باحث أمريكي: لهذه الأسباب يعيش العالم أخطر لحظاته منذ الحرب العالمية

الخميس 8 سبتمبر 2022 05:45 م

حذر "ريتشارد هاس"، مدير تخطيط السياسات السابق في الخارجية الأمريكية من تضافر عوامل عدة، تجعل العالم يعيش حاليا أكثر لحظاته خطورة منذ الحرب العالمية الثانية.

ويشغل "هاس"، حاليا منصب رئيس مجلس العلاقات الخارجية (مركز أبحاث يُعنى بالسياسة الخارجية الأمريكية والشؤون الدولية).

وقال "هاس" إن تزايد احتمالات نشوب حروب بين القوى الكبرى في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، وتعاظم قدرات إيران على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، كلها عوامل اجتمعت لتصنع أكثر اللحظات حساسية وخطورة في العالم، بحسب مقال نشرته له مجلة "فورين أفيرز".

ويرى الدبلوماسي والباحث الأمريكي البارز أن هذه العوامل قوضت من قدرة القوى الكبرى والدول العظمي على مجابهة التحديات الأخرى، مثل تغير المناخ وتفشي الأوبئة وانتشار الأسلحة النووية.

واعتبر أن العالم شهد عودة بعض "أسوأ مظاهر الجغرافيا السياسية" التي تتجلى في تنافس القوى العظمى، والطموحات الاستعمارية، والصراعات حول الموارد.

وما زاد الطين بلة، من وجهة نظر الكاتب، هو أن الولايات المتحدة تعيش لحظة ضعف داخلية تجعلها غير قادرة على مواجهة هذه العوامل، مشيرا إلى أن أمريكا "ممزقة داخليا الآن".

وقال إن الصين انحازت إلى روسيا في الأزمة الأوكرانية، بعد أن كانت منضوية هي وروسيا في تحالف نشأ إبان حرب الخليج الثانية 1990، تحت قيادة الولايات المتحدة، في حين رفضت العديد من الدول الالتزام بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو.

ويعتبر "هاس" أن الولايات المتحدة أهدرت الكثير من إرثها في حقبة ما بعد الحرب الباردة، وأخفقت في ترجمة تفوقها إلى نظام "راسخ". ويتجلى ذلك على نحو خاص عندما يتعلق الأمر بروسيا.

وينتقد الكاتب روسيا ويصفها بأنها "مشكلة حادة" على المدى القريب للولايات المتحدة، وعلى النقيض تشكل الصين تحديا أشد خطورة على المديين المتوسط والبعيد.

وبينما تعاني روسيا من تضخم للذات لدى "بوتين"، والصين من مشكلات في بنيتها الاقتصادية التي شكلت أساسا لقوتها العالمية، يرى "هاس" أن التغيرات الأكثر إثارة للقلق هي تلك التي تحدث حاليا داخل الولايات المتحدة نفسها.

ويشرح وجهة نظره قائلا إن الدولة الأمريكية ما تزال تحتفظ بمكامن قوتها العديدة، إلا أن بعض مزاياها المتمثلة في سيادة حكم القانون، والانتقال المنظم للسلطة، القدرة على استقطاب المهاجرين الموهوبين، تحوم حولها الآن الشكوك أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف أن مشاكل كالعنف المسلح، والجريمة في المناطق الحضرية، وتعاطي المخدرات، والهجرة غير الشرعية باتت أكثر وضوحا.

ونتيجة لذلك، أصبح النموذج السياسي الأمريكي أقل جاذبية، وساهم تراجع الديمقراطية في الولايات المتحدة بدوره في تراجعها في أماكن أخرى.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تحديات العالم الحرب العالمية القوى العظمى ضعف الولايات المتحدة