استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فتور اجتماعي مخيف

الأحد 7 سبتمبر 2014 05:09 ص

قبل خمسة عشر عاماً، كانت تصلنا أخبار عن أوضاع اجتماعية لأناس يعيشون في دول غربية، وكان ثمة إثخان مستغرب حينها من ذلك الفتور في العلاقات المجتمعية بشكل عام وبين أفراد الأسرة بشكل خاص، لأولئك الذي يقطنون خارج خارطة الوطن العربي.

وأذكر أن حالة من تلك الحالات الاجتماعية ظهرت على إحدى صفحات صحفنا المحلية وكانت وقتئذ تعد حالة مستغربة للغاية، وكانت فحواها أن شاباً عشرينيا أرسل بطاقة تهنئة بمناسبة سعيدة، لوالدته التي لا تبعد عنه سوى بضعة كيلومترات في نفس المدينة، بينما خرجت علينا التعليقات تعزز حال المجتمع حينئذ الذي كان يقول «غريبة هذه القطيعة من ذلك الابن لأمه!».

لدينا اليوم في وقتنا المعاصر، داخل الخارطة، بل أقرب وأقرب، سيدة، ستينية، استمعت لبرنامج إذاعي يتحدث عن القطيعة بين أفراد المجتمع، فاتصلت تشكو من وضعها الذي تعيشه، تقول «توفي زوجي منذ عشر سنوات، ولديّ ثمانية من الأبناء والبنات، رغم قرب سكنهم من سكني إلا أنني لا أراهم لمدة شهور طويلة، فأنا أعيش وحيدة مع الخادمة، يوماً تتحملني، ويوماً تصرخ في وجهي، أبنائي يرسلون لي ما لذ وطاب، لكن هذا ليس مرادي!». في النهاية تجهش بعبرات حزينة مؤلمة من مرارة ما قاسته في أواخر عمرها من الحياة، ويتعاطف معها المذيع والمذيعة والطاقم الإذاعي حزناً، ولم تستطع أن تواصل ولم يستطع المذيعان أن يكملا الجزئية، واستعيض بفاصل.

ولأنني أتحدث عن هذا الثغر، قبل ذلك قرأت خبراً في صحيفة خليجية أن امرأة طاعنة في السن، كانت مريضة ثم اشتد عليها المرض، مؤخراً وُجدت متوفية في غرفتها، دون أن يعلم بوفاتها أحد لأيام ليست قصيرة، الأشد غرابة، أن ابنتيها كانتا تعيشان معها في نفس البيت.

حدث آخر لا يصدق ويشبه نظراءه في الصيغ النفسية المضطربة لكنها هذه المرة عنيفة، عن الأم التي عرضتْ - صوتياً - قصتها على صفحة اليوتيوب، تقول «إن ابنى وابنتي يضرباني دوماً، وقد تعرضت للدعس بالسيارة من أبنائي في شهر رمضان المبارك، أخيراً طردوني من البيت، تصوروا أن ابنى الكبير يقول لي بوسي رجلي، وابنتي تقول بوسي يدي».

أما الحادثة الأشهر التي تتجلى فظاعتها عما هو مذاع في مجتمعاتنا العربية قاطبة، فبطلها شاب متزوج حديثاً، حصل خلاف بين زوجته وأمه، فما كان من الشاب إلا أن أذعن لزوجته وضرب أمه بعصا «لعبة البيسبول» على ظهرها ولم تتحمل ذلك الضرب العنيف وفقدت الحياة من شدة الألم، وقد نشرت صور آثار الكدمات على ظهر الصريعة في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.

هذا ما لم تدركه العقول في السنين الماضية ها هو يحصل تجاه الأم، حلوة اللبن. ثم الأب حيث تردى حاله، حيث قصة الرجل المسن مكتوف الإرادة الذي أهمله أبناؤه مع عامل آسيوي، يركله، ويحمله، ويرمي به، ويلقي على مسامعه أقذع الكلمات، بينما المسن يتحرك وهو منهزم الكرامة في أسوأ حالة من الخنوع.

وتبرز بعدئذ قضية معكوسة لسلوك غير سوي، خبر الأب الذي قتل ابنته الصغيرة، مع انعدام مشاعر الرحمة ضربها بقساوة فأدى الضرب المبرح على الجسد الصغير إلى الموت.

الآن حجم الفتور مخبأ، مخيف، ومتوقع انفجاره في المستقبل القريب، لآباء وأمهات يتركون أطفالهم الصغار مدداً طويلة مع الخدم والسائقين كي ينوبوا عنهم في أداء متطلبات الأبناء، بينما هم هائمون في ملذات واهية، بعدئذ لا شك سيفاجأون بمصائب قد حلت بالأطفال.

بقدر ما هذه الأخبار، ببشاعتها، ودمويتها، مؤلمة وتخلط علينا بعض المفاهيم، فإن هنا تساؤلا يطرح ذاته بحثاً عن الحلقة المفقودة، هل هذه الحالات كانت موجودة وتحصل في مجتمعاتنا في الماضي لكن الإعلام كان لا يظهرها حياءً، أم أن المجتمع تطبع بها مع ظهور وسائل التقدم الحديثة؟. صدقوني غير متأكد من الإجابة النموذجية!. لكن لا أقول إلا رحمتك يارب.

 

المصدر | صحيفة الشرق

  كلمات مفتاحية

اجتماع الأسرة