فرصة في حقل ألغام.. خيوط متشابكة لزيارة الرئيس الصيني المرتقبة إلى السعودية

الأحد 6 نوفمبر 2022 12:35 م

"من المؤكد أن الرئيس الصيني، تشي جين بينغ، يريد استغلال فرصة الخلاف الأخير في العلاقات الأمريكية السعودية، لكن مشكلته هي أن الخلاف لا يسلط الضوء على الفرصة فقط.. ولكن على حقل ألغام يتعين على الزعيم الصيني المرور منه"..

هكذا وصف "جيمس دورسي"، الباحث بمعهد الشرق الأوسط، التابع لجامعة سنغافورة الوطنية، الخيوط المتشابكة لزيارة "تشي" المرتقبة إلى الرياض، مشيرا إلى انعكاساتها على علاقات الصين مع إيران.  

وذكر "دورسي"، في تحليل نشره بموقع "أوراسيا ريفيو"، أن وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" عبر الرغبة الصينية في استغلال الخلاف السعودي الأمريكي عمليا عندما التقى نظيره السعودي، الأمير "فيصل بن فرحان"، في اجتماع اللجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى، الشهر الماضي.

وأوضح أن الوزير الصيني أبلغ نظيره السعودي أن "بكين تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع الرياض وتضع السعودية في موقع أولوية لدبلوماسيتها"، مشيرا إلى ترجيحات بأن يلتقي الرئيس الصيني ولي العهد، الأمير "محمد بن سلمان"، بقمة مجموعة العشرين في بالي في وقت لاحق من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

لكن تصريحات وزير الخارجية الصيني تسلط الضوء على آمال السعودية في أن تتخلى بكين عن توازن علاقاتها بين الرياض وطهران، وهو ما يسعى إليه المسؤولون في المملكة منذ 10 سنوات على الأقل، حسبما يرى "دورسي"، مشيرا إلى أن القيادة السعودية لطالما حثت بكين على تحديد الحليف الأكثر أهمية: الرياض أم طهران.

ولا يمثل هكذا تحديد أمرا هينا لبكين، إذ يمثل الانحياز للرياض تشويها لتوازن العلاقات الذي حرصت عليه الصين إقليميا خلال السنوات الماضية، خاصة في ظل ارتباطها بمصالح اقتصادية وجيوسياسية مع إيران.

فالعقوبات الأمريكية والأوروبية ضد روسيا، رداً على غزوها لأوكرانيا، عززت من أهمية إيران بالنسبة للصين، التي ضاعفت جهودها لإنشاء ممر نقل إلى أوروبا، يلتف على الأراضي الروسية.

ولذا يرى "دورسي" أن التوقيت المحتمل لزيارة الرئيس الصيني إلى السعودية يكتسب أهمية إضافية بعد مشاركة الولايات المتحدة معلومات استخباراتية مع السعودية، حذرت من هجوم إيراني وشيك على أهداف في المملكة.

وفي المقابل، زعمت إيران أن الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل تحرض على الاحتجاجات المستمرة داخل البلاد منذ أكثر من 6 أسابيع، والتي هزت النظام السياسي في طهران، وأعلنت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنها اعتقلت 9 مواطنين أوروبيين لدورهم المزعوم في الاحتجاجات.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، حذر "حسين سلامي"، قائد الحرس الثوري الإيراني، السعودية من استمرار تغطية قناة "إيران إنترناشنونال"، المدعومة من المملكة والتي تبث من لندن باللغة الفارسية، للاحتجاجات وقمع قوات الأمن لها، قائلا: "هذا آخر تحذير لنا لأنكم تتدخلون في شؤوننا الداخلية عبر هذه الوسائل. أنتم منخرطون في هذا الأمر وتعلمون أنك معرضون للخطر".

وهنا يشير "دورسي" إلى أن القلق من احتمال شن إيران هجوما على السعودية يتركز، جزئيا على الأقل، على اعتقاد يفترض أن الصدع الأمريكي السعودي يعني أن الولايات المتحدة قد لا تكون على استعداد للدفاع عن المملكة.

وإزاء ذلك، فإن التوترات الإقليمية تمنح للصين فرصة في علاقتها بالسعودية، لكنها تهدد علاقتها مع إيران، وتقلص قدرتها على البقاء بمعزل عن صراعات الشرق الأوسط. فكيف سترسم الصين سياساتها؟ الإجابة مطوية في نتائج زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية وما بعدها.

المصدر | أوراسيا ريفيو - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الصين تشي جين بينغ إيران محمد بن سلمان

رغم الإبلاغات السعودية والأمريكية.. الصين ترفض تأكيد أو نفي زيارة رئيسها للرياض

زيارة الرئيس الصيني للسعودية.. دبلوماسية مكثفة لانتهاز خسائر أمريكا وروسيا

3 محاذير تقلق المسؤولين الأمريكيين من زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية.. ما هي؟

مصالح مشتركة ومبدأ مقدس.. 5 دلالات رئيسية لزيارة الرئيس الصيني إلى السعودية