غضب دولي جراء تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق الحبوب

الأحد 30 أكتوبر 2022 05:52 ص

غضب دولي واسع، رافق إعلان روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية، عقب هجوم على سفن في شبه جزيرة القرم اتهمت كييف بالوقوف وراءه.

وبينما وصف الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الانسحاب الروسي من الاتفاق بأنه "مشين"، حذر الاتحاد الأوروبي من هذه الخطوة، فيما لم تبلغ تركيا الراعية للاتفاق رسميا بهذا التعليق.

والسبت، أعلنت روسيا، تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، لأجل غير مسمى، مؤكدةً أن السبب هو "عدم ضمان سلامة السفن"، بعد "استهداف الأسطول الروسي في البحر الأوسط بشبه جزيرة القرم"، قبل أن تعرب عن استعدادها لتعويض الأسواق العالمية عن الحبوب التي تأتي من أوكرانيا، دون تحديد كيفية ذلك.

وفي أول رد فعل بعد القرار الروسي، نددت أوكرانيا بـ"الذريعة الكاذبة" التي لجأت اليها روسيا لتبرير تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، في إشارة إلى الهجوم في القرم، داعية إلى رد دولي قوي على موسكو من أجل "الوفاء بالتزاماتها".

وقال الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، في كلمة مصورة، إن تعليق موسكو اتفاق تصدير الحبوب، يتطلب رداً دولياً قوياً من الأمم المتحدة ودول مجموعة العشرين، متهماً روسيا بمحاولة إحداث مجاعة مصطنعة في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا".

فيما قال وزير الخارجية الأوكراني "دميترو كوليبا"، في تغريدة عبر "تويتر"، إن "موسكو تلجأ الى ذريعة كاذبة من أجل إغلاق ممر الحبوب الذي يوفر الأمن الغذائي لملايين الأشخاص".

وأضاف: "أدعو جميع الدول إلى مطالبة روسيا بالكف عن ألاعيب الجوع وبأن تتعهد من جديد الوفاء بالتزاماتها".

وفي الوقت الذي لم يصدر تعليق رسمي من تركيا حول القرار الروسي، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني (لم تسمه) قوله إن "تركيا لم تتبلغ رسمياً" انسحاب روسيا من الاتفاق الدولي الخاص بصادرات الحبوب.

في الوقت الذي قال الناطق باسم الكرملين "دميتري بيسكوف"، إنه "لا توجد خطط حتى الآن لإجراء اتصالات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان حول تعليق مشاركة روسيا في اتفاق الحبوب"، وفقاً لوكالة "تاس".

بدوره، قال "بايدن"، إن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا "مشين".

وأضاف خلال حديثه إلى صحفيين: "ليس هناك سبب ليفعلوا ذلك".

في وقت اعتبرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض "أدريين واتسون" أن روسيا تستخدم "الغذاء سلاحاً".

وقالت في بيان، إن "روسيا تحاول مجدداً استعمال الحرب التي بدأتها ذريعة لاستخدام الغذاء سلاحاً، الأمر الذي يوثر مباشرة في البلدان على صعيد الحاجة وأسعار المواد الغذائية في مختلف أنحاء العالم، ويفاقم الأزمات الإنسانية الخطيرة أصلاً وانعدام الأمن الغذائي".

بينما قالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي السبت، إن التكتل يدعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للحفاظ على اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، بعد أن أعلنت موسكو انسحابها منه.

وأضافت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في المفوضية الأوروبية"نبيلة مصرالي": "إننا نشدد على أنه يتعين على جميع الأطراف الامتناع عن أي إجراء أحادي من شأنه أن يعرض مبادرة حبوب البحر الأسود للخطر، وهي جهد إنساني مهم له تأثير إيجابي بوضوح على الحصول على الغذاء بالنسبة لملايين الناس في أنحاء العالم".

فيما أكدت الأمم المتحدة أنها "تتواصل مع روسيا بعد قرارها تعليق المشاركة في اتفاق الحبوب"، مضيفةً أنه "على جميع الأطراف تجنب أي موقف يعرقل تصدير الحبوب من البحر الأسود".

ولفتت إلى أن لهذا الاتفاق "أثراً إيجابياً" لتأمين الغذاء للملايين في مختلف أنحاء العالم.

والجمعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، جميع الأطراف، إلى "بذل كل جهد ممكن" لتمديد الاتفاق الخاص بصادرات الحبوب الأوكرانية، مشدداً في الوقت نفسه، على ضرورة رفع "الحواجز" بسرعة أمام الصادرات الروسية.

وهذا الاتفاق تم توقيعه من جانب كل من روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا، لإعادة فتح 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود لتصدير الحبوب.

وكان من المفترض أن تكون الاتفاقية سارية المفعول لمدة 120 يوما والتي تنتهي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ويستهدف صادرات شهرية تبلغ 5 ملايين طن.

ومنذ توقيع الاتفاقية، صدرت أوكرانيا 9.2 ملايين طن من المنتجات الغذائية عبر ممر آمن في البحر الأسود، وفقا للأمم المتحدة.

وتم تصدير أكثر من 8 ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا كجزء من الصفقة، التي أدت إلى انخفاض أسعار الغذاء العالمية، وفقا للأمم المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اتفاق الحبوب روسيا الأمم المتحدة أوكرانيا

أردوغان: لا عقبات أمام اتفاق الحبوب.. وبوتين أصبح أكثر مرونة

توقف صادرات الحبوب.. زيلينسكي يتهم روسيا بتجويع مصر وبنجلاديش

تركيا تتحرك لاستئناف مبادرة شحن الحبوب بعد انسحاب روسيا

رغم انسحاب روسيا.. جهود تقودها تركيا لمواصلة تطبيق اتفاق الحبوب

بعد انسحاب روسيا.. فرنسا تُعد طريقا بريا لاستقبال محاصيل أوكرانيا

مصر تنسحب من اتفاقية الأمم المتحدة للحبوب.. سيناريوهان للتفسير