صحيفة عبرية تتساءل: لماذا يحجم الإماراتيون عن زيارة إسرائيل؟

الأحد 18 سبتمبر 2022 12:10 م

"لماذا يحجم الإماراتيون عن زيارة إسرائيل في الوقت الذي يغمر به السائحون الإسرائيليون الأراضي الإماراتية؟".. هكذا تساءلت صحيفة "ذي ماركر" العبرية، منتقدة وعودا لم تنفذ، تلقتها تل أبيب بانتعاش السياحة فيها من قبل الإماراتيين عند التوقيع على اتفاقية التطبيع بين البلدين.

وتقول الصحيفة، إنه في السنتين اللتين مرّتا منذ التوقيع الاحتفالي على الاتفاق في البيت الأبيض، تم تسجيل طلب شركة "العال" من جانب إسرائيليين لزيارة الإمارات.

وتتابع: "لكنه طلب في الاتجاه المعاكس، فزيارة الإماراتيين لإسرائيل ما زالت منخفضة جداً، رغم آمال سمعناها عند التوقيع، بأن سيّاحاً من الإمارات سيأتون إلى إسرائيل، خصوصاً لزيارة الأماكن الإسلامية المقدسة".

وحسب تقارير مطار بن غوريون، فإنه في العام 2021 سافر إلى الإمارات (ذهاباً وإياباً) نحو 268 ألف شخص من إسرائيل، هذا الهدف وضع في المكان الثامن من حيث عدد المسافرين الإسرائيليين.

وفي هذه السنة، حسب التقارير، تعد الإمارات من بين العشرة أهداف شعبية للإسرائيليين.

وفي يوليو/تموز الماضي، سافر إلى هناك 68.4 ألف شخص، وفي أغسطس/آب سافر نحو 74.1 ألف شخص.

في المقابل، يدور الحديث عن أرقام ما زالت بعيدة جداً عن المستهدف الإسرائيلي لجذب السياح الإماراتيين.

فحسب بيانات وزارة السياحة الإسرائيلية، فإن الرقم الرمزي لدخول سياح إلى إسرائيل من الدول الثلاث التي وقعت على اتفاقيات التطبيع (الإمارات والمغرب والبحرين)، منذ التوقيع قبل سنتين هو 3600 شخص فقط.

وتقول صحيفة "دي ماركر"، إن وزارة السياحة الإسرائيلية تفسر انخفاض السائحين العرب إلى إسرائيل بأنه ينبع أيضاً من أن الأجواء الإسرائيلية فتحت جزئياً في مارس/آذار.

كما قالت وزارة السياحة الإسرائيلية في هذا المضمار إنها تعمل على تطوير السياحة من هذه الدول الثلاث، والمشاركة في معارض سياحية وإيجاد رزم سياحية مشتركة بين إسرائيل والإمارات، أي وكلاء سياحة كبار بدأوا في بيع حزم مشتركة لإسرائيل والإمارات لصناعة السياحة في أمريكا الشمالية.

وتشير الصحيفة العبرية أنه في بداية الطريق، كان ترتيب العلاقات بين الإمارات وإسرائيل مليئاً بالتوتر والتحديات، فرغم الاتفاق وفتح الأجواء بين الدولتين في أكتوبر/تشرين الأول 2020، إلا أن مسألة التأشيرات لم يتم حلها، وكانت هناك حالات هبط فيها إسرائيليون في دبي، وتم احتجازهم في المطار.

وتستذكر أن أزمة التأشيرات تم حلها في أكتوبر/تشرين الأول 2021، عندما دخل الإعفاء من التأشيرات للمسافرين الذين يأتون للسياحة لمدة ثلاثة أشهر إلى حيز التنفيذ.

إضافة إلى ذلك، كانت هناك مشكلات بخصوص ترتيب الحماية في شركات الطيران الإسرائيلية، مثل "ألعال" و"أركيع" و"يسرا اير"، التي اشتكت من أن إسرائيل والإمارات لم تتوصلا إلى تفاهمات فيما بينهما حول ترتيبات الحماية في رحلات الطيران الإسرائيلية في مطار دبي.

ونتيجة لذلك تم تقليص عدد الرحلات، وهذه أزمة تم حلها عقب تدخل جهات حكومية، قامت بتسوية الموضوع مؤقتاً.

وتنقل "دي ماركر"، عن السفير الإسرائيلي الأول في الإمارات "أمير حايك"، إقراره بتباين في الأرقام، حين قال إن الإسرائيليين بالتأكيد يأتون والأرقام جيدة، غير أن الإماراتيين يسافرون بشكل أقل إلى إسرائيل.

ويضيف "حايك": "الأرقام غير عالية في هذه الأثناء.. يجب أن نذكر بأن عدد سكان إسرائيل هو 9.2 ملايين نسمة، في حين يوجد في الإمارات 1.5 مليون مواطن. إضافة إلى أنه يعيش في الدولة أيضاً نحو 8 ملايين مقيم غير مواطنين، بالأساس عمال أجانب".

ويتابع: "إضافة إلى ذلك، الإسرائيليون مهتمون بكل ما يتعلق بالتكنولوجيا والسياحة أيضاً، هم أول من يشتري أدوات جديدة، وسيفحصون الهدف الجديد الذي تم فتحه في دبي".

ويزيد: "هناك سبب آخر لتدفق الإسرائيليين نحو الإمارات، فالإماراتيون رفعوا قيود كورونا بشكل مبكر نسبياً عن رحلات الاستجمام في الدولة".

كما يقول "حايك" إن السياحة مهمة للإمارات، وهي متطورة جداً، فيها كل شيء، سياحة حضرية وصحراوية، وسياحة استجمام ورياضة، وتجري فيها سباقات "فورمولا 1" وألعاب ومباريات تنس وما شابه.

وينوه إلى وجود فنادق جيدة وفاخرة تناسب كل جيب وفيها أحد المطارات الكبيرة في العالم، وهي هدف سياحي رئيسي مثل لندن وباريس.

ويتساءل "حايك": "ماذا بشأن الشعور بالأمان في أوساط السياح داخل الإمارات التي فيها قوانين مميزة؟"، وعن ذلك يقول: "هذه أساطير حضرية. النساء يمكنهن التجول هناك في كل مكان وأينما يردن. أبو ظبي إحدى المدن المتقدمة في العالم، وهناك أكثر من 50 %من النساء في البرلمان، وهناك الكثير من النساء يشغلن أماكن رئيسية في الأعمال التجارية".

بخصوص السياحة من الإمارات إلى إسرائيل، يقول "حايك": "لا شك أنه يجب التفكير في كيفية إحضار السياح من الإمارات إلى إسرائيل، وأي نوع من السياحة، وما الذي يريدون مشاهدته، وعلينا أن نبني حزماً تناسبهم. البالغون يريدون زيارة القدس والناصرة. الشباب يريدون رؤية تل أبيب. سنحتاج إلى بناء مركز لكل نوع مع وزارة السياحة والإمارات. ما زلنا في البداية".

وردا على سؤال حول مدى أن يكون النزاع الإسرائيلي الفلسطيني مؤثرا على رغبة الإماراتيين في القدوم إلى تل أبيب، يعتقد "حايك" أنه لا علاقة للنزاع بإحجام الإماراتيين عن زيارة إسرائيل.

ويقول إنهم يتخذون القرارات حسب ما يفهمون، معتبراً أن على إسرائيل أن تعي كيف تدخل إلى مشاريع دولية تجذب الناس.

ويتابع: "يجب الوصول إلى أرقام أعلى في السياحة من الإمارات إلى إسرائيل، وسنعمل على ذلك".

وكان توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2020، باكورة ومدخلا لاتفاقات أخرى بين دولة الاحتلال ودول عربية، وهي البحرين، والسودان، والمغرب.

فيما أشارت تقارير إلى دور إماراتي لإقناع تلك الدول بقبول التطبيع مع تل أبيب، علاوة على الضغط الأمريكي.

ومنذ توقيع الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، نشطت العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية بين أبوظبي وتل أبيب.

ووصل التبادل التجاري بين تل أبيب وأبوظبي إلى 1.7 مليار دولار، بينما يقول سفير إسرائيل في الإمارات أن حجم التجارة بين الدولتين سيصل إلى 5 مليارات دولار في غضون 3 سنوات فقط.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات إسرائيل سياحة سياح التطبيع

إسرائيل تفتح حدودها مايو المقبل وتخطط لجذب السياح الإماراتيين

السياحة الجنسية.. هكذا يفاقم السياح الإسرائيليون كابوس الاتجار بالبشر في الإمارات

عبدالله بن زايد يشيد بالتعاون مع إسرائيل ودعوة لابيد لحل الدولتين

بي بي سي: العلاقات الاقتصادية بين تل أبيب وأبوظبي تتطور بشكل لافت

1600 في عام.. الصحافة العبرية تستغرب قلة السياح الإماراتيين لإسرائيل

إيكونوميست: حركة السياحة بين العرب وإسرائيل تترنح بسبب القضية الفلسطينية