استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الجزائر تنقل فلسطين من أروقة المخابرات لفضاء السياسة

الأحد 16 أكتوبر 2022 05:14 ص

الجزائر تنقل فلسطين من أروقة المخابرات لفضاء السياسة

نقل الرئيس الجزائري ملف المصالحة الفلسطينية من أروقة المخابرات لفضاء السياسة فتميز المؤتمر بحضور واثق وواضح للرئيس تبون في المؤتمر.

الجزائر نقلت ملف المصالحة الفلسطينية والعلاقة بالقوى الفلسطينية لمستوى جديد يتجاوز التعامل الأمني الضيق ووضعتها قيد البحث بالقمة العربية في الجزائر.

الخطوة الجزائرية تثير ارتياب وقلق قادة الكيان الصهيوني؛ فإسرائيل تفضل ان تكرس الملف الفلسطيني كملف أمني ثنائي تناقشه مع دول الجوار العربي والبعيد.

لم تسجل الرئاسة المصرية انخراطا مباشرا بملف المصالحة، وبالزخم الذي قدمه الرئيس تبون، رغم انخراط القاهرة بتفاصيل الملف الفلسطيني تاريخيًا، وتماسها الجغرافي المباشر.

*   *   *

أعطت المشاركة الفاعلة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قوة دفع وزخم سياسي لمؤتمر لم الشمل من اجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الذي عقد يوم الثلاثاء والاربعاء في العاصمة الجزائر ليتوج الخميس 13 اكتوبر/تشرين الاول باتفاق وقعت عليه الفصائل 14 المشاركة وبحضور الرئيس الجزائري.

نقل الرئيس الجزائري ملف المصالحة الفلسطينية من أروقة اجهزة المخابرات الى الأروقة السياسية الواسعة؛ اذ تميز المؤتمر بالحضور الواثق والواضح للرئيس الجزائري في اروقة المؤتمر وقاعاته مساء الاربعاء بعد تسرب الانباء عن إمكانية تعطل مسار المصالحة؛ نتيجة الخلاف على مرجعية الاتفاق، وموضع الاتفاقات الدولية وقراراتها التي في مجملها لم تعطِ الفلسطينيين حقوقهم وجميعها لم تنفذ بسبب التعنت الاسرائيلي والفيتو الاميركي وازدواجية المعايير الاوروبية.

انخرطت الرئاسة الجزائرية على اعلى المستويات في إنجاح المؤتمر، وربط مخرجاته بالقمة العربية المرتقبة التي ستدعم الاتفاق، لتضفي مزيدًا من الزخم على الجهد والدور الجزائري المرتقب لمتابعة ملف المصالحة، وتنفيذ بنود الاتفاق، ومتابعة جدوله الزمني.

قدمت الجزائر نموذجًا عربيًا جديدًا للتعامل مع الملف الفلسطيني يتجاوز الاعتبارات الأمنية نحو الاعتبارات السياسية، سواء بإطلاق الرئيس تبون مبادرته للمصالحة أم بإشرافه ومشاركته الفاعلة في إنجاحها خلافا للتجارب السابقة في مصر او غيرها من الدول العربية؛ اذ لم يسجل للرئاسة المصرية الانخراط المباشر في ملف المصالحة، وبذات الزخم الذي قدمه الرئيس تبون، ذلك رغم انخراط القاهرة بتفاصيل الملف الفلسطيني تاريخيًا، وتماسها الجغرافي المباشر بفلسطين وشعبها.

الجزائر نقلت ملف المصالحة الفلسطينية وملف العلاقة بقضية فلسطين وقواها الحية الى مستوى جديد يتجاوز حدود التعامل الأمني الضيق، ووضعتها على طاولة البحث لدى قادة القمة العربية في الجزائر؛ ما أثار ارتياب وقلق قادة الكيان الصهيوني؛ فإسرائيل تفضل ان تكرس الملف الفلسطيني كملف أمني ثنائي تناقشه مع دول الجوار العربي والبعيد.

توجهٌ إسرائيلي أمكن ملاحظته مباشرة بعد اتفاق الجزائر في مقالة للصحفي الاسرائيلي يعقوب بيري على صفحات مجلة ناشيونال إنتريست The national interest بعنوان "كيف عززت الدبلوماسية الاستخباراتية العلاقات بين إسرائيل ومصر"، إذ اشاد بدور الاجهزة الامنية في ادارة الملف الفلسطيني، وفي خفض التوتر بين الكيان الصهيوني ومصر بعد المواجهة الاخيرة في آب/ اغسطس الماضي بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة.

الجزائر أعادت الملف الفلسطيني الى مكانه الطبيعي، وعززت التمثيل الفلسطيني في الجامعة العربية، متخطيةً التجارب التي حولت الملف الفلسطيني من ملف قومي وسياسي الى ملف أمني يتم التعاطي معه عبر الدوائر الامنية الضيقة في الولايات المتحدة، أو بالتعاون المباشر مع جهاز الشاباك الاسرائيلي والاجهزة الامنية العربية.

الدور الجزائري أعاد جزء العافية للملف الفلسطيني الذي تم تقزيمه وتحويله الى ملف أمني يُبحَث مع اجهزة الامن الإسرائيلي وعلى رأسها "الشاباك"، ليتحول الى ملف سياسي وقومي مجددا؛ الامر الذي يعزز من الدور الجزائري، ويزيد من أهميته وقيمته العملية في استعادة الملف الفلسطيني موقعه الطبيعي كقضية قومية ببعدها الحضاري العربي الإسلامي، وليست مجرد ملف أمني عربي.

* حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الجزائر فلسطين أروقة المخابرات فضاء السياسة التعامل الأمني إسرائيل مصر الكيان الصهيوني

الورقة الفلسطينية.. هل تخسرها مصر؟