الأول منذ 14 عاما.. ماذا يعني لقاء أردوغان مع رئيس وزراء إسرائيل؟

السبت 24 سبتمبر 2022 12:25 م

كان الاجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي "يائير لابيد" والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أول اجتماع بين رئيس وزراء إسرائيلي و"أردوغان" منذ عام 2008 عندما التقى الزعيم التركي مع "إيهود أولمرت" للتوسط في محادثات سلام غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا.

واستمر اجتماع "أردوغان" و"لابيد" في نيويورك حوالي 70 دقيقة، ما يشير إلى أن اللقاء لم يكن فقط من أجل المجاملة الدبلوماسية. وأعرب "لابيد" عن امتنانه لـ"أردوغان" على مساعدته في إحباط المخططات الإيرانية ضد الإسرائيليين على الأراضي التركية، كما أثيرت في الاجتماع قضية الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.

بالإضافة إلى ذلك، التقى "أردوغان" مع ممثلين عن منظمات يهودية في الولايات المتحدة، كما كان يفعل قبل الأزمة الأخيرة في العلاقات بين تركيا وإسرائيل في عام 2018. كما تحدث الجانبان عن مشكلة "معاداة السامية"، وقال "أردوغان" إن "معاداة السامية هي جريمة ضد الإنسانية" وأعلن عن نيته زيارة إسرائيل بعد انتخابات الكنيست في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

في غضون ذلك، كانت هناك خطوة أخرى نحو تحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل حيث أقرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعيين القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في أنقرة "أيريت ليليان" في منصب السفيرة، بعد 4 سنوات من تجميد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بسبب أحداث العنف خلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة عام 2018.

وكان تعيين "ليليان" متوقعا بالنظر إلى جهودها السابقة لتعزيز العلاقات بين البلدين سواء في أوقات التوتر أو بعد الخطوات الإيجابية الأولى بين تركيا وإسرائيل. في الوقت نفسه، لم يتضح بعد من الذي ستعينه تركيا سفيراً لها لدى إسرائيل، وسيشير اسم الشخص الذي سيشغل هذا المنصب إلى النوايا التركية فيما يتعلق باستمرار تحسين العلاقات.

ومن اللافت أن جدول اجتماعات "لابيد" على هامش الجمعية العامة تضمن لقاء رئيس وزراء اليونان "كيرياكوس ميتسوتاكيس"، ما يشير إلى حرص إسرائيلي على التوازن بين تحسين العلاقات مع تركيا والحفاظ في الوقت ذاته على العلاقات مع اليونان وقبرص.

وبعد فترة وجيزة من الإعلان عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا في منتصف أغسطس/آب الماضي، كشفت أنباء عن محادثات أولية بين إسرائيل وقبرص بخصوص شراء نظام القبة الحديدية. وتنضم هذه التقارير إلى المساعدة الإسرائيلية لليونان في تطوير أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار.

ويحظى الجانب الأمني بأهمية خاصة، ويعود ذلك جزئيا للتعاون المثمر سابقا بين تركيا وإسرائيل في هذا المجال، فضلا عن تطوير تركيا صناعة متميزة للمسيرات التي حققت العديد من الإنجازات (بما في ذلك في الحرب في أوكرانيا) والتي تعتبرتهديدا من منظور اليونان وقبرص.

وكانت زيارة وزيرة الطاقة الإسرائيلية "كارين الحرار" إلى قبرص ومحاولة التوصل إلى اتفاق نهائي بين الدولتين حول القضايا الخلافية بشأن تطوير حقل غاز "أفروديت-يشاي" المشترك هي أيضًا خطوة مهمة للحفاظ على العلاقات مع قبرص.

وبالتالي، من المتوقع أن تواصل إسرائيل محاولة الموازنة بين رغبتها في تحسين العلاقات مع تركيا والأهمية التي توليها للعلاقة القائمة بين إسرائيل واليونان وقبرص.

المصدر | جاليا ليندنشتراوس، ريمي دانيال | معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أردوغان لابيد الأمم المتحدة العلاقات التركية الاسرائيلية

موقع بريطاني: براجماتية أردوغان الخلاقة تقربه من البقاء على عرش تركيا

التطبيع الدولي مع الخصوم.. هل تنجح سياسة أردوغان الانتخابية؟