وصلت رئيسة الوزراء الفرنسية "إليزابيث بورن"، يصحبها 16 وزيرا من حكومتها، الأحد، إلى الجزائر في زيارة رسمية تهدف إلى دفع المصالحة بين البلدين عقب أشهر من التوتر.
ووفق وسائل إعلام فرنسية، يرافق "بورن" في زيارتها ما يقارب من نصف أعضاء حكومتها، موضحة أن الزيارة تهدف إلى بعث زخم جديد لمصالحة بدأها رئيسا البلدين، نهاية أغسطس/ آب الماضي.
ومن المقرر أن تلتقي "بورن" بالرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون" الذي وقّع معه نظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، في 27 أغسطس/آب الماضي، "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة"، الذي يتضمّن 6 محاور دون أن يتم اتخاذ خطوات فعلية لتنفيذ هذا الإعلان.
وتعد هذه الزيارة الرسمية الأولى لـ"بورن" إلى خارج البلاد منذ تنصيبها.
وعقدت الوزيرة بالفعل جلسة مباحثات مع الوزير الأول في الجزائر، "أيمن بن عبدالرحمن".
الوزير الأول السيد أيمن بن عبد الرحمان @BAbderrahmane_A ، يستقبل بقصر الحكومة السيدة إليزابيث بورن، الوزيرة الأولى للجمهورية الفرنسية، ويجري مباحثات ثنائية بحضور وفدين من الجانبين 🇫🇷 🇩🇿. pic.twitter.com/IPXqwTdoXI
— مصالح الوزير الأول | Services du Premier Ministre (@pm_gov_dz) October 9, 2022
وفي هذه الزيارة الأولى لـ"بورن" إلى الخارج منذ تنصيبها، وضعت الوزيرة الفرنسية إكليلًا من الزهور عند "مقام الشهيد"، وهو نصب يخلّد الجزائريين الذين سقطوا في مواجهة فرنسا خلال حرب الاستقلال (1954-1962)، وعند مقبرة "سانت أوجين" (المقبرة الأوروبية في بولوجين) حيث دفن عدد من الفرنسيين المولودين في الجزائر.
💥#زيارة_إليزابيث_بورن إلى #الجزائر 🇩🇿 pic.twitter.com/WMEhkdN7oU
— صـــــــلاح (@mafihachk) October 9, 2022
والخميس الماضي، أعلنت الخارجية الفرنسية أن "بورن" ستترأس، رفقة الوزير الجزائري الأول، الدورة الخامسة للجنة الوزارية المشتركة رفيعة المستوى، كما يترأسا مراسم توقيع اتفاقيات في مجالات التدريب والطاقة والتعاون الاقتصادي والشباب والتعليم.
ولن تتناول زيارة "بورن" ملفات عالقة بين البلدين مثل الخاصة بحقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962)، والتي أوكلت إلى لجنة مشتركة من المؤرخين وكذا قضية الهجرة، بحسب الخارجية الفرنسية.
وتوقف انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين منذ 2017، حين عُقدت الدورة الرابعة، وذلك جراء توترات في العلاقات بسبب ملفات مرتبطة بالحقبة الاستعمارية والهجرة.
وعلّقت تقارير فرنسية، آمالا على هذه الزيارة، لكنها استبعدت إمكانية نجاحها في تحقيق اختراق في ملف المصالحة، خاصة في ظل الرفض الفرنسي لتقديم اعتذار علني عما تقول الجزائر إنها جرائم حرب ارتكبت إبان الاستعمار.
وسبق وصول "بورن" بساعات اتصال هاتفي تلقاه الرئيس "تبون" من نظيره "ماكرون".
وقال بيان للرئاسة الجزائرية، نُشر عبر صفحتها بـ"فيسبوك"، الأحد، إن "الرئيسين استعرضا في المحادثات العلاقات الثنائية، معربين عن ارتياحهما للتطور الإيجابي، والمستوى الذي عرفته هذه العلاقات".
وأضاف البيان: "كما تطرق الرئيسان، إلى الاجتماع المهم للدورة الخامسة للّجنة الحكومية الرفيعة المستوى، الجزائرية-الفرنسية التي تنعقد بالجزائر، بالإضافة إلى تطورات الوضع في المنطقة".
من جانبه، قال رئيس البرلمان الجزائري "إبراهيم بوغالي"، إن بلاده فتحت صفحة جديدة مع فرنسا، والتي وصفها بالشريك.
وأوضح "بوغالي" خلال إحيائه ليوم الدبلوماسية الجزائرية، الأحد، أنه "تمّ فتح صفحة جديدة مع الشريك الفرنسي بعد زيارة ماكرون الأخيرة، والاجتماع الأوّل هو لترجمة هذه التوافقات الجديدة".
وأعرب عن أمله في أن "تنفذ الرؤية التي وضعها الرئيسان، وتطوير العلاقات الاقتصادية في إطار رابح".
واعتبر وزير الخارجية الجزائري، "رمطان لعمامرة"، الأحد، أن صفحة ورؤية جديدة مع باريس انبثقت بعد زيارة "ماكرون" للجزائر، موضحا أن اجتماع الحكومتين الجزائرية والفرنسية يأتي لترجمة هذه الرؤية المشتركة.
وفي 27 أغسطس/آب الماضي، توجت زيارة "ماكرون" إلى الجزائر بتوقيع البلدين "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة" ويتضمّن ستة محاور للتعاون في قطاعات عديدة والتشاور السياسي بشأن القضايا الإقليمية والدولية.