أطلق حزب الإصلاح والتنمية المصري، السبت، مبادرة تهدف إلى إتاحة الفرصة لـ"توسيع دائرة عودة من سافر وترك مصر ويخشى العودة مجدداً" لأسباب سياسية.

وذكر رئيس الحزب ومنسق المبادرة "محمد أنور السادات"، في بيان صحفي، أن "بعض المصريين توجهوا إلى دول مختلفة على خلفية بعض التخوفات والشائعات، بإلقاء القبض عليهم أو الاحتجاز على خلفية نشاط سياسي أو انتماء لتنظيمات سياسية/مدنية، أو العمل في وسائل الإعلام والصحافة أو من المدافعين عن حقوق الإنسان والعاملين في منظمات حقوقية داخل وخارج مصر، ما تسبب في خلق حالة من الاحتقان لديهم، ترتب عليها القيام من دون قصد بالإساءة لصورة الدولة المصرية من الخارج".

وأضاف أن المبادرة، التي أطلقها تحت عنوان "عودة آمنة لشباب المصريين بالخارج"، تستهدف أي مصري مقيم بالخارج ويود الرجوع إلى أرض الوطن، "بشرط ألا يكون صادراً ضده أحكام قضائية أو ثبت تورطه في قضايا عنف وتحريض، ولم يثبت انتماؤه لجماعات أو تنظيمات إرهابية محظورة وفق القوانين ذات الصلة"، وأن تكون عودته "مشروطة بعدم مخالفته القوانين والتشريعات الوطنية ودستور البلاد، في حال الرجوع لممارسة العمل السياسي وأي نشاط اجتماعي أو مدني".

وبحسب البيان، فإن المبادرة "تلقى الترحيب من مؤسسات الدولة المختلفة، في أجواء دعوة الرئيس للحوار الوطني والطريق نحو الجمهورية الجديدة".

وفي أغسطس/آب 2021، قال رئيس حزب الإصلاح والتنمية، في تصريحات صحفية، إن "بعض الرغبات وصلتنا من مصريين موجودين بالخارج للحصول على ضمانات للعودة، في ظل ما يتردد في بعض الأوساط عن خطورة عودتهم".

وأضاف "السادات": "وضعنا رؤية لاحتواء الشباب المصريين الموجودين بالخارج، ممن حكمت الظروف بوجودهم لأسباب مختلفة، سواء أكانوا باحثين أو صحفيين أو عاملين بشكل عام، وتم تقديم هذه الورقة إلى المسؤولين، ونحن نرى أن أياً منهم يجب أن يكون آمناً فور عودته، وبمجرد أن نحصل على تأكيدات حول ذلك الملف سوف نعلنها".

وعقب نشر البيان، تراوحت تعليقات ناشطين وصحفيين بين مؤيد، يعبر عن رغبته في العودة إلى أرض وطنه بضمانات تخص أمنه وسلامته، ومعارض يعبر عن اندهاشه من طرح إمكانية الوثوق بتعهدات مزعومة للنظام الحاكم في مصر، والذي سبق له اعتقال عديد الناشطين فور عودتهم إلى بلادهم.

وعبر الصحفي "عبدالمنعم محمود" عن الفريق الأول عبر "تويتر"، مغردا: "سؤال حقيقي هل ينفع أرجع مصر؟ أنا كمان (أيضا) مشتاق جدا جدا لبلدي وأهلي، وأنا شغلتي ومهنتي هي الصحافة، مش ناشط سياسي ولا عايز (أريد) أشارك في دورات لأني لا أشتغل بالعمل العام، لكن لدي قناعات حقوقية وسياسية تنبع من ضميري وعملي المهني ولن أغيرها، هل فيه (هناك) حد معني ممكن يرد علي؟".

فيما عبر "منعم ربيع" عن الفريق الثاني، مغردا: "عودة آمنة؟ كيف يثقون في عودة وهناك الآلاف في السجون؟! محمد السادات بيضحك على نفسه".

فيما غرَّد "أحمد حجازي": "منقول.. الأجهزة الأمنية كلفت أ. محمد أنور السادات بطرح مبادرة (عودة آمنة للمصريين بالخارج)، المبادرة تكشف مدى سطحية وعبثية الفكر السياسي للأجهزة المصرية، تدعو آلاف المعارضين في الخارج لعودة آمنة وهي تعتقل عشرات الآلاف أمثالهم في سجونها أو قبورها بتعبير أدق، وتتخذهم رهائن للتفاوض".

وشهدت السنوات الماضية اعتقال أشخاص عديدين من مطار القاهرة، حيث اعتقلت السلطات المصرية الكاتب الصحفي "جمال الجمل" فور عودته من تركيا، الجمعة 28 فبراير/شباط 2021، واعتقلت السلطات كذلك الصحفي "بهاءالدين إبراهيم"، منذ فبراير/شباط 2020، في مطار برج العرب الدولي.

كما ألقت أجهزة الأمن بمطار القاهرة الدولي القبض على الصحفي بقناة الجزيرة مباشر، "ربيع الشيخ"، وذلك فور وصوله مطار القاهرة الدولي، لقضاء إجازة قصيرة مع عائلته، قادماً من العاصمة القطرية الدوحة.