وسائل إعلام تركية تفشي بالخطأ سر تطوير أنقرة صاروخا باليستيا

الخميس 20 أكتوبر 2022 04:50 م

استيقظ مسؤولون أتراك عملوا سرا لسنوات على تطوير صاروخ باليستي قصير المدى، صباح الثلاثاء، ليجدوا وسائل إعلام وطنية تكشف سرهم عبر بثه علنا، حسبما أفاد تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وبحسب التقرير، فقد أذاعت تلك الوسائل مقطع فيديو يتضمن لقطات عن تجارب للصاروخ الباليستي الجديد الذي أطلق عليه اسم "تايفون" أثناء عملية إطلاقه من بلدة ريزي على البحر الأسود، ليأخذ المقطع فيما بعد طريقه لوسائل الإعلام الدولية.

 

وذكر أن النظام الصاروخي الجديد تم تطويره من قبل شركة تصنيع الأسلحة المملوكة للدولة روكستان "Roketsan". فيما أظهر اختبار الصاروخ "تايفون" أنه قادر على إصابة أهداف على مسافة تزيد علىى 500 كيلومتر في 456 ثانية.

وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الذي كان الأتراك يحتفلون على وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الإنجاز العسكري، ويتساءلون عما إذا كان مدى "تايفون" يمكن أن يكون كافياً لاستهداف اليونان المجاورة لتركيا، كان المسؤولون الأتراك في حالة ذعر ويبحثون عن مصدر تسريب مقطع الفيديو.

ووفق التقرير فإن الكثيرين في تركيا والمنطقة يعتقدون أن أنقرة كانت تخطط للإعلان عن صاروخ "تايفون" في وقت قريب، وأن اللقطات كانت جزءًا من جهود العلاقات العامة.

ونقل "ميدل إيست آي" عن مصادر متعددة قولها إن "اللقطات (التي كشفت عن الصاروخ) تسربت عن طريق الخطأ". وقال أحد المسؤولين الأتراك إنه لم يتم بعد تحديد هوية مسرب المقطع.

وفى غضون ذلك، ترددت تكهنات حول هوية المسربين، ويعتقد البعض أن مسرب المقطع موظف علاقات عامة مبتدئ ارتكب خطأً صريحًا.

وقال أحد المسؤولين للموقع: "على أي حال، إذا نظرت إلى الأمر من الجانب المشرق، فقد كان إعلانًا جيدًا لتايفون.. يمكننا بيعه في يوم ما"، بينما يشتبه آخرون في وجود مخططات أكثر تعقيدًا لأن جودة اللقطات كانت عالية.

ومنذ نشر اللقطات التجريبية للصاروخ، يحاول المسؤولون فهم كيف انتهى المطاف بها إلى ثاني أكبر وكالة أنباء في البلاد، وكالة أنباء "ديميرورين" التي نشرت مقطع الفيديو مع تفاصيل توضح قدرات الصاروخ.

لكن بعد تلك الصدمة، طلب المسؤولون بشكل غير رسمي من مشغلي وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية فرض رقابة على بعض تفاصيل الصاروخ.

وقد امتثلت الوكالة المذكورة وحذفت القصة الأولية عن الصاروخ، واستبدلت بها بقصة أخرى تجنبت ذكر تفاصيل حول الصاروخ واحتفظت فقط باللقطة. فيما توقفت العديد من القنوات التلفزيونية الأخرى عن بث القصة.

على الرغم من عدم وجود معاهدة دولية تحظر برامج تطوير الصواريخ الباليستية، كانت تركيا حذرة بشأن الكشف عن معلومات حول قدراتها لتصنيع الأسلحة.

وسبق أن طورت تركيا صاروخين آخرين، وهما Yildirim (Thunderbolt) وBora (Storm)، والتي يبلغ مداهما 150 كيلومترًا و280 كيلومترًا على التوالي.

ووفقا لمصادر متعددة تحدثت إلى الموقع لم تقم أنقرة بدافع الحذر الشديد بالكشف عن اختبارات لصواريخ يبلغ مداها 300 كيلومتر أو أكثر.

لكن مساعي المسؤولين الأتراك لتقيد انتشار قصة الصاروخ لم تنجح؛ لأن المعلومات كانت موجودة بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان العديد من المراقبين الدوليين يناقشونها عبر الإنترنت.

وصلت الأخبار أيضًا في النهاية إلى وسائل الإعلام اليونانية، التي قدمت تقارير مكثفة عن هذا التطور.

وقال الجنرال المتقاعد "فرانجوليس فراجوس"، في حديث له مع محطة "ERT" اليونانية، إن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أمر قطاع الدفاع التركي بتصميم صاروخ يمكن أن يسافر 2500 كيلومتر.

وقال: "سيمنح (الصاروخ) تركيا القدرة على السيطرة على المنطقة الأوسع ولعب دور قوة إقليمية".

من جانبه قال "كونستانتينوس إياتريديس" وهو مسؤول متقاعد في سلاح الجو اليوناني، في تصريحات لصحيفة "Ta Nea" اليونانية إن "تايفون" سيكون بحاجة إلى الخضوع للعديد من الاختبارات حتى يصبح جاهزًا للعمل.

وأضاف: "وفقًا للخبراء المشاركين في بناء أنظمة الأسلحة مماثلة، فإن الأمر يستغرق ما لا يقل عن 7 إلى 8 سنوات ليصبح جاهزا للعمل".

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا صاروخ باليستي سر تطوير صاروخ باليستي

تركيا تختبر بنجاح صاروخ جو جو برأس راداري

أردوغان يؤكد امتلاك تركيا صاروخا باليستيا.. هذه إشارة

أردوغان يعد بوضع تركيا بمصاف الأوائل في الصناعات الدفاعية.. فهل تدعمه لغة الأرقام؟