مؤشرات حرب طاقة عالمية.. كواليس مثيرة حول مخطط سعودي روسي لإجراء خفض كبير في إنتاج النفط

الأربعاء 5 أكتوبر 2022 08:00 ص

"مؤشرات حرب طاقة عالمية على الأبواب".. هكذا وصفت صحيفة "فايننشال تايمز" كواليس تخطيط السعودية وروسيا ومنتجين آخرين للإعلان عن تخفيضات كبيرة لإنتاج النفط في اجتماع تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+"، الأربعاء.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر مطلعة على مناقشات الاجتماع في العاصمة النمساوية فيينا أن السعودية وروسيا تضغطان من أجل تخفيضات تتراوح بين مليون ومليوني برميل يوميًا أو أكثر، على أن يتم ذلك على مراحل تستغرق عدة أشهر.

ومن المتوقع أن يحضر الاجتماع وزير الطاقة الروسي "ألكسندر نوفاك"، حيث تدعم موسكو خفضًا كبيرًا للإنتاج، بعدما تسببت العقوبات الغربية في ابتعاد المشترين الأوروبيين عن النفط الروسي.

وقال مصدر مطلع على المناقشات إن "التخفيضات ستتم من الإنتاج الحالي وليس من مستويات الحصص التي عجزت بعض الدول الأعضاء في أوبك+ عن الوفاء بها بعد سنوات من سوء الإدارة ونقص الاستثمار".

ومن المتوقع أن يكون لمثل هذا التخفيض تأثير كبير على الأسعار، التي تراجعت خلال الصيف، ما عده مراقبون حافزا يدعم الفرص الانتخابية للديمقراطيين والرئيس الأمريكي الحالي "جو بايدن" في الانتخابات النصفية للكونجرس، الشهر المقبل.

ولذا يتوقع "رعد القادري"، المحلل في مجموعة أوراسيا، رد فعل أمريكيا على المساعي السعودية الروسية، قائلا: "هذه ليست السعودية القديمة، وربما كانت الولايات المتحدة بطيئة بعض الشيء أو غير راغبة في الاعتراف بذلك في مسائل الطاقة".

وأضاف: "إذا كانوا (السعوديون) يريدون سعرًا أعلى للنفط، فقد أشاروا بوضوح إلى أنهم سيواصلون ذلك، حتى لو أدى ذلك إلى رد فعل متبادل من الولايات المتحدة".

ولما كانت الولايات المتحدة تريد تقييد عائدات النفط الروسية لتجفيف منابع تمويلها العسكري، فإن تعاون الرياض مع موسكو يمثل مصدرا للتوتر بينها وبين واشنطن.

وفي السياق، قالت المحللة السابقة في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيسة أبحاث السلع في آر بي سي كابيتال ماركتس، "هيليما كروفت"، إن روسيا ستحول اهتمامها على الأرجح نحو التسب في اضطراب بأسواق النفط، بعد أن قطعت بالفعل معظم إمدادات الغاز عن أوروبا.

وأضافت: "نعتقد أن المزيد من الأعمال التخريبية غير المتكافئة قادمة مع اقتراب فصل الشتاء".

ويأتي خطر حدوث المزيد من التوتر بين الرياض وواشنطن بعد أكثر من شهرين من سفر "بايدن" إلى جدة للقاء ولي العهد، الأمير "محمد بن سلمان"، الذي أعلن آنذاك أن المملكة "ستتخذ خطوات إضافية" لزيادة إمدادات النفط.

وشملت جهود البيت الأبيض لخفض أسعار البنزين الأمريكي أشهرا من الدبلوماسية المكوكية مع منتجي النفط الخليجيين، ودعوات لمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة لزيادة الإمدادات وإطلاقات النفط من مخزونات الطوارئ.

وفي أغسطس/آب الماضي، طلبت وزيرة الطاقة الأمريكية "جينيفر جرانهولم" من شركات التكرير بناء مخزونات محلية بدلاً من تصدير المزيد من الوقود، وحذرت من أن الإدارة الأمريكية مستعدة بخلاف ذلك "للنظر في المتطلبات الفيدرالية الإضافية أو إجراءات الطوارئ الأخرى".

وكانت إدارة "بايدن" تدرس القيود المفروضة على صادرات المنتجات البترولية المكررة، وناقشت هذا الاحتمال مع شركات النفط، وفقًا لمصادر اطلعت على المناقشات، مشيرة إلى أن "خفضا كبيرا في المعروض من أوبك+ سيزيد من احتمالية مثل هذه الخطوة".

وخلال إفادة للصحفيين، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض "كارين جان بيير" إن الإدارة الأمريكية لن تعلق مسبقًا على أي تحركات لـ "أوبك+"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستركز "على اتخاذ كل خطوة لضمان تزويد الأسواق بما يكفي لتلبية الطلب على الاقتصاد العالمي المتنامي".

وأضافت أن "الولايات المتحدة لا تدرس إصدارات جديدة من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي في البلاد بعد بيع عشرات الملايين من البراميل من المخزون هذا العام في محاولة لخفض أسعار الطاقة".

لكن الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع الأخرى تخطط لمحاولة فرض حد أقصى لسعر مبيعات النفط الروسي هذا العام، وهي خطوة قد تؤدي إلى انخفاض الإمدادات من البلاد إلى جانب تشديد العقوبات الأوروبية على موسكو في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أوبك+ السعودية روسيا الرياض موسكو ألكسندر نوفاك

رغم ضغوط الولايات المتحدة.. أوبك+ تبحث خفضا نفطيا يصل لمليوني برميل يوميا

عقب قرار أوبك+.. سيناتور أمريكي يدعو لإعادة النظر بالعلاقة مع السعودية

دعوات بالكونجرس لخفض حاد لمبيعات الأسلحة إلى السعودية بسبب أوبك+