هل تؤثر نتيجة المحادثات النووية على المناوشات الإيرانية الأمريكية في سوريا؟

الجمعة 9 سبتمبر 2022 10:30 ص

تشير الجولة الأخيرة من المناوشات الإيرانية الأمريكية في سوريا إلى أن التوترات الثنائية ستظل باقية بغض النظر عن الاتفاقية النووية المحتملة، وأن المزيد من مثل هذه النزاعات يمكن أن تهدد في النهاية الدعم السياسي الأمريكي لنشر القوات في سوريا.

وأوردت تقارير أن القوات المدعومة من إيران أطلقت طائرة مسيرة في 15 أغسطس/آب على القاعدة العسكرية الأمريكية في التنف السورية، وفي نفس اليوم وقع هجوم صاروخي ضد القوات الأمريكية في شمال شرق البلاد.

وردا على ذلك، ضربت الولايات المتحدة أهدافًا مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني على الحدود السورية العراقية في 23 أغسطس/آب. وواصلت إيران المناوشات وردت في 24 أغسطس/آب بمزيد من الهجمات على القوات الأمريكية وجرحت 3 جنود على الأقل، فيما ردت واشنطن مرة أخرى بهجوم بالمروحيات والمدفعية، وبحسب ما ورد قتلت العديد من المسلحين.

المناوشات مستمرة

لن تحل المحادثات النووية المستمرة الصراع بين الاستراتيجية الأمريكية والإيرانية في سوريا، مما ينذر بمزيد من الاشتباكات المستقبلية وربما أكبر في النطاق والمدة.

لا تغطي المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران قضايا المنافسة الجيوسياسية الأخرى بينهما، مثل دعم إيران لشبكة الوكلاء وتطويرها ونشرها للصواريخ الباليستية ونشر الولايات المتحدة لقوات في جميع أنحاء المنطقة.

لذلك، حتى لو أبرمت إيران والولايات المتحدة اتفاقية نووية (وهو أمر غير مؤكد)، فستظل إيران تركز على محاولة تقويض موقف واشنطن في سوريا.

وفي الوقت نفسه، لا تخطط الولايات المتحدة حاليًا للانسحاب من سوريا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يزال تهديدا محتملا في العراق وسوريا ويمكن أن يعيد التنظيم نشاطه إذا ضعفت عمليات مكافحة الإرهاب الإقليمية أو الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

وبالإضافة إلى ذلك، تشير الجولة الأخيرة من الاشتباكات المستمرة بين إيران والولايات المتحدة في سوريا إلى أن كلا الجانبين على استعداد لتصعيد صراع الوكالة؛ لأن ذلك سيمكنهم من البقاء مؤثرين دبلوماسيًا في قضايا مثل البرنامج النووي الإيراني. لكن هذه النزاعات بالوكالة تهدد باشتباكات أكبر بين الجانبين في سوريا والعراق.

سحب القوات الأمريكية محتمل

تهدد الاشتباكات المستقبلية بين الولايات المتحدة وإيران الدعم السياسي الأمريكي لمهمة مكافحة الإرهاب هناك، خاصة إذا كانت هناك خسائر أمريكية.

وفي الوقت الحالي، لا تعد سوريا على الأجندة الأمريكية بسبب انشغالها بالتحديات الجيوسياسية الأكبر، مثل الغزو الروسي لأوكرانيا وتهديدات الصين ضد تايوان، لكن ذلك قد يتغير مع استمرار المضايقات الإيرانية خاصة إذا أدت إلى سقوط ضحايا أمريكيين.

بالإضافة إلى ذلك، أصبح العديد من المسؤولين السابقين الذين عملوا في سوريا على مر السنين ينتقدون استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا، حيث وصفها السفير الأمريكي السابق في سوريا "روبرت فورد" بأنها تشبه تجربة الولايات المتحدة في فيتنام.

ونظرًا لأن الحرب الأهلية السورية أبعد ما تكون عن الحل، فمن المرجح أن ينمو التصور بأن الولايات المتحدة عالقة في مستنقع، ومن المحتمل أن يؤدي التدقيق العام في الحرب إلى سحب القوات من سوريا في نهاية المطاف.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاتفاقية النووية الولايات المتحدة إيران سوريا الدولة الاسلامية التنف الأكراد الحرس الثوري الاتفاق النووي العلاقات الإيرانية الأمريكية

المناوشات الأمريكية الإيرانية.. قصة النزاع حول مناطق النفوذ في سوريا

البيت الأبيض: أمريكا لا تسعى لصراع مع إيران

واشنطن بوست: إيران تخطط لتصعيد هجماتها ضد القوات الأمريكية في سوريا