كاتب أمريكي: الغرب أراد لعب دور الواعظ بمونديال قطر فأغضب المضيفين والعرب

الاثنين 5 ديسمبر 2022 07:11 م

اعتبر الكاتب الأمريكي المتخصص في الشؤون الخارجية "إيشان ثارور"، أن مساعي الغرب للعب دور الواعظ وفرض رؤيته على دولة قطر المسلمة التي تحتضن مونديال 2022، لم يغضب المضيفين فقط بل وإخوانهم بالعالم العربي، الذين تستضيف منطقتهم البطولة لأول مرة في التاريخ.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية، أن الحكومات الغربية وتحديدا مجموعة من الأمم الأوروبية المشاركة في المباريات والإعلام، نظرت بنوع من الشك للمناسبة التي تنظمها دولة غنية بالنفط، وطرحوا اعتراضات حول غياب الحماية للعمال وركزوا على الانتهاكات التي حصلت في ظل المشروع العملاق للإمارة وأثناء بناء المشاريع.

ورغم جهود المؤسسة الدولية الراعية للمناسبة "فيفا"، وتقييد التعبير عن الشعارات السياسية، قام البعض بأنواع من الاحتجاجات، وكان على رأسها وزيرة الداخلية الألمانية "نانسي فازير"، والتي ارتدت شارة "حب واحد" المؤيدة للمثلية.

ولا تزال منصات التواصل، رغم اقتراب المناسبة من نهايتها، حافلة بالتعليقات حول "العبودية الحديثة" التي تقف وراء الملاعب اللامعة والبنى التحتية الحديثة.

ويقول "ثارور" إن الجماعات الحقوقية والمنظمات المدافعة عن العمال، قامت وعلى مدى السنوات بتوثيق الانتهاكات التي تتعرض لها العمالة الوافدة ليس في قطر ولكن بمنطقة الخليج عامة؛ حيث يحاول ملايين من العمال الوافدين الحصول على لقمة العيش في ظروف بائسة أحيانا وعرضة لاستغلال أصحاب العمال ووكالات توفير فرص العمل.

ولكن الاتهامات المناهضة لعقد مناسبة كأس العالم في قطر، بدت وكأنها تصور سلطات الإمارة بالفراعنة المغرورين الذين يرعون جمالا تقوم ببناء الأهرامات اللامعة.

وتم نشر أرقام بآلاف الوفيات أثناء عمليات البناء، وهي أرقام رفضها المسؤولون القطريون وقالوا إنها غير دقيقة بشكل صارخ ومضللة في الوقت نفسه.

كما لم يتم التثبت منها عبر منظمة العمال الدولية التابعة للأمم المتحدة، وأكدوا أن البنى التحتية التي أقيمت أو جزءا منها لم يكن له علاقة بالتحضير لمباريات كأس العالم.

وقالت "زهرة بابر"، المديرة المشاركة في مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة "جورج تاون- قطر" والباحثة المخضرمة في قضايا العمل بالخليج، إن النقاش المثير للاستقطاب الذي رافق كأس العالم، لم يفعل الكثير لفهم التعقيدات التي تواجه المهاجرين في المنطقة والحياة التي يعيشونها.

ويمكن فهم هذه التعقيدات في سلسلة من بودكاست نشرتها "بابر" وقدمت أصوات العمال الأجنبية في قطر.

وقالت "بابر" إن "خطاب الأبطال والأشرار لم يساعد حقيقة"، مضيفة أن نبرة النقد الغربي قد تزيد من تشدد المواقف القطرية ضد العمال المهاجرين الذين يعيشون وسطهم.

وقال "ثارور" إن الحديث عن نفاق الغرب ومعاييره المزدوجة منتشر في الدوحة.

وأضاف أنه في حواراته مع مسؤولين قطريين ومعلقين عرب، سمع إشارات عن الطريقة التي تغض فيها أوروبا نظرها عندما يغرق المهاجرون في البحر المتوسط، ولا تلتفت إلى انتهاكات الولايات المتحدة عندما تقوم بإحضار العمال اليدويين للعمل وبأجور قليلة في المزارع الأمريكية، وإلى لا مبالاة الغرب عندما يواجه بإرثه الإستعماري ودعمه للحكومات الديكتاتورية في الدول النامية.

وكذا عدم احترامهم المسؤولين الأوروبيين الذين يشجبون علنا المجتمع القطري وأخلاقياته وبحثهم السري عن المصالح الاقتصادية الخاصة في الدوحة، بما فيها النفط والغاز الطبيعي.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

قطر المثلية مونديال قطر