الطريقة التيجانية.. ساحة تنافس مغربي جزائري قديمة جديدة

الاثنين 5 ديسمبر 2022 09:34 م

ضمن استعداداتها لاستضافة المؤتمر الـ17 لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي مناسبة تجمع 57 دولة إسلامية في الجزائر، تخطط السلطات لتنظيم زيارات للوفود الحاضرة إلى مدينة "عين ماضي"، والواقعة في الصحراء الجزائرية، وهي المدينة التي ولد فيها "أحمد التيجاني"، مؤسس "الطريقة التيجانية"؛ إحدى أكبر وأشهر الطرق الصوفية في العالم الإسلامي، ويقدر عدد مريديها بأكثر من 200 مليون شخص.

وفي هذا الإطار سلط تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية الضوء على كون "الطريقة التيجانية" ميدان تنافس قديم جديد بين الجزائر والمغرب، وهما الدولتان اللتان تتمتعان بعلاقات متدهورة حاليا، بل ومقطوعة تقريبا، وعلى شفا حرب.

وقالت "جون أفريك" إن "التيجاني"  توفي ودفن في مدينة فاس المغربية عام 1815، مما أعطى العاصمة الروحية هذه مكانة بمثابة "مكة الثانية" للتيجانيين، لكن سيد هذا الطريقة الصوفية ولد أيضا في 1737 أو 1738 في عين ماضي، وهي بلدة تقع في الصحراء الجزائرية على بعد أكثر من 400 كيلومتر جنوب الجزائر العاصمة، مما يجعلها مهد التيجانية، حسب السلطات الجزائرية.

البيت الأم

وأوضح التقرير أن الجزائر تحاول، عبر تنظيم زيارات إلى عين ماضي خلال انعقاد مؤتمر "التعاون الإسلامي"، إلى إرسال رسالة على أنها "البيت الأم" للتيجانية.

ومع ذلك – توضح "جون أفريك"- تعتبر فاس المغربية بالفعل مكان التيجانية المفضل، حيث تجذب في كل عام حوالي 1.5 مليون شخص، وتتمتع زاويتها بأكبر تأثير في القارة الأفريقية.

وتجسد الطريقة التيجانية روح القوة الناعمة المغربية في إفريقيا، كما تخدم المصالح السياسية والدبلوماسية للرباط التي تعتمد اليوم على شبكة تيجانية لتصبح قوة أفريقية.

وبحسب المجلة، أسهمت مكانة المغرب كموطن لرفات مؤسس الطريقة التيجانية في نجاح حشد الرباط دول جنوب الصحراء الكبرى، والتي تضم أكبر مؤيدي الطريقة التيجانية، إلى تأييد موقفه من قضيته الكبرى "مغربية الصحراء".

ومكنت الطريقة التيجانية المغرب أيضا من التقارب مع السنغال، لاسيما في عهد الملك الراحل "الحسن الثاني"، والذي تبنى سياسة العودة إلى أفريقيا.

وقائع قديمة

وتابعت "جون أفريك" أنه عقب عام 1984، قررت الجزائر تنظيم تجمع للتيجانيين من الجزائر وتونس ومصر وإفريقيا (باستثناء المغرب) في عين ماضي، وخصصت مبلغ 20 مليون دولار لتمويل مشروع إسكان اجتماعي في العاصمة السنغالية داكار لمحاولة جذب السنغاليين أيضا لمنافسة المغرب.

من جانبه، اعترف الرئيس السنغالي، آنذاك، "عبدو ضيوف"، بما يعرف بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" و"جبهة البوليساريو".

ورد المغرب عام 1985 بتنظيم ندوة دولية حول التيجانية في فاس، والتي أصبحت حدثًا سنويًا، ومكنت الرباط من انتزاع الاعتراف بمغربية الصحراء من قادة تيجانيين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات المغربية الجزائرية الطريقة التيجانية تنافس الصحراء الغربية جبهة البوليساريو الطرق الصوفية

جزائري بين المتهمين.. كشف تفاصيل اختراق موقع وزارة التعليم المغربية