التقى زعماء دول الخليج العربية وآخرين في الشرق الأوسط، الجمعة، مع الزعيم الصيني "شي جين بينج"؛ في إطار زيارة دولة، يجريها الأخير للسعودية، سعياً لتوطيد علاقاتهم مع بكين مع تضاؤل ​​اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة على مدى عقود.

وتراقب الولايات المتحدة بحذر التأثير المتزايد لمنافسها الاقتصادي بكين في المنطقة، حيث تعلق الصين مصالحها باعتبارها أكبر مستهلك للطاقة في العالم وتتوسع الشركات الصينية في التكنولوجيا والبنية التحتية الأخرى.

وتأتي زيارة "شي" أيضًا في وقت تشهد فيه العلاقات طويلة الأمد بين الرياض وواشنطن توترا علنيا بشأن قضايا حقوق الإنسان وسياسة الطاقة وروسيا، فضلاً عن شكوك الخليج بشأن التزام أمريكا الضامن الرئيسي للأمن بالمنطقة.

وقال ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" في كلمته التي أعلن فيها انطلاق القمة إن العلاقة العربية الصينية قائمة على التعاون والاحترام المتبادل.

وأكد على ضرورة تعزيز الشراكة بين الدول العربية والصين من أجل الاستقرار الدولي والعالمي، مضيفا أن بلاده تسعي إلى تعزيز مستوى التعاون والتطلع إلى مرحلة جديدة من الشراكة مع الصين

وأعرب عن تقدير المملكة لموقف الصين في دعم التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية

بناء مستقبل مشترك

وقال الرئيس الصيني إن القمة العربية الصينية أجمعت على السعي لبناء مستقبل مشترك لعالم جديد.

وأضاف أن بلاده ستواصل العمل لبناء مستقبل مشترك مع الدول العربية، معربا عن التزام بكين بالحفاظ على السلام فى العالم

وشدد الرئيس الصيني أن التطلع إلى دولة فلسطينية أمر لا يمكن رفضه، مؤكد دعم بكين بكل ثبات إقامة دولة فلسطينية بحدود 67 عاصمتها القدس الشرقية

وتابع "لا يمكن استمرار الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني

زيادة التنسيق

من جانبه قال الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" إن التعاون العربي الصيني تأسس على مواجهة التحديات وأولوية الأمن الدولي، مطالبا بتعزيز التعاون الصيني العربي لمواجهة التحديات العالمية الكبيرة.

وطالب “السيسي" بضرورة نقل وتوطين التكنولوجيا لتعزيز التنمية الاقتصادية للدول العربية.

وذكر أن السياسات الصينية المتوازنة محط تقدير واحترام في العالم العربي، معقب أنه يجب زيادة التنسيق مع الصين لمعالجة الأزمات الدولية والإقليمية

انفتاح تجاري

وأعرب رئيس وزراء العراق "محمد شياع السوداني" عن دعم بلاده لكافة الجهود الآيلة إلى تعزيز العلاقات العربية مع الصين

وأضاف "تجمعنا مع الصين علاقة عريقة شعبيا وحكوميا"، معربا عن تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقة مع الصين وفق مبادرة الحزام والطريق.

وذكر "السوداني" أن العراق سيركز على تطوير الاقتصاد، داعيا بكين إلى الانفتاح التجاري على العراق 

وشدد "لن نقبل أن يكون العراق منطلقا لتهديد الجوار ونرفض أي اعتداء على أراضيه" مؤكدا تمسك العراق بهويته العربية والإسلامية.

فيما أعرب رئيس حكومة لبنان "نجيب ميقاتي" عن تطلع بلاده أن تؤديى هذه القمة لتفعيل العلاقات مع الدول العربية والصين

وأضاف "عالمنا العربي يملك الكثير من المؤهلات وهو في صلب اهتمام الصين 

تعاون مستقبلي واعد

 العاهل المغربي "محمد السادس" إن العلاقات العريقة العربية الصينية تستشرف تعاونا مستقبليا واعدا، مضيفا نشهد اليوم نهضة كبيرة في العلاقات الصينية العربية.

وأضاف "نثمن حرص الصين ودورها في دعم استقرار المنطقة العربية"

وذكر أن دعم الصين للقضية الفلسطينية مكسب مهم لحل عادل وشامل، مؤكدا على ضرورة دعم ما يصبو إليه العالم العربي من تنمية وتطوير

ولفت إلى أ ن الفرصة لا تزال سانحة لتطوير التبادل التجاري والتكامل مع الصين.

أرضية صلبة

فيما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط" أن انعقاد أول قمة عربية صينية يعكس أهمية العلاقة المشتركة، معقبا "حريصون على تعزيز الشراكة والعلاقات مع الصين"، مؤكدا أن العلاقات العربية الصينية تقف على أرضية صلبة.

وأضاف أن الدول العربية لديها رغبة في مد جسور التعاون مع الصين في كافة المجالات.

وقال رئيس الحكومة الجزائري "أيمن بن عبد الرحمن" إن القمة التي تعقد فى الرياض تعيد التذكير بعمق العلاقات العربية الصينية.

وأضاف "لدينا رغبة مشتركة في تطوير وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الصين"

وذكر أن الدول العربية لم تتخلف في دعم مبدأ وسياسة الصين الواحدة، مشيرا إلى الصين قدمت دعما كبيرا للدول العربية في مواجهة فيروس كورونا.

فيما قال رئيس موريتانيا "محمد ولد الغزواني" إن يجب تعزيز القضايا المشتركة بين الدول العربية والصين، معربا أعن أمله فى أن تسهم القمة في تعميق التعاون الصيني العربي

واضاف "يمكن لمنتدى التعاون العربي الصيني المساهمة في مواجهة التحديات" مشيرا إلى أن التعاون الصيني الموريتاني يشمل مجالات عدة بينها البنية التحتية

قيم مشتركة

وأعرب الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" عن تقدير بلاده لحهود تعزيز الشراكة العربية مع الصين، مؤكدا الوقوف مع الأخيرة في مواجهة ما تتعرض له من حملات مغرضة

وقال "عباس" نؤكد دعم فلسطين لمبدأ الصين الواحدة"، مطالبا فى الوقت ذاته بـ"ضرورة محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها" ومقاطعة المجتمع الدولي أي حكومة إسرائيلية لا تعترف بالسلام.

وأضاف أن القمة العربية الصينية فرصة كبيرة لتعزيز مبادرة الحزام والطريق، مؤكدا أنه يجب تكريس القيم المشتركة بين العرب والصين.

طريق جديد مع الصين

وقال الرئيس التونسي " قيس سعيد" إنه يجب تعبيد طريق جديدة مع الصين من أجل مستقبل أفضل، مثمنا جهود الرئيس الصيني في تطوير العلاقات العربية الصينية المشتركة.

وحذر "سعيد" من صعوبة التحديات التي تواجه الشعوب حول العالم، مشددا على اهمية التنمية الشاملة

فيما قال رئيس دولة جزر القمر "غزالي عثماني" إن هذه القمة ستحمل انعكاسات إيجابية وتعزز المصالح المشتركة مع الصين

وأكد على ضرورة تعزيز التعاون والعلاقات العربية مع الصين، شريطة أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل.

أما رئيس جمهورية جيبوتي "إسماعيل عمر جيلي" فقال إن القمة العربية الصينية تجسد مرحلة مفصلية هامة، مؤكدا على أهمية تعزيز الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية.

وأضاف أن الصين تشكل نقطة ثقل كبيرة لحل القضايا المهمة عالميا، مشددا على ضرورة تعزيز التعاون العربي الصيني لمواجهة التحديات المشتركة.

وشدد "جيلي" على ضرورة تسخير كل الإمكانيات من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة

واعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني "رشاد محمد العليمي" أن القمة بمثابة محطة انطلاق لتعزيز العلاقات العربية الصينية، وفرصة لتحقيق التقدم والتنمية كما تأتي فى وقت مثالي لمعالجة التحديات التي يواجهها العالم.

وثمن موقف الصين الداعم للشرعية فى اليمن، مؤكدا أنه يجب دفع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لإنهاء انتهاكاتها في البلاد.

وحذر "العليمي" من مخاطر أي تسرب من خزان صافر بسبب تعنت مليشيات الحوثي، الذي أكد أن إيران لا تزال تزودهم بالأسلحة.