك أكثر بعد حادثة 11 سبتمبر/أيلول 2001، إذ قدمت الخرطوم ما يكفي من معلومات للقضاء على "تنظيم القاعدة"، وذلك بحسب شهادات الأميركيين أنفسهم، وتعاونت أمنياً أيضاً على مستوى المنطقة العربية والقرن الأفريقي.

على المستوى السياسي، تعاطت الخرطوم وواشنطن بكل سهولة ويسر فيما يتعلق بإنجاز اتفاق السلام في جنوب السودان في 2005، والذي انتهى في 2011 بفصل جنوب السودان. تلا ذلك المزيد من خطوات التقارب، وصل إلى نقطة رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان بنهاية 2017.

لاحقاً، دعمت الولايات المتحدة الثورة السودانية، وعارضت انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهددت باتخاذ إجراءات قوية ضد الفاعلين فيه، ولا تزال تطالب بعودة المسار الديمقراطي في البلاد.

وفي خضمّ معارضتها تلك، أرسلت، في الأيام الماضية، جون غودفري ليتولى منصب السفير في الخرطوم، بعد أكثر من 25 عاماً من غياب التمثيل بدرجة سفير، ما ترك تساؤلات عن مصداقية وجدية معارضتها لانقلاب قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان.

وبمقارنة تاريخية لموقف الولايات المتحدة من انقلاب 1989 وانقلاب 2021، يبدو أن واشنطن ستكرر تجربتها في السودان، وذلك من خلال التظاهر بمعارضة حكم العسكر وفي نفس الوقت تغلّب مصالحها وتتماهى مع الواقع، وتبقي معارضتها على مستوى الخطاب السياسي المرضي للرأي العام الأميركي وجماعات الضغط.

وربما تندفع أكثر في ذلك الاتجاه، خصوصاً أن حلبة المنافسة على النفوذ في السودان تشمل لاعبين كثرا، دوليين وإقليميين.

لكن الاستراتيجية الأميركية لن تكون ذات تأثير كبير هذه المرة، لأن الحراك الثوري الداخلي ضد الانقلاب أكثر تأثيراً من العوامل الخارجية.

* عبد الحميد عوض كاتب صحفي سوداني

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان احتجاجات السودان أميركا انقلاب البرهان تنظيم القاعدة المصالح حكم العسكر نظام البشير المستويات الأمنية والاستخبارية