استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سلفادور أليندي

الأربعاء 14 سبتمبر 2022 02:29 م

سلفادور أليندي

حلم أوغستو بيونشيه بحكم البلاد إلى الأبد، وفي عام 1980 أقر دستورا جديدا لا يسمح إلا بمرشح رئاسي واحد والاستفتاء عليه.

لم يتورع أوغستو بينوشيه عن عمل أي شيء لتثبيت أركان حكمه العسكري، فقتل واعتقل وعذب وأخفى قسريا وشرد عشرات الآلاف.

لعبت أجهزة استخبارات أمريكا دورا في إحداث بلابل وقلاقل ضد الرئيس أليندي وحصاره اقتصاديا ومولت إضرابات لسائقي الشاحنات لشل النشاط التجاري.

رفض البرلمان دستورا جديدا يتيح لبينوشيه حكم البلاد طوال حياته كان القاصمة (غيره أشطر فهو يعدل الدستور كلما اقتربت نهاية فترته ليمدها مرة أخرى).

دبر قائد الجيش أوغستو بينوشيه انقلابا عسكريا وحاصر القصر الرئاسي بالدبابات وقصفه بالطائرات وطلب من أليندي الاستسلام لكنه رفض التخلي عن حقه الشرعي والدستوري وسقط قتيلا.

*   *   *

في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 1973 وقع انقلاب عسكري دموي في تشيلي، إحدى دول أمريكا اللاتينية.

في ذلك الوقت كان على رأس الدولة سلفادور أليندي الذي تم انتخابه قبل ذلك بثلاث سنوات، في بلد مارس الديمقراطية وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع منذ 1932.

توجهات أليندي اليسارية، وتأميمه لصناعة النحاس، واقترابه من رئيس وزراء كوبا آنذاك فيدل كاسترو، جعله في مرمى ما يسمى "العالم الحر" أو "العالم الديمقراطي" الذي تتزعمه الولايات المتحدة، ولم يشفع له أنه جاء بانتخابات حرة ونزيهة.

لعبت أمريكا عبر أجهزتها الاستخبارية دورا في إحداث بلابل وقلاقل ضد الرئيس أليندي، وساهمت في حصاره اقتصاديا، ومولت إضرابات لسائقي الشاحنات لشل النشاط التجاري.

مطلع 1973 تقدمت المعارضة في الانتخابات، لكنها لم تحصل على الأغلبية لإزاحة أليندي، ومع تصاعد الإضرابات والمظاهرات المنددة بالغلاء، دفع البرلمان إلى الطلب من الجيش التدخل لتفادي انهيار الدولة، ما رد عليه أليندي بتعيين عسكريين في حكومته، وكذلك تعيين الجنرال أوغستو بينوشيه قائدا للجيش لتحصين نفسه.

لكن المفارقة كانت أن تلك الإجراءات والتقرب من العسكر كانت هي القاصمة له، حيث دبر قائد الجيش بينوشيه انقلابا عسكريا، وحاصر القصر الرئاسي بالدبابات وقصفه بالطائرات، وطلب من أليندي الاستسلام، لكنه رفض التخلي عن حقه الشرعي والدستوري ليسقط قتيلا.

فور ذلك أعلن بينوشيه عن قيام مجلس عسكري لإدارة البلاد وتعليق الدستور، واعترفت واشنطن فورا بالمجلس ودعمته.

لم يتورع أوغستو بينوشيه عن عمل أي شيء لتثبيت أركان حكمه العسكري، فقتل واعتقل وعذب وأخفى قسريا وشرد عشرات الآلاف، كما تعاون مع الولايات المتحدة وعملائها في المنطقة، وعمل على خدمة مصالحها، ورغم أنه كان دكتاتورا، إلا أنه يبدو أنه كان "دكتاتورا مفضلا" لدى البيت الأبيض!

حلم أوغستو بيونشيه بحكم البلاد إلى الأبد، وفي عام 1980 أقر دستورا جديدا لا يسمح إلا بمرشح رئاسي واحد والاستفتاء عليه، لكن محاولته التالية في عام 1988 حين رفض البرلمان دستورا جديدا يتيح لبينوشيه حكم البلاد طوال حياته كانت القاصمة (غيره أشطر أو أنه تعلم منه فهو يعدل الدستور كلما اقتربت نهاية فترته ليمدها مرة أخرى).

ويبدو أن الشعب التشيلي الذي لم يعتد على الحكم العسكري ولا على الدكتاتورية نهض من كبوته وأعاد الأمور إلى نصابها، ما اضطر بيونشيه للاستقالة في عام 1990، لكنه ظل قائدا للجيش والرجل القوي حتى عام 1998.

المفارقة الأخرى هي أن بينوشيه الذي قدم كل تلك الخدمات للغرب اعتقل في بريطانيا عام 2002 وتمت محاكمته على جرائمه التي ارتكبها في بلاده إبان حكمه، لكن المحكمة قررت إطلاق سراحه لأسباب صحية، وعاد إلى تشيلي لتتم محاكمته هناك.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

انقلاب تشيلي سلفادور أليندي أوغستو بينوشيه أمريكا دكتاتور مجلس عسكري