تعرّض تمثال "عين الفوارة" الشهير باسم "المرأة العارية"، بمدينة سطيف في الجزائر السبت، إلى محاولة تخريب جديدة، تتمثل في تحطيم جزء منه، بعد 4 محاولات سابقة، أثارت أحدهما جدلًا واسعًا في البلاد، وصل صداها قبة البرلمان.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو توثق لمحاولة شخص تحطيم تمثال "عين الفوارة"، قبل أن يتدخل عدد من المارة لإيقافه ومنعه من مواصلة عملية التخريب.

ولاحقا، أعلنت السلطات الجزائرية عن إلقاء القبض على المشتبه به.

وفي الوقت الذي لم تكشف فيه السلطات عن الدوافع وراء إقدام المشتبه فيه على تخريب التمثال، نقلت صحيفة "النهار" (محلية) تصريحا لقريبه، أوضح فيه أنه "يعاني من ضغوطات نفسية وعائلية".

من جانبها، كشفت مديرية الثقافة والفنون في ولاية سطيف، أن المعلم الأثري تعرض لتخريب جزئي، موضحة أن خبراء في علم سيباشرون عملية الترميم وفق المعايير التقنية والعلمية المطلوبة.

وسبق أن تعرض التمثال الأثري الذي يتوسط مدينة سطيف ويعد وجهة سياحية بامتياز، لمحاولة تخريب في 1997 و2006 و2017 و2018.

وشيد تمثال "عين الفوارة" سنة 1898 خلال الاستعمار الفرنسي، من قبل النحات الفرنسي "فرانسيس دو سانت فيدال"، بالعاصمة باريس العام 1898، ثم نقل إلى سطيف في 1899، أي بعد 69 عامًا من احتلال فرنسا للعاصمة الجزائرية في 1830، ويتوسط حاليا ساحة الاستقلال، بالقرب من معالم دينية.

ولطالما كان تمثال المرأة العارية مثار نقاش وجدل مجتمعي، مع مطالب البعض بإزالته من الفضاء العام ونقله إلى أحد المتاحف، كونه "يخدش بالحياء العام ولا يمثل الثقافة الجزائرية"، في حين يطالب آخرون بالحفاظ عليه وحمايته، باعتباره معلمة تاريخية وسياحية وفنية مميزة للمدينة.