ذا أتلانتك: حل شرطة الأخلاق تنازل إيراني للغرب وليس للمتظاهرين

السبت 10 ديسمبر 2022 04:58 م

فاجأ المُدّعي العام في إيران "محمد جعفر منتظري"، العالم بحلّ "شُرطة الأخلاق" التي تسبب اعتقالها الفتاة "مهسا أميني" ثم الإعلان عن وفاتها قبل 3 أشهر، احتجاجات شعبيّة صاخبة أدّت حتّى الآن إلى مقتل المئات واحتجاز الآلاف في السّجون، وزعزعة استِقرار البلاد..

وكان "منتظري" غامضا ولم يوضح ما إذا كان المرشد الأعلى آية الله "علي خامنئي"، قد وافق على القرار، كما أنه لم يكشف عما سيحدث للنساء اللاتي يظهرن في الأماكن العامة دون الحجاب الإلزامي.

وحسب مجلة "ذا أتلانتك"، فإنه "على الرغم من أن "منتظري" أضاف بسرعة أن القضاء سيستمر في مراقبة السلوك العام، فإن الإعلان هو اعتراف واضح بالأذى الذي ألحقته المظاهرات بالنظام"، رغم أن قناة التلفزيون الحكومية الإيرانية نفت هذا الإعلان لاحقا.

ويعرف النظام أنه من بين جميع الاحتجاجات العديدة التي اجتاحت إيران في العقود الأربعة الماضية، فإن هذه الجولة الأخيرة مختلفة تماما.

لم تكن أي انتفاضة أخرى منتشرة أو استمرت لفترة طويلة، وحتى الآن، لم يتحد أي منها أساس النظام نفسه.

هذه المرة، تبدو إيران مرة أخرى على أعتاب "ثورة"، لأنها لا تستطيع إخضاع الساخطين ولا تلبية مطالبهم.

تقول المجلة: "في مواجهة فشل القمع، يبدو أن النظام يقدم تنازلا بسحب دورية شرطة الأخلاق، لكن لماذا مثل هذا التنازل، بل السؤال الأفضل هو: لمن هذا؟".

وتضيف: "يجب أن تكون المبادرة إشارة إلى العالم الخارجي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة".

وتتابع: "على الرغم من تبجح النظام المناهض للغرب، إلا أنه لطالما شكل الكثير من مسرحياته السياسية للاستهلاك الأمريكي، وفي ظل غياب العلاقات الدبلوماسية، فهذه هي الطريقة التي تحاول بها إرسال رسالة إلى واشنطن والتأثير عليها".

وتزيد: "طهران ترد على الطريقة التي تعتقد بها أن الولايات المتحدة تنظر إلى أحداث الأشهر الثلاثة الماضية.. منذ البداية، قلل الكثير في واشنطن من جدية وحجم حركة الاحتجاج".

والمسؤولون الأمريكيون والعديد من صانعي الرأي يميلون إلى إبراز دور "النساء والفتيات" في الحركة الحالية، كما لو أن فرض الزي الإسلامي النسائي كان كل ما يدور حوله الاحتجاج، حتى عندما كان المتظاهرون يهتفون "الموت للدكتاتور" وشتائم غير قابلة للترجمة عن المرشد الأعلى.

بينما يرى المتظاهرون، وفق المجلة، فإن المتظاهرين ما زالوا غير راضين، لأن هذا "انتصار صغير"، وغضبهم لم ولن يهدأ، وإذا ثبت أن هذا هو الحال، فهو البداية فقط بالنسبة لهم، فهم يريدون "تغيير النظام".

يقول المتظاهرون، وفق المجلة إن "قضية الحجاب كانت مجرد شرارة، وإن جوهر النظام هو هدفنا".

ورغم ذلك، ومن خلال تخفيف بعض القيود، ترغب طهران في إقناع واشنطن بأنها استجابت لمطالب المتظاهرين، حتى تتمكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من تخفيف موقفهما وربما استئناف المفاوضات النووية.

وتريد إيران، التي تتعرض لضغوط داخلية وخارجية شديدة، ألا يؤدي التصويت الأخير في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى إنشاء لجنة خاصة للتحقيق في العنف ضد المتظاهرين.

وتختتم المجلة: "طالما فشل قادة أمريكا في إدراك أن الحركة في إيران تدور حول أكثر من مجرد تمرد ضد قواعد اللباس التقييدية، فإن طهران تعلم أن بإمكانها التلاعب بالولايات المتحدة لعدم الرد بالجدية اللازمة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مظاهرات إيران إيران شرطة الأخلاق احتجاجات الغرب أمريكا

بعد خلعها الحجاب.. تحذيرات لبطلة شطرنج من العودة لإيران

خامنئي يعين قائدا جديدا للشرطة في إيران.. من هو ؟