صحيفة إسرائيلية تتحسر على الحلم الضائع.. القومية العربية تنبض بمونديال قطر ولا عزاء للتطبيع

الجمعة 2 ديسمبر 2022 04:19 م

سلطت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية الضوء على الحضور القوي للقومية العربية في مونديال قطر 2022، مشيرة إلى أن الأيام الأولي للبطولة قدمت لمحة عما طالما حلم به الكثير من العرب.

وتحت عنوان "القومية العربية حية وبخير في مونديال الدوحة"، مشيرة إلى أن أعداء الأمس من قادة العرب أصبحوا أصدقاء مرة أخرى خلال حضورهم حفل الافتتاح للبطولة التي تقام بالشرق الأوسط للمرة الأولي.

واستشهدت بحمل أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد" للعلم السعودي، واحتضانه لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، إلى جانب احتفال الأول مع الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" الذي كان حاضرا لحفل الافتتاح.

وأشارت الصحيفة إلى ذلك يأتي بعد سنوات من القطيعة بين السعودية ومصر من جهة وقطر من جهة أخري حيث فرضت الرياض والقاهرة ومعها البحرين وأبوظبي حصار على الدوحة في يونيو/حزيران 2017 استمر حتى تم حل الأزمة الخليجية في يناير/كانون ثان 2021.

وذكرت الصحيفة أن الانتصارات غير المتوقع الذي حققه المنتخب السعودي على الأرجنتين، والمغرب على بلجيكا تسبب في حدوث إثارة هائلة في جميع أنحاء العالم العربي وأظهر وحدة عربية نادرة لم نشهدها منذ عقود.

وأضافت تم نسيان الخلافات العربية المعقدة التي طال أمدها، حيث انضم مشجعو كرة القدم اللبنانيين والفلسطينيين والتونسيين والمصريين والأردنيين إلى حشد الجماهير المغربية والسعودية المحتفلة في العاصمة القطرية.

وفي هذا السياق، أشاد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم "ياسر المشعل" في تصريحات لوسائل إعلام عبرية بتنظيم الدولة الخليجية الصغيرة لهذا الحدث العالمي.

وعقب: "هذه ليست كأس العالم في قطر. هذه هي كأس العالم الخليجية والعربية، وما تقدمه قطر هو أكبر رد على شكوك الغرب".

بدوره قال رئيس مركز دراسات القدس بجامعة القدس، إن البطولة تظهر "فكرة القومية العربية لا تزال حية" لكنها لا تمتلك أذرع أو أرجل وليس لديها مرجعية أو نظام مركزي لدعمها.

وقال "هي مشاعر قوية، وأحلام وأمنيات الشعوب العربية، لكن القوية العربية فقدت بريقها ودورها في السنوات الماضية".

من جانبه اعتبر "عوزي ربيع" مدير مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب أن القومية العربية في الوقت الحالي شعار يشكل وصفة لكيان سياسي موجد غير موجود، بالطبع هناك عاطفة عربية وتاريخ عربي وتراث ولغة ".

وأوضح أنه يمكن استخدام القومية العربية "كإطار عمل يمكن أن يخلق طريقة عمل لدول المنطقة" .

وعقب "لكنه لا يمكن أن يكون كيانًا سياسيًا.. القومية العربية شيء يمكن استخدامه عندما يتعلق الأمر بالرياضة والثقافة".

صفقات تطبيع وهمية

وذكرت الصحيفة أنه كان لافتا الاستقبال البارد من الجماهير العربية في الدوحة للصحفيين الإسرائيليين الذين ذهبوا لقطر لتغطية أخبار المونديال.

وأشارت الصحيفة أن الصحفيين الإسرائيلي تعلموا درسا مباشرا خلال وجودهم في الدوحة أن اتفاقيات التطبيع بين حكومتهم والحكومات العربية ليست كافية لإثارة الدفء مع الشعوب، رغم ابرام إسرائيل 6 اتفاقيات تطبيع مع كل من مصر والأردن والبحرين والإمارات والمغرب والسودان.

 وقال العديد من المراسلين الإسرائيليين إنهم تعرضوا لـ "الاعتداء اللفظي"، وأعربوا عن أسفهم لسوء معاملتهم على أيدي الحاضرين في الحدث الدولي.

ووفقا لخبراء فإن كأس العالم في قطر تعتبر بمثابة علامة أخرى على أن إسرائيل، على مستوى الشعبي العربي ينظر إليها على كونها دولة معادية.

قال محمد مجادلة، مدير الأخبار في إذاعة ناس في الناصرة شمال إسرائيل إنه لا ينبغي أن يفاجأ أحد بالاستقبال الفاتر للإسرائيليين في قطر.

وعقب " السلام صنع مع الناس وليس مع الحكومات".

وتابع: "من مزايا كأس العالم هذه أنها كدت للإسرائيليين حقيقة لا يريدون الاعتراف بها، وهي أن جميع اتفاقيات السلام الوهمية مع دول الخليج لا تتقدم ولا تتأخر ما دامت إسرائيل تحتل الفلسطينيين"

وفي هذا الصدد قال "ربيع" إن سبب تجنب العرب للإسرائيليين في مونديال الدوحة يشير إلى موضوع واحد "هو القضية الفلسطينية".

 وقعت إسرائيل على اتفاقية كامب ديفيد مع مصر عام 1997، ومعاهدة وادي عربة مع الأردن عام 1994. وعلى المستوى الرسمي، العلاقات دافئة ومهنية، ولكن على مستوى الأفراد والشعوب، فهي باردة ومتوترة.

قال "دوريان باراك"، رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي إن تغيير التوتر الحالي لا يمكن أن يحدث إلا من خلال الجهود الشعبية.

في المقابل يرى رفيق عوض أن "الاتفاقيات الإبراهيمية لم تغير العلاقات العربية الإسرائيلية".

وقال: "هناك انطباع بأنه بمجرد وصول الإسرائيليين إلى قطر، سيتم الترحيب بهم بأذرع مفتوحة والزهور، وستحملهم الجماهير على أكتافهم، متناسين أن حكوماتهم المتعاقبة تضطهد الشعب العربي الفلسطيني".

وأضاف إنه طالما استمر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دون حل "لن يحدث التطبيع الحقيقي".

وأضاف: "هذا العام وحده قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 150 فلسطينيا. ماذا يتوقعون وردة وشكرًا؟ "

المصدر | جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

القومية العربية كأس العالم في قطر أمير قطر التطبيع إسرائيل

مونديال قطر 2022.. هكذا هز المشجعون العرب شباك اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل