لماذا رفض الحوثيون تمديد الهدنة باليمن؟

الأربعاء 12 أكتوبر 2022 08:21 م

يبدو أن الحوثيين لهم أسبابهم الخاصة والعامة التي لا تشجعهم على الموافقة على تمديد الهدنة في اليمن.

وبغض النظر عن تلك الأسباب، فإن المجتمع الدولي معنى بممارسة ضغوط حقيقية عليهم للقبول بالتمديد، لأن العالم لا يتحمل تفجر جبهة ساخنة أخرى في المنطقة الغنية بالطاقة، وسط تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية.

ما سبق كان خلاصة تقرير نشره "منتدى الخليج الدولي"، وترجمه "الخليج الجديد"، قال إن الإحباط الذي ظهر على المبعوث الأمريكي لليمن "تيم ليندر كينج"، قبل أيام قليلة، وهو يتهم الحوثيين بالتسبب في فشل جهود تمديد الهدنة، يدل على أن رغبة عدم التمديد هي حوثية بامتياز.

ويعدد التقرير الأسباب التي يمكن أن تقف وراء هذا التوجه الحوثي لاستئناف الحرب:

أولا: يبدو أن هناك انقساما داخل الحوثيين حول جدوى تمديد الهدنة من عدمها، وبالرغم من فوائد الهدنة للمدنيين، حتى الذين يعيشون بمناطق الحوثيين، فإن هناك رأي داخل الحوثيين يرى أن الحركة لا تزال لها اليد العليا عسكريًا ، مما يعني أن العودة إلى الحرب قد تسمح لهم إما بالفوز الصريح أو تعزيز موقفهم قبل المفاوضات المستقبلية.

ثانيا: وقف إطلاق النار مؤقت ب طبيعته ويتوقف على مصالح الأطراف التي توافق عليها. في هذه الحالة، كان الهدف من الهدنة المؤقتة التي بدأت في 2 أبريل/نيسان 2022 أن تؤدي إلى مفاوضات من أجل حل سياسي نهائي للأزمة اليمنية، لكن ذلك لم يحدث، حتى مع اضطلاع سلطنة عمان والأمم المتحدة بجهود في هذا الإطار، لكنها لم تؤد إلى نتيجة.

وربما استنتج الحوثيون أن التسوية السياسية حاليا لن تقدم لهم سوى تقليل القوة التي يتمتعون بها وتقاسم السيادة على الأرض مع المجلس الرئاسي، مقابل مكافأة غير مؤكدة، وهو ما تكرهه الجماعة.

ثالثا: يبدو أن جهود أن يظل اليمن موحدا قد تفشل، مع تصاعد تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وبالتالي فإن المنطق الحوثي يرى أنه إذا لم يكن بالإمكان الحفاظ على تماسك اليمن، فلا فائدة تذكر من التفاوض من أجل حل سياسي طويل الأمد.

وبدلاً من ذلك، سيكون من الأفضل الحفاظ على السيطرة على الشمال استعدادًا لتقسيم البلد بحكم الأمر الواقع.

الأي دولوجيا

وب  عيدا عن هذه الأسباب الثلاثة، يقول التقرير إن الأبعاد الأيدولوجية تلعب دورا في تعنت الحوثيين، فتلك الجماعة لديها أيدولوجيا دينية شيعية زيدية تعادي المذهب السني، وأيدولوجيا قومية تتعلق بالجهر بعداء إسرائيل والولايات المتحدة.

ويضيف ا لتقرير: "أظهر التاريخ أن الحركات الأيديولوجية، وخاصة الجماعات الدينية المتطرفة أو المتشددة، يمكن أن تكون غير مرنة للغاية لأنها تعتقد أن الحقيقة إلى جانبها".

العلاقة  مع إيران

ويرى التقر ير أن العلاقة بين الحوثيين وإيران تلعب دورا في توجه الحوثيين نحو إنهاء الهدنة، فالجماعة تنخرط فيما يعرف بـ"محور المقاومة"، وهو تجمع تقوده إيران من الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية المعارضة للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.

ولا شك أن إيران قلقة من تنامي علاقات إسرائيل مع دول الخليج العربية، وقد ترى في استمرار الصراع اليمني فرصة لإبقاء كل من السعودية والإمارات تحت ضغوط ميدانية وعسكرية، بدلا من السماح لهم بتحويل تحالفهم مع تل أبيب إلى خطر حقيقي على طهران.

ويختم التقرير بالقول إن الجماعة ستتعرض لضغوط دولية متزايدة للموافقة على تمديد الهدنة، وهي ضغوط يقول التقرير إنه يجب أن يستمر زخمها، رغم انشغال العالم بالحرب الروسية  الأوكرانية.

وفي الوقت نفسه، يجب على أصحاب المصلحة الدوليين العمل مع العناصر الأكثر براجماتية داخل الحوثيين لبدء محادثات جادة حول المستقبل السياسي لليمن، وهذه الأصوات المعتدلة داخل الجماعة تعي أن الحرب لا ينبغي أن تستمر إلى الأبد، وفشل الحوثيين في الاستيلاء على محافظة مأرب الغنية بالنفط العام الماضي عزز الرسالة القائلة بأن هناك حدودًا لما قد يحققونه في ساحة المعركة.

ويردف التقرير: "مع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كان البراجماتيون في الحركة قادرين على التغلب على المتعصبين".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الهدنة في اليمن الحوثيين ايران الازمة اليمنية

السعودية الخاسر الأكبر من انتهاء الهدنة في اليمن.. لماذا؟

مع فشل الهدنة.. السعودية تدعو العالم لتصنيف الحوثي جماعة إرهابية

صحيفة إماراتية: تفاهمات بتمديد هدنة اليمن تفتح آمالا للتوصل إلى سلام دائم

الأمم المتحدة: الحوثيون يرتكبون جرائم حرب في اليمن منذ انتهاء الهدنة