الكوليرا يتفشى في سوريا.. هل تتحول إلى بؤرة إقليمية؟

الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 05:02 م

يتزايد القلق إقليميا ودوليا من احتمالية تحول سوريا إلى بؤرة لتفشي وباء الكوليرا، بعد تسجيل تزايد بعدد الإصابات في مختلف أنحاء البلاد، وسط واقع صحي متردٍ للسوريين أفرزته الحرب وتداعي البنية التحتية.

وفي وقت أعلنت "الإدارة الذاتية" الكردية في شمال وشرق سوريا، السبت الماضي، تسجيل 3 وفيات، وأن "الكوليرا" يتفشى في محافظتي الرقة ودير الزور، أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، الإثنين، عن تسجيل 20 إصابة في مدينة حلب، و4 في اللاذقية، و2 في دمشق، بينما بلغ عدد الوفيات اثنتين؛ إثر "تأخر طلب المشورة الطبية، ووجود أمراض مزمنة مرافقة".

ورغم عدم تسجيل إصابات حتى الآن في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي وإدلب، فإن السلطات الصحية رفعت الاستعدادات هناك.

ويظهر "الكوليرا" عادة في مناطق سكنية تعاني شحا في مياه الشرب، أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي، وغالبا ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الاصابة بإسهال وتقيؤ.

وبعد نزاع مستمر منذ 11 عاما، تشهد سوريا أزمة مياه حادة، على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وهو ما أشار إليه رئيس البعثة الأوروبية، "دان ستوينيسكو"، صباح الثلاثاء، بقوله عبر "تويتر": "لقد دمّر الصراع ثلثيْ محطات معالجة المياه ونصفَ محطات الضخّ وثلث خزانات المياه؛ مما سبّب حاليا نقصا في شبكات مياه الصرف الصحي الملائمة أو مياه الشرب".

وأضاف أن "إتاحة الحصول على مياه شرب آمنة والصرف الصحي من حقوق الإنسان المعترف بها دوليا"، وأنه "ثمة حاجة حقيقية إلى احتواء هذا التفشي (الكوليرا) قبل أن يزداد انتشارا ويصيبَ عددا أكبر من الأشخاص في سوريا و المنطقة".

بدوره، أعرب المنشق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، "عمران رضا"، عن قلقه الشديد إزاء تفشي الكوليرا المستمر في سوريا، موضحا أن التقييمات الأولية السريعة تشير إلى أن "مصدر العدوى يُعتقد أنه مرتبط بشرب الأشخاص مياه غير آمنة من نهر الفرات، واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل".

ووفق المسؤول الأممي، فقد تم "تكثيف مراقبة الإنذار المبكر في المناطق التي تم الإبلاغ عن تفشي المرض فيها وفي مناطق أخرى شديدة الخطورة، بما في ذلك بالمخيمات التي تستضيف الأشخاص المشردين داخليا".

وسلم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أربعة آلاف اختبار تشخيصي سريع لدعم عمل فرق الاستجابة السريعة المنتشرة للتحقيق في الحالات المشتبه فيها، كما أوصل السوائل الوريدية وأملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم إلى المرافق الصحية حيث يتم قبول المرضى المؤكدين.

وتوضح التقارير الصادرة عن "هيئة الصحة" في "الإدارة الذاتية" الكردية شمال وشرق سوريا، أن الإصابات التي تم الكشف عنها تتركز في محافظة الرقة والريف الغربي لمحافظة دير الزور.

وتشير إحصائيات "منظمة الصحة العالمية" إلى أن التفشي يتركز على ضفاف الفرات في الرقة ودير الزور، قائلة إن "هناك حالات اشتباه كثيرة، والسبب تلوث المياه والغذاء".

وينقل موقع "الحرة" عن الرئيس المشارك لـ"الهلال الأحمر الكردي"، "حسن أمين"، قوله إنه مع "انقطاع نهر الفرات تحولت أجزاء كثيرة منه إلى مستنقعات، فيما تتجه الناس للشرب منها".

ورغم وجود محطات تحلية وتصفية على طول النهر، إلا أن تقارير إعلامية كانت قد تحدثت أن قسم كبير منها توقف، بسبب انخفاض منسوبه.

علاوة على ذلك، هناك أسباب أخرى للتلوث الحاصل، وتتعلق بسقاية الخضراوات من مياه الصرف الصحي، ويتابع "أمين": "نهر جقجق في القامشلي تحول كله إلى تجمع للقمامة والصرف الصحي".

وقد اتخذت السلطات الصحية في مناطق شمال وغربي سوريا، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة سلسلة من الإجراءات، من أجل التعامل مع أي حالة قد تسجل في الأيام المقبلة. 

وتسود مخاوف من إمكانية وصول المرض إلى المخيمات المكتظة بالنازحين بمناطق المعارضة بالشمال والغرب السوري.

وفي مناطق سيطرة النظام السوري لا يختلف الوضع كثيرا عن مناطق شمال وشرق سوريا الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية"، إذ أعلنت وزارة الصحة السورية تسجيل عشرات الإصابات، جميعها في مدينة حلب.

وقالت الوزارة في بيان، الثلاثاء، إنها "ستقوم بإصدار تحديث عن الوضع الوبائي حول مرض الكوليرا كل 48 ساعة، لتسهيل الحصول على المعلومة من مصدرها المؤكد والحصري".

ووفق بياناتها، فقد تم تسجيل 26 إصابة حتى الآن، بينما يستمر العمل على "اتخاذ الإجراءات المناسبة لتطويق المرض"، وأن "العلاج متوفر بكافة أشكاله وتم تعزيز وتزويد المشافي بمخزون إضافي؛ تحسبا لأي زيادة في أعداد الحالات المحدودة حتى الآن".

لكن أخصائي الأمراض الداخلية المقيم في حلب، الدكتور "إليان مسعد" قال في مداخلة إذاعية، إن عدد الحالات المصابة بالكوليرا في حلب إلى 50 حالة حتى يوم الإثنين، معتبرا أن "ما أعلنت عنه وزارة الصحة السورية من أرقام هو ما تم إعلامها به".

ويصيب المرض سنويا بين 1.3 مليون و4 ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة بين 21 ألفا و143 ألف شخص، حسب تقارير منظمة "الصحة العالمية".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الكوليرا الكوليرا في سوريا تفشي أوبئة تلوث المياه

بسبب الكوليرا.. الكويت تمنع دخول الأغذية مع القادمين من 3 دول عربية

رغم تفشي الكوليرا.. لبنانيون لا يملكون خيارا سوى شرب المياه الملوثة

نقص المياه النقية الصالحة للشرب يتسبب في تفاقم تفشي الكوليرا بسوريا

سوريا.. سوء التغذية يتجاوز 150% والأطفال أول الضحايا

رسميا.. الجمارك الكويتية تمنع دخول الأغذية من 3 دول عربية

تحذيرات من ازدياد تفشي الكوليرا جراء الزلزال في سوريا