قطر والمونديال: مسلسل الانتقادات الطويل!

الخميس 10 نوفمبر 2022 06:28 ص

قطر والمونديال: مسلسل الانتقادات الطويل!

هل استفاق جوزيب بلاتر الذي اتهم بالاحتيال المالي الآن كي يبيّض أوراقه على حساب قطر؟

أنكر بلاتر في تصريحه الأخير أن يكون قد صوّت للقرار مدعيا أن رجحان التصويت لصالح قطر جاء من ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

يُلاحَظ علاقة الحملات بالمركزية الغربية، التي ترى أن العالم يجب أن يدور حولها، والعنصرية ومعاداة العرب والمسلمين، المتجذرة بعمق في صلب تيارات الغرب السياسية.

*   *   *

زادت، في الأيام الأخيرة، وتيرة الانتقادات لاستضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم (مونديال 2022)، وكان آخرها تصريح لوزير الداخلية الألمانية، المسؤولة عن الشؤون الرياضية، ينتقد تصريحا آخر للاعب كرة قدم قطري، وأحد سفراء مونديال 2022، ومشاركة من مجلة «لوكار إنشينيه» الفرنسية، التي نشرت كاريكاتيرا يظهر لاعبي منتخب قطر كإرهابيين.

كان مثيرا أيضا أن يقوم جوزيب بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، بتصريح يقول فيه إن قرار منح قطر حق استضافة كأس العالم «كان خطأ».

مفيد هنا أن نتذكر أن بلاتر كان يرأس اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي التي صوّتت لصالح قطر بغالبية 14 صوتا في مقابل 8، ورغم قوله إنه «يتحمل جزءا من المسؤولية»، لكنّه أنكر، في تصريحه الأخير، أن يكون قد صوّت هو أيضا للقرار، مدعيا أن رجحان التصويت لصالح الدوحة جاء من ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

السبب، حسب بلاتر، مجددا، في أن منح قطر حق تنظيم البطولة كان خطأ هو أنها «بلد صغير للغاية»، وأن «كرة القدم وكأس العالم أكبر منها».

احتاج بلاتر إلى عشر سنوات للوصول إلى هذا الاستنتاج الخطير، وقد توصّل إليه بعد خروجه من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولا نعلم، أيّ شخص هو الذي يتحدّث، بلاتر الذي كان على رأس عمله، وانتهى التصويت حينها لصالح قطر، الدولة الصغيرة للغاية، وليس للولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنها دولة عظمى، أم بلاتر الذي اتهم بعدها بالاحتيال المالي، وقد استفاق الآن كي يبيّض أوراقه على حساب قطر؟

لا يحتاج الأمر كثير تفكّر للرد على فكرة أن قطر هي بلد «صغير للغاية»، فقد يصحّ هذا بالمعنى الجغرافيّ (فحجمها أقل من ثلث حجم سويسرا، بلد بلاتر، وهي بلد صغير نسبيا أيضا ولكن وزنه العالمي كبير) لكنّه غير صحيح بالإمكانيات الاقتصادية، التي تضمن تملّك الدوحة عناصر إدارة مسابقة كأس العالم لكرة القدم من شؤون تنظيمية ورقمية وأمنية وسياسية.

مفيد، في هذا السياق، التذكير بأن أعلى بلدان العالم بالدخل الفردي هي دول صغيرة، وأن قطر هي في المرتبة الرابعة ضمن الأعلى في تلك الدول (بعد لوكسمبورغ، وسنغافورة، وايرلندا)، وأن سويسرا نفسها، التي تملك ناتجا اجماليا محليا يقدر بـ830 مليار دولار في العام، هي في المرتبة السادسة، وأن أمريكا نفسها (التي هي في المرتبة الأولى عالميا في الاقتصاد) هي في المرتبة التاسعة ضمن قائمة أعلى السكان دخلا في العالم.

الحملات الأخيرة، على أي حال، هي جزء من مسلسل طويل ورغم أنها تحمل، في أحيان كثيرة، راية حقوق الإنسان، واتهامات الفساد، فمن الصعوبة ألا يُلاحظ المتابع المحايد علاقتها بنزعة المركزية الغربية، التي ترى أن العالم يجب أن يدور حولها، وكذلك، في أحيان كثيرة، بالعنصرية، ومعاداة العرب والمسلمين، المتجذرة بعمق في صلب التيارات السياسية الغربية، يمينا ويسارا.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

قطر العنصرية الفساد مونديال 2022 كأس العالم كرة القدم بلد صغير الاتحاد الدولي حقوق الإنسان المركزية الغربية جوزيب بلاتر معاداة العرب والمسلمبن

كيف تجهزت قطر لاستقبال أكثر من مليون مشجع خلال المونديال؟

تباين ردود الأفعال على الانتقادات الموجهة إلى مونديال قطر