الجزائر.. رئيس أكبر حزب إسلامي يتهم عميد مسجد باريس بالتطبيع والخيانة

الاثنين 12 ديسمبر 2022 07:49 م

استنكر رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي بالجزائر)، "عبد الرزاق مقري"، الإثنين، مشاركة عميد مسجد باريس "شمس الدين حفيز" في ندوة شاركت فيها السفيرة الإسرائيلية بفرنسا.

وقال "مقري" على صفحته في منشور على "فيسبوك" بعنوان "الخيانة": "عميد مسجد باريس المعروف بعلاقته بالسلطات الجزائرية يحضر ندوة نظمها مجلس الجمعيات اليهودية في فرنسا بحضور سفيرة الكيان".

ودعا "مقري"، "الجزائريين المقيمين في فرنسا إلى أن يعبروا عن رفضهم لهذا التصرف المشين المناقض للموقف الرسمي الجزائري ولموقف الشعب الجزائري".

كما طلب من "السلطات الجزائرية اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذا الذي فُرض ليمثل الديانة الإسلامية في فرنسا وهو الذي لا يصلح لذلك أبدا".

 

وظهر "حفيز" بجنب السفيرة الإسرائيلية خلال انعقاد المؤتمر الوطني للمجلس النيابي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، وتحدث في موضوع بعنوان "فرنسا-الجزائر، هل المصالحة ممكنة؟".

وأثارت المشاركة جدلا كبيرا في الإعلام الجزائري، وعلّق عليه موقع "الجزائر وطنية" الناطق بالفرنسية بالقول: "من كلف عميد مسجد باريس ليتحدث عن الجزائر في هذا المنتدى الذي يروج لإسرائيل وسياستها في المنطقة؟".

ويمتلك "حفيز"، وهو محامي مولود في الجزائر عام 1954، الجنسية الفرنسية إلى جانب الجزائرية، وهو أحد المقربين من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" الذي قلده مؤخرا جوقة الشرف باعتباره هدفا -كما قال- لأعداء الجمهورية المتطرفين.

وظل الرجل يدافع عن نسخة للإسلام متوافقة مع قيم الجمهورية الفرنسية، وأسقط قبل مدة دعوى قضائية كان قد رفعها ضد مجلة "شارلي إيبدو" بسبب رسوماتها المسيئة ضد الرسول "محمد".

ويحظى عميد مسجد فرنسا برعاية جزائرية من أعلى السلطات، حيث سبق له في عدة مرات لقاء الرئيس "عبدالمجيد تبون"، كما وجهت له دعوة لحضور الاستعراض العسكري الشهير الذي أقيم بمناسبة احتفالات الجزائر باستقلالها في يوليو/ تموز الماضي.

ويمثل مسجد باريس بتاريخه إحدى أكبر المؤسسات الدينية الإسلامية في فرنسا، وهو ساحة للتأثير الجزائري بامتياز منذ سنوات طويلة، على اعتبار أن الجزائر تعد صاحبة أكبر جالية مسلمة في فرنسا وتود الاحتفاظ بعلاقة قوية بينها وبين الوطن الأم.

وفي السنوات الأخيرة، انعكس الخلاف الجزائري المغربي بقوة على المؤسسات الدينية الكبرى في فرنسا، وتمارس الجزائر تأثيرها القوي على "مسجد باريس" الذي تتبعه شبكة من المساجد في كل الأراضي الفرنسية، بينما لدى المغرب نفوذ على مؤسسة "تجمع مساجد فرنسا".

وتقدم الجزائر نحو مليوني يورو سنويا لمؤسسة مسجد باريس، وهي مؤسسة عريقة في فرنسا أسسها جزائريون في بداية القرن الماضي. ويدفع المغرب من جهته نحو 6 ملايين يورو سنويا على المؤسسات القريبة منه، كما تمول تركيا أيضا بمبالغ معتبرة المساجد التي يسيرها أئمتها.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الجزائر حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري مسجد باريس شمس الدين حفيز

شرطان لمشاركة أكبر حزب إسلامي في الجزائر بالحكومة