استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حين يفاوض لبنان الاحتلال بندية وصلابة

الخميس 13 أكتوبر 2022 08:15 ص

حين يفاوض لبنان الاحتلال بندية وصلابة

استطاع لبنان التفاوض بندية مع الكيان الصهيوني بلا انبطاح أو اعتراف بشرعيته بل لم يضطر للجلوس على طاولة عليها علم العدو أو التحدث مباشرة معه.

وقف الكيان المتغطرس حائرا أمام الصلابة والندية اللبنانية فلم يتجرأ على استكمال مشروعه بنهب الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع لبنان بالبحر المتوسط.

نهب الاحتلال غاز فلسطين كله، يبيعه للأردن ومصر دون أن يعرف أحد السعر، ويحظر على سلطة رام الله استغلال حقول الغاز المكتشفة قبالة شواطئ غزة!

كانت تهديدات حزب الله واستثمار الرئاسة والحكومة لذلك وراء الكواليس واستثمار البيئة الدولية الناشئة عن أزمة الطاقة وحرب أوكرانيا كانت سلاحا ماضيا.

فاوض لبنان العدو على ترسيم الحدود البحرية بشكل غير مباشر وكان ندا لكيان يملك قوة عسكرية واقتصادية ودبلوماسية وتحالف مع أمريكا ودول عربية تعادي المقاومة اللبنانية.

*   *   *

لبنان الصغير شبه المنهار اقتصاديا المنقسم على نفسه طوليا وعرضيا الذي من النادر أن يتفق شعبه على شيء الذي تحكمه الطوائف، استطاع التفاوض مع الاحتلال الصهيوني بندية دون انبطاح أو ارتماء في أحضانه أو حتى اعتراف بشرعيته، ولم يضطر حتى للجلوس على طاولة عليها علم الاحتلال أو أن يتحدث مباشرة مع المحتلين.

فاوض لبنان الكيان الصهيوني على ترسيم الحدود البحرية بشكل غير مباشر، وكان ندا للكيان الذي يملك القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، وعلاقات مميزة مع الولايات المتحدة، وحتى مع دول عربية لا "تهضم" بعض الأطراف اللبنانية.

وقف الكيان المتغطرس حائرا أمام الصلابة والندية اللبنانية، فلم يتجرأ على استكمال مشروعه بنهب الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع لبنان في البحر الأبيض المتوسط، وهو الذي نهب غاز فلسطين كله، يبيعه للأردن ومصر دون أن يعرف أحد السعر، وهو الذي يحظر على السلطة في رام الله استغلال حقول الغاز المكتشفة قبالة شواطئ غزة!

استمرت الولايات المتحدة في لعب دور الوساطة للوصول إلى اتفاق، وحلّ المبعوث الأمريكي الخاص لهذه القضية، يهودي كان خدم في جيش الاحتلال، في بيروت أكثر من مرة حاملا معه مسودات ومقترحات مترافقة بتهديدات مبطنة وغير مبطنة، لكن بيروت ظلت صامدة ولم ترضخ رغم كل المشاكل التي يعاني منها لبنان.

ظل المبعوث الأمريكي يجيء ويذهب إلى أن أحضر معه أخيرا اتفاقا يلائم لبنان، ويلبي طموحاته، ولا ينتقص من سيادته، ولا يجره إلى التطبيع أو الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا يغلق الملفات العالقة مع الكيان.

كانت المقترحات الأولى تنتقص من سيادة لبنان وتتعامل معه كأنه فريسة سهلة يمكن ابتلاعها بسرعة، لكن سرعان ما اكتشف الكيان ومن ورائه واشنطن أن لحم لبنان مر ولا يمكن أكله أو هضمه بسهولة، رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها.

لا يمكن لأحد أن ينكر أن موقف وتهديدات حزب الله كان لها دور بارز، وربما الأبرز، في تمتين ومنعة الموقف اللبناني، والجميع تعامل مع الملف وعينه على موقف الحزب، لذلك فإن "فتحة العداد" لأي اتفاق كانت معروفة سلفا لدى الكيان الصهيوني وحليفته واشنطن.

تهديدات حزب الله كانت سلاحا ماضيا، واستثمار الرئاسة والحكومة اللبنانية لذلك، من وراء الكواليس، كان سلاحا ماضيا كذلك، واستثمار البيئة الدولية الناشئة عن حرب الطاقة على هامش الحرب الروسية كانت سلاحا ماضيا.

المفارقة أن عوامل ضعف لبنان كانت هي عوامل قوته في تلك المفاوضات، فالانقسام الطائفي لا يسمح بذهاب طرف لاتفاق مع الكيان الصهيوني على حساب مصلحة لبنان، وغياب الزعيم القائد الملهم كالذي ابتليت به معظم الدول العربية ساعد في ذلك أيضا.. أليس كذلك.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

لبنان الاحتلال الكيان الصهيوني ترسيم الحدود البحريّة حزب الله الصلابة والندية التفاوض