حرضت قناة تلفزيونية ألمانية على لاعبي المنتخب المغربي، بسبب رفعهم أصبع السبابة (إشارة التوحيد)، بعد انتصارهم على البرتغال في نصف نهائي مونديال كأس العالم بقطر.

ونشرت قناة "ويلت" الألمانية، تقريرا ربطت فيه رفع لاعبي المنتخب المغربي "عبدالحميد صابيري" و"زكريا بوخلال" و"إلياس شاعر"، أصبع "السبابة"، وبين رفع عناصر تنظيم "الدولة" (داعش) الإشارة ذاتها.

وجاء في التقرير أن "3 من لاعبي منتخب المغرب للأسف رفعوا بعد فوزهم أصبع السبابة في محاكاة لما يقوم به مقاتلو داعش بعد تحقيقهم انتصارات وتمكّنهم من السيطرة على مناطق جديدة"، زاعمة أن الصورة تُثير الانزعاج.

وأضافت أنه ليس من الواضح ما إذا كان لاعبو كأس العالم من المغرب يدركون تلك العلاقة قبل أن تناقض نفسها وتعترف أن تلك الإشارة تُعتبر عالمياً علامة على التوحيد في الإسلام.

وقوبل تحريض القناة الألمانية بسخط واسع من قبل مغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ونشر ناشطون صورا تظهر شخصيات غير مسلمة ترفع الأصبع ذاته، بينهم بابا الفاتيكان، والمستشارة الألمانية السابقة "أنجيلا ميركل".

وقال مغردون إن القناة التي اعتبرت رفع أصبع السبابة إقحاما للدين، وحثا على "الجهاد" في الرياضة، لم تعلق على رفع الكثير من اللاعبين أيديهم إلى السماء، شكرا لله، ومنهم النجم الأرجنتيني "ليونيل ميسي"، وذلك عند تسجيلهم الأهداف.

وقال مغردون إن قصد لاعبي المغرب هو شكر الله فقط، وأن أصبع السبابة يعني إيمان المسلمين بوجود إله واحد فقط، دون أي إشارة  أخرى.

كما نشر مجموعة من المغردين صور لاعبين أوروبيين ولاتينيين يرفعون أصبع السبابة، خلال احتفالهم بالفوز، مثل البرازيلي "رونالدو".

ويأتي هذا الهجوم على المنتخب المغربي بعد حالة الصدمة التي انتابت الإعلام الأوروبي، عقب قيام "أسود الأطلس" بإقصاء منتخب البرتغال الذي كان من ضمن المرشحين للفوز باللقب.

وبهزيمة المنتخب البرتغالي، تأهل المنتخب المغربي للدور نصف النهائي، حيث سيلاقي المنتخب الفرنسي على أرض استاد البيت، الأربعاء.

ويأتي هذا الهجوم على المنتخب المغربي بالتزامن مع هجوم مماثل شنّته صحيفة "taz.de" الألمانية أيضاً، والتي اعتبرت أنّ رفع اللاعبين العرب عقب المباريات للأعلام الفلسطينية، يعتبر "معاداة للسامية".

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: إن "النجاح المغربي أضيف إليه الكثير من الرمزية المتعلقة بفلسطين"، مشيرة إلى رفع لاعبي المنتخب المغربي علم فلسطين بعد فوزهم على إسبانيا والبرتغال، وكذلك ما فعله لاعبو المنتخب التونسي. مضيفةً، أنّ "القطريين يرتدون الآن شارة "مؤيدة لفلسطين"، ردّاً على شارة "الشواذ" الأوروبية، والتي يرون "أنها وقاحة".

يشار إلى أن الإعلام الألماني شن هجمة شرسة على قطر قبل وبعد انطلاقة المونديال، وحرض عليها في قضايا الشواذ، وحقوق العمال، لدرجة إجبار إدارة المنتخب للاعبين على تكميم أفواههم احتجاجا على البلد المنظم، وهي خطوة قوبلت برفض واسع في الشارع الألماني، لا سيما بعد الخروج المبكر من المونديال.